مواطن بلا وطن لأنّه من اليمن تباع أرض شعبه وتشترى بلا ثمن يبكي إذا سألته من أين أنت ؟.. أنت من ؟ لأنّه من لا هنا أو من مزائد العلن *** مواطن كان حماه من (قبا) إلى (عدن) واليوم لم تعد له مزارع ولا سكن ولا ظلال حائط ولا بقايا من فنن *** بلاده سطر على كتاب : (عبرة الزّمن) رواية عن (أسعد) أسطورة عن (ذي يزن) حكاية عن هدهد كان عميلا مؤتمن وعن ملوك إستبوا أو سبأوا مليون دن الملك كان ملكهم سواه (قعب من لبن) *** واليوم طفل حمير بلا أب بلا صبا بلا مدينة … بلا مخابىء … بلا ربى يغزوه ألف هدهد وتنثي بلا نبا *** يكفيه أن أمه (ريّا) وجده (سبا) وأنّ عمّ خاله كان يزين (يحصبا) وأنّ خال عمه كان يقود (أرحبا) كانوا يضيئون الدّجى ويعيدون الكوكبا يدرون ما شادوا … ولا يدرون ماذا خرّبا يبنون للفار العلى ويزرعون للدنيا يا ناسج (الإكليل) قل : تلك الجباه من غبا أو سمّها كواكبا تمنعت أن تغربا فهل لها ذرية من الشموخ والإبا ؟ *** اليوم أرض (مأرب) كأمها موجهه يقودها كأمها فار … وسوط (أبرهو) فما أمرّ أمسها ويومها ما أشبهه تبيع لون وجهها للأوجه المموّهه *** (تموز) في عيونها كالعانس المولّهه والشمس في جبينها كاللّوحة المشوّهه *** فيا (سهيل ) هل ترى أسئلة مدلّهه ؟ متى يفيق ها هنا شعب يعي تنبّهه ؟ وقبل أن يرنو إلى شيء يرى ما أتفهه … فينتفي تحت الضّحى وجوهه المنزذهه يمضي وينسى خلفه عاداته المسفّهه يفى بكلّ ذرّة من أرضه المؤلّهه هنا يحسّ أنه مواطن له وطن