يخوض عناصر مليشيا الحوثي والمخلوع معارك "انتحار"، بمديرية الغيل، التابعة لمحافظة الجوف، شمال شرق العاصمة صنعاء، منذ عدة أشهر، حيث فقدت ولا تزال المليشيا المئات من عناصرها في تلك المعارك الخاسرة أمام قوات الجيش والمقاومة الشعبية المسنودة بقوات التحالف العربي. وقال مراسل (الموقع بوست)علي العنتري، أن دوافع استماتة مليشيا الحوثي على أسوار مديرية الغيل بالجوف، بالرغم من الحصار المفروض عليها من قبل الجيش والمقاومة. وأشار العنتري، وهو أحد أبناء محافظة الجوف، إلى أنه منذ 2009 وكل معارك مليشيات الحوثي تنطلق من قرية الغيل، لافتا إلى أن سر استماتة الحوثيين على هذه القرية، يعود لكونها "منبع الفكر الشيعي الإثناعشري" في الجوف، ومصدر انتشاره، بل إنها "هي التشيع بذاته"، حسب وصفه. ولفت إلى أنه في قرية الغيل "كان هناك رجل يصفونه بربهم ويمجدونه أكثر من تمجيدهم لله ولرسوله"، لافتا إلى أنه ليس في عهد الحوثي بل قبل سنين كثيرة جداً. وذكر الصحفي العنتري أن ذلك يعود لعدة أسباب أخرى، "منها انتماء ساكني قرية الغيل، لقبيلة الأشراف من ينسبون أنفسهم لبيت النبي (ص)، وقد قاموا بتهجير قبيلتي المحابيب وآل مسلم وتفجير مساكنهم في 2014 عبر قوات الحوثي والحرس الجمهوري بعد أن عجزوا عن تحقيق ذلك في عام 2011 عندما لم يكن معهم سوى الحوثيين". وأشار مراسل (الموقع بوست) في الجوف أن من هذه الأسباب أيضا، أن القرية كانت مصدر انطلاق المقاتلين وغرفة إدارة التشيع، وفيها تربى أكثر مقاتليهم، مشيرا "العنتري"، إلى أن سقوطها يعتبر سقوط الحاضنة التربوية والعسكرية للحوثيين، وسيكون سقوط معنوي مدوي لكل المقاتلين في الجوف وخارجه، خصوصاً بعد تغنيهم الدائم بمناعة حصن هذه القرية وقوتها. وذكر العنثري أن من الأسباب كذلك "أن 70% من قيادات الحوثي في الجوف، وعدد من القيادات في المحافظات الأخرى ينتموا لهذه القرية، حيث كانت مدد الحوثيين في الحروب الست مع النظام اليمني السابق"، إضافة إلى كون الجماعة تزج بمئات المقاتلين من أبناء القبائل للدفاع عن القرية التي تحوي عناصر يعتبرونهم من آل البيت، من الأشراف، وبالتالي فإن الجماعة لا تبالي بسقوط العشرات من القتلى أو المئات من أبناء القبائل على أسوار الغيل. وتتميز الغيل بموقعها الجغرافي، حيث تتوسط مديريات الحزم والمصلوب، وأيضاً مديرية مجزر بمحافظة مأرب والسلسلة الجبلية المطلة على مديرية نهم التابعة للعاصمة صنعاء، حيث ويعتبر سقوط مديرية الغيل سقوط شبه كامل للحوثي ومشروعه في محافظة الجوف. وتمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الأربعاء، من تحرير عدد من المواقع بمديرية الغيل محافظة الجوف، حيث تم تحرير موقع " نوبة الهندي " القريبة من" شواق"، وتحرير منطقة الباحث إحدى مناطق تجمعات ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في مديرية الغيل بمحافظة الجوف .
