أكد وزير الإعلام الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي أن تواجد وزراء الحكومة في عدن يأتي دعماً لجهود السلطات المحلية في جميع المحافظات المحررة في تطبيع الأوضاع الأمنية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين على جميع الأصعدة. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الأربعاء، في عدن، إن الاجتماعات التي عقدتها الحكومة خلال الأيام الماضية، برئاسة نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية، اللواء ركن حسين عرب، ناقشت الأوضاع الأمنية والخدمية في المحافظات المحررة وكذا في محافظات إقليم عدن، إلى جانب الإشراف على عملية تدشين امتحانات نيل الشهادة الثانوية العامة في عشر محافظات، وتعزيز منحى توسيع عمل السلطة القضائية في العاصمة عدن ومعالجات المشكلات التي تواجه كل القطاعات الخدمية، لافتاً إلى أن شحة الامكانيات المادية تسببت في عدم إنجاز الكثير من هذه الملفات بصورة سريعة، بحسب وكالة أنباء "سبأ" الحكومية. وأكد قباطي، أن المليشيا الانقلابية، عبثت بالاحتياطي النقدي للبنك المركزي اليمني، تحت التهديد والإكراه، وممارسة الضغوط والهيمنة على مجلس أمناء البنك. وأشار إلى التجاوزات والخروقات التي تمت على صعيد عمل البنك المركزي الذي كان من المفترض أن يحافظ على استقلاليته وحيادته وتجنب خرقهما تحت وهم فكرة الهدنة الاقتصادية مما أثر على قرارته السيادية في تنفيذ الموازنة العامة للدولة. وقال وزير الإعلام: "نحن لا زلنا نواصل عملنا مع المجتمع لتجاوز هذه الإشكالية التي أدت إلى انهيار الاقتصاد والعملة المحلية"، معبراً عن أسفه أن هذه الجهود جاءت بعد تبديد المجموعة الانقلابية لأربعة مليار ونصف المليار دولار من احتياطي البنك وأربعمائة مليار ريال كان يجب استخدامها لاستبدال العملة المهترئة في العام 2017م، وكذا تبديد أموال التأمينات الاجتماعية إلى جانب بيع أذونات خزانة بصورة يكتنفها الكثير من الغموض والتجاوزات. وعلى الصعيد الأمني، أشاد الدكتور قباطي بالجهود التي بذلتها السلطات الأمنية في العاصمة المؤقتة عدنوالمحافظات المحررة لتطبيع الأوضاع العامة وإنجاز جزء كبير من الخطة الأمنية، لافتاً إلى أن شحة الإمكانيات عكست نفسها على هذه الجهود وأدى إلى ظهور بعض الاختلالات الأمنية التي يجري معالجتها وتجاوزها. وأوضح وزير الإعلام أن جزء من الإخفاقات الأمنية التي تشهدها عدنوالمحافظات المحررة يعود لسيطرة السلطات الانقلابية على مراكز التحكم والسيطرة لشبكات الهاتف النقال الأربع، والشبكة الأرضية والدولية، وكذا المراكز الاحتياطي لها التي تتواجد جميعها في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، مما يعكس الصبغة الجهوية ومساواها في نظام المركزية الشديدة التي كانت يتبعها النظام السابق. وكشف قباطي، عن توجهات حكومية لبناء شبكة اتصالات خاصة بهيئات ومؤسسات الدولة وبما يمكن الحكومة من تجاوز جوانب أساسية من هذه المشكلة في الوقت الراهن. وفي سياق متصل، أوضح وزير الإعلام، أن هناك خطة استراتيجية لعودة الإعلام الرسمي ممثلاً بالتلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وصحيفة 14 أكتوبر من العاصمة المؤقتة عدن. وأشار إلى وجود اتفاق مع محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، بشأن توفير موازنة ثلاثة أشهر لهذه المؤسسات الرسمية حتى تعود للعمل من عدن على أن تتكفل الحكومة بتأمين المصادر اللازمة لذلك في الفترة اللاحقة. كما تحدث وزير الإعلام خلال المؤتمر الصحفي عن إعادة فتح مطار عدن الدولي، والأسباب التي أدت إلى إغلاقه أكثر من مرة ممثلة بالجانب الأمني ومخاوف الحكومة والتحالف العربي من وقوع أي حوادث أمنية من شأنها إغلاق المطار والتأثير على سمعته الدولية، لافتاً إلى وجود توجه حكومي بشأن تحديث أسطول الخطوط الجوية اليمنية بطائرتين إيرباص بالتعاون مع صندوق السعودي للاستثمار شريك الجانب اليمني. وتطرق الوزير قباطي، إلى مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة، والعراقيل التي يضعها وفد الانقلابيين لإفشالها من خلال مماطلتهم في تنفيذ القرار الدولي رقم 2216، منذ مشاورات جنيف 1 في شهر يونيو من العام 2015م وخرقهم للهدنة ووقف إطلاق النار. وأوضح أن القرار الدولي مع الشرعية التي تسعى للحل السلمي وحقن دماء اليمنيين على عكس الميليشيات الانقلابية التي تريد استمرار نزيف الدم.