وصلت بعد ظهر الخميس إلى ميناء 'الزيت' بمحافظة عدن جنوبي اليمن قوة إمارتية، ستتولى حماية القصر الرئاسي في المحافظة في اطار جهودها لحماية رموز الشرعية والدولة اليمنية. ورأى مصدر يمني يمني أن هذا الاجراء ربما يمهد لعودة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن.
وقال المصدر مفضلا عدم ذكر هويته، إنه سيُسند إلى هذه القوة مهمة حماية القصر الرئاسي، بمنطقة معاشيق بمدينة كريتر الذي لجأ اليه الرئيس عبدربه منصور هادي عقب فراره من صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
وأشار المصدر نفسه إلى أن القوة التي لم يُعرف عددها، تتألف من عناصر متخصصة في حماية الشخصيات والمناطق المحصنة، لافتا إلى أنها معززة "بأحدث الأسلحة المتطورة".
وأفاد سكان محليون، أن وحدات من الجيش الإماراتي شوهدت وهي تنتشر بعد عصر الخميس في محيط القصر الرئاسي المطل على البحر العربي بمدينة كريتر.
وقال مسؤول محلي فضل عدم التصريح باسمه كونه غير مخول بالحديث مع الإعلام، إن القوة ستمهد لوصول الرئيس هادي وحكومته الذين يتخذون حاليا من العاصمة السعودية الرياض مقرا مؤقتا.
وعادت الحكومة اليمنية في أغسطس/آب إلى عدن بعد تحريرها في يوليو/تموز من قبضة الحوثيين، غير أن استهداف مقرها بهجمات أعلن تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف مسؤوليته عنها في أكتوبر/تشرين الأول، اضطرها إلى الخروج مؤقتا كما قال رئيسها خالد بحاح.
وكانت الدفعة الأولى من القوات المسلحة الإماراتية المشاركة في التحالف، وصلت إلى أرض الإمارات في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن اُستبدلت بالدفعة الثانية التي باشرت مهامها في اليمن.
ومنذ 26 مارس/آذار يواصل التحالف العربي بقيادة السعودية، قصف مواقع تابعة لجماعة الحوثي الانقلابية وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الجماعة الشيعية ضمن عملية أسماها "عاصفة الحزم' استجابة لطلب الرئيس هادي بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية" قبل أن يعقبها في 21 أبريل/نيسان بعملية أخرى أطلق عليها اسم "إعادة الأمل" وقال إن من أهدافها شق سياسي يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن إلى جانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين، وعدم تمكينهم من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.
وبات من الواضح تماما ان الدور الاستراتيجي الذي يقوم به التحالف العربي في اليمن بقيادة السعودية حقق انجازات كبيرة على الارض سواء في المساهمة بإعادة الشرعية والاستقرار الى اليمن او لناحية الحفاظ على امن المنطقة تجاه التدخلات الخارجية والاطماع التي تتعرض لها من خلال تمويل الطائفية والجماعات الارهابية.
وقد لعبت الإمارات دورا كبيرا في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح إضافة إلى تحرير سد مأرب التاريخي.
وركزت بعد تحرير مدينة عدن على إمداد المدينة والمناطق المجاورة لها بكل الاحتياجات العاجلة لليمنيين فقد أصبحت المحافظة المحررة محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية للشعب اليمني منذ استعادتها من قبل المقاومة والجيش الوطني وتأمين منافذها البرية والبحرية والجوية.
وقدمت ابوظبي إلى عدن مساعدات طبية وغذائية كبيرة من خلال هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية إضافة إلى قيام الدولة بإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية في عدن بتكلفة تصل حوالي 35 مليون درهم.
وأسهمت الإمارات بدور كبير في إعادة تأهيل مطار عدن وتشغيله حيث قدمت عددا من الآليات والتجهيزات المتطورة تضمنت حافلات نقل وأخرى خاصة بالدفاع المدني وتجهيزات خاصة بصيانة المطارات.
ونفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي عددا من المشروعات التنموية الخاصة بالتعليم تشمل إعادة تأهيل 154 مدرسة وإعادة بناء مبنى جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة تأهيل معهد النور للمكفوفين.
وتقوم الإمارات ضمن التحالف العربي بمهمة بالغة الحيوية لتخليص اليمن من الانقلاب الذي قامت به ميليشيا الحوثي وحليفها صالح ضد الشرعية، وشكل تدخلها منعطفا حاسما في سير المعارك لصالح قوات المقاومة والجيش اليمنيين التي أحرزت العديد من الانتصارات الميدانية.
وكان للقوات المسلحة الإماراتية الموجودة في اليمن دور أشاد به الجميع في تحرير العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.