فاضَ شِعرٌ بجراحٍ مُفْعَمُ وَيَرَاعٌ ولسانٌ وفَمُ ما لها الأشلاءُ أدْمَتْ كبدي ودَمٌ ما جَفَّ يتلوه دَمُ في بلاد الشام يا قومي ألا ليت شعري أي جُرْمٍ يُبْرَمُ حيثما (بشارُ) يُبْدِي سَفَهَا وخريرُ الدمِ نَغْمٌ أشْأَمُ كل بيتٍ صار يشكو ألَمَا كل دار حَلَّ فيه المَأتَمُ فلمن نشكو سوى اللهِ لمن قد شكا الدينُ و يشكو الحرمُ *** قد خذلناكِ (دِمِشْقً) أسَفِي !! خَبِّرِينِي هل سيُجدي الندمُ ؟ ليت شعري (حمصُ) ماذا أذنبت كي يُواريها اللظى المُلْتَهِمُ و(حماةٌ) مالذي أودى بها وجراحُ الدهر لم تَلْتَئِمُ وسلوا الشَّهْبَاءَ يا قومي (حلبْ) ما جرى والحربُ إذ تَضْطَرِمُ ما لها (درعا) بكت من غُصةٍ ثم ثارت من ثراها الحممُ ها أنا ألْمَحُهَا لا تنثني تتلقى الخَطْبَ إذ تبتسمُ وسلوا العالم فيما صمْتهم هل تَمَطَّاهُم وغَشَّى الصَّمَمُ *** إِيه يا (بشارُ) ما أرْكَسَكُمْ يَدُكُمْ شُّلَّتْ وشُّلَّ المِعْصَمُ إِيه يا سفاح خبرني أمِنْ سوريا من شعبها تنتقمُ سَائِلِ الأطفال فيما ذُبحوا ؟ وسَلِ الأعراضَ عمن أقْدَمُوا؟ رُبَّ طفلٍ مَسَّهُ إرهابُكم فَقَضَى نَحْبًا كَسَاهُ الورَمُ رُبَّ عِرْضٍ لم يُراعي طُهْرَهُ أمْنُكَ القَومِي وذِئْبٌ مُجْرِمُ رُبَّ شيخٍ في حَمَاةٍ هَرِمٍ تِيهَ لم يشفع لديكَ الهَرَمُ أيها السافلُ يُبْدِي نَزَقًا يا رَبِيبًا لِمَجُوسٍ أجْرمُوا قُّبِّحَتْ (قَوْمِيَّةٌ) أنت لها مَثَلٌ أعلى وعَقْلٌ مُلْهِمُ قُّبِّحَتْ (قَوْمِيَّةٌ) في ظلها يستفيضُ العارُ يُهْرَاقُ الدَّمُ قُّبِّحَتْ (قَوْمِيَّةٌ) قد أُبْرِمَتْ بيدِ الفُرسِ وأنت المُبْرِمُ أتظن الدمَ يَمْضَي هَدَرَا ؟ هُو يا سفاحُ سيلٌ عَرِمُ لا تظن (إيرانَ) أو شيعتِها جبلٌ يحمي وسَدٌّ يَعْصِمُ ليس يُغني حُمْقَ فِعْلٍ طائفي قد تولى عهدُك المنصَرِمُ ثأرَ الشعبُ كإعصارٍ لِكَيْ يسقطُ الباغي يُدَاسُ الصنمُ *** يا بلاد الشام صبراً قد بدت بسمةُ النصر ضحى لا تُحْجَمُ وَلَغَ الكلبُ فَشُدِّي واغسلي سبعَ مراتٍ يُزال السقمُ لا تمدي نحو غَرْبٍ مُقْلَةً إن في الغربِ لَمَكْرٍ يُبْرَمُ جيشكِ الحرُّ أرى إِقْدامه وأرى شبيحةً تَستسلمُ وأرى شعباً أبِيًّا ماردا وأرى إصراره لا يُهزمُ وأرى اليأسَ تَوَلَّى جَزِعًا إذ أرى العزمَ لمن لم يسأموا وأرى فيضَ ابتسامِ الشهداء فَهُمُو فوقَ النجومِ الأنْجُمُ فثقي بالله وأمضي قُدُمَا من يكن ذا حِنْكَةٍ لا يُرغمُ