لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    هل دقت ساعة الصفر؟...تحركات عسكرية مكثفة تُنذر بمعركة فاصلة مع الحوثيين    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    " ستعزز العمل الوطني في مواجهة الانقلاب الحوثي"...مستشار ابوزرعة يعلق على زيارة العليمي لمأرب    عاجل: الناطق العسكري الحوثي يعلن استهداف جماعته 4 سفن أمريكية واسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    برئاسة السعودية والنرويج.. اجتماع في الرياض لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    منازلة إنجليزية في مواجهة بايرن ميونخ وريال مدريد بنصف نهائي أبطال أوروبا    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفيق الرئيس الحمدي وحارسه الخاص المناضل أحمد الحميري يروي قصصاً مثيرة عن مقتل الحمدي وكيف قتل الغشمي ابنه بدلاً من عبد الله عبد العالم ؟
نشر في اليمن السعيد يوم 30 - 06 - 2014

إبراهيم قال للأمير نائف: عودة الإمام للحكم أفضل من عودة مجلس الشيخ الآحمر والغشمي قتل ابنه بدلاً عن عبد العالم
حتى نشتم بعضاً من عبق الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي كان لابد من البحث عن شخص ممن كانوا مقربين إليه وحتى نتعرف أكثر عن زعيم حقيقي صنع زعامته في ثلاث سنوات فقط ، كان من البديهي أن نسعى للقاء أقرب المقربين.. وبعد جهد جهيد اهتدينا الى رفيقه وحارسه الخاص والذي باح لنا فيه بما لم يبح به من قبل وأسر إلينا بأخبار ومعلومات تكشف لأول مرة وتنفرد المستقلة بنشرها.. المناضل أحمد الحميري كان لنا معه حوار عميق ومطور تماهى فيه السائل والمسؤول فإلى سبر أغوار تفاصيله وأسراره.
« ابراهيم السروري »

الحميري في سطور

- أحمد ناصر فرحان منصور الحميري من مواليد 1950م .
- مديرية شرعب الرونة - محافظة تعز .
- متزوج - أب لولد وثلاث بنات
- تلقى تعليمه الأول في معلامة القرية .
- التحق بالجيش في 4 / 10 / 62م حرس وطني - «لواء الثورة»
- كان واحداً من جيش الثورة وتلقى تدريبه العسكري في مصر تم اختياره في المدفعية «........»
- شارك في حصار السبعين يوماً ثم تم اختياره ضمن أفراد الحراسة الخاصة بالرئيس الحمدي وكانت رتبته حينها مساعداً أول في قوات المظلات.
- بعد أحداث الحجرية ومغادرة عبد العالم عاد الى الجيش بعد عدة سنوات.
- حاصل على عضوية مناضلي الثورة اليمنية والمدافعين عن الوحدة.
- تعرض لمحاولة تصفية ولكنه لاذ بالفرار.
- يناشد وزير الدفاع باعادته للجيش وتسوية وضعه اسوة بزملائه.
سبتمبر المؤتمر العمالي
كيف التحقت بجيش من كانوا يسمون بالجمهوريين؟
كنت في كريتر بعدن أدرس بمدرسة بازرعة الأهلية في المستوى الثالث والتحقت بالمدرسة الانجليزية بعدها وكنت أسكن عند خالي غيلان سيف عبدالقادر غيلان، وعند قيام ثورة سبتمبر 1962م حدث أن المؤتمر العمالي دعا إلى التطوع للالتحاق بالجيش فذهبت إلى مقره بالتواهي وسجلت اسمي فصرفوا لنا أنا والشباب الآخرين من بطانية و(100) شلن وكان عددنا حوالي (300) شاب وصعدنا على (بوابير إرسي) وتحركنا من عدن إلى الراهدة ثم إلى تعز ثم أدخلونا منطقة (صالة) المعروفة بتعز وقاموا بتوزيعنا إلى المعسكر في بيت الرماح وكان القائد الذي عرفناه هو محمد الخاوي..
وتلقينا في تعز التدريبات الأولية لمدة ثلاثة أشهر وبعد ذلك قاموا بترحيلنا إلى مدينة الحديدة التي أقمنا فيها يوماً واحداً ثم اتجهنا إلى مناطق الزيدية والقناوص والزهرة لكي نواجه القوى الملكية التي حاولت السيطرة على تلك المناطق ووصلنا منطقة خميس بني الهيج وكان عددنا حوالي (300) جندي.

السفر إلى مصر برسالة من الخولاني
هل دارت معارك بينكم وبين الملكيين في هذه المناطق؟
نعم دارت بيننا معارك في وادي مور وفي خميس بني الهيج واستمرت ما يقارب الشهر وسقط منا (7) أذكر منهم محمد عبدالله العديني ومحمد عبدالرزاق الصلوي والرفاعي وآخرون ومن الملكيين سقط الكثير وتمكنا من دحرهم خاصة بعد أن قامت طائرات الجيش (مصرية) بقصفهم..
حتى وصلنا منطقة عبس وعسكرنا فيها ثم قام علي سيف الخولاني بزيارتنا في موقع معسكرنا بعبس وألقى محاضرة علينا قال في نهايتها: هل لديكم أي سؤال أو استفسار؟
فقلت له نعم: إخواننا الذين جاءوا من عدن بعدنا سيذهبون مصر ونحن أحق منهم لأننا تطوعنا قبلهم وشاركنا في المعارك.
فسألني: هل تريد الذهاب إلى مصر؟! فأجبته بنعم، فأعطاني رسالة إلى أحمد الجائفي قائد معسكر صالة وتوجهت بمفردي إلى تعز وتم إلحاقي بالجيش المتوجه إلى مصر.

هل كان سفركم إلى مصر عن طريق الجو أم البحر؟!
في شهر 8/1964م تحركنا إلى الحديدة وكان عددنا لا يزيد عن خمسة آلاف جندي وبقينا في الحديدة (15) يوماً وهناك قمنا بمظاهرة نطالب بمصاريف أو رواتب وأعطوا لنا من خمسة ريال فرانصة (يمني جمهوري)، وجاءت وقتها باخرة مصرية كبيرة صعدنا فيها وكان يرافقها ثلاث بارجات حربية حماية لها.. وتوجهنا في نفس اليوم هناك صوب مصر واستمرت رحلتنا ثلاثة أيام إلى منطقة لا أتذكر اسمها لكننا توجهنا بعدها إلى مدينة بور سعيد.
واستقبلنا حينها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والشافعي وشمس بدران وقيادات مصرية ومسئولون يمنيون كانوا معهم.
وقد ألقى عبد الناصر كلمة رحب فيها بنا ثم جاءت بوابير الجيش المصري ونقلتنا إلى محطة القطار.. ثم إلى القاهرة.

واستمرينا ستة أشهر من 10/1963 إلى 4/1964م ثم وبعدها عدنا إلى الحديدة.
من تتذكر من زملائك في مصر؟!
أتذكر ناجي السريحي، أحمد عبدالرحمن القدسي، محمد صالح القباطي، وآخرين.
ماذا عن تفاصيل العودة إلى الحديدة ؟
استقبلنا في الحديدة الرئيس السلال وألقى خطاباً رحب فيه بنا ثم انتقلنا مباشرة إلى صنعاء في معسكر العرضي وبقينا فيه ثلاثة أيام ثم نقلوا بعضنا إلى ثلا عام 1964م ودارت معركة بيننا وبين الملكيين وكان موقعي في حصن ثلا وحاصرونا 8 أيام ذقنا فيها مرارة الجوع وأكلنا التراب.

كنا نحفر حفرة حتى نصل إلى تراب رطب (زراعي وخصب) ونأكله أنا وفصيلة من زملائي ومعظمهم من تعز وإب وكنت قائد للفصيلة المتمركزة في حصن ثلا.
• وماذا دار بينكم وبين الملكيين في حصن ثلأ؟
• كنا فصيلة من الجيش عددنا حوالي 21 جندياً وقامت القيادة بتوزيع كتيبتين من لواء الثورة(العائد من مصر) على مناطق ضلاع همدان وحتى منطقة ثلا بعمران وكان المسئول عنا ضابطاً مصرياً اسمه نبيل وضابطاً يمنياً هو ناصر المطري(الأثنان مسؤولان عن الكتيبتين)وشاركنا القوات المصرية التي كانت موجودة حينها في المناطق المذكورة سابقاً ثم قاموا بتوزيع الفصائل العسكرية.
• واختاروا الأخ الشاويش محمد عبد الله الذبحاني قائد الفصيلة العسكرية(21جندي)في حصن ثلا واختاروني عريف الفصيلة(أي نائب له).وكانت القوى الملكية موجودة في جبال ووادي حبابة ومنطقة حمدة ومناطق أخرى وفي الأيام الأولى قاومناهم لأننا وصلنا الحصن قبل وصولهم وسيطرنا عليه وكانت تتوفر لدينا المواد الغذائية (المؤن) والشرب,وبقينا في موقع الحصن من نهاية شهر إبريل 1964م وحتى 10نوفمبر 1964م.
ثم تمكنوا من محاصرتنا في الثمانية الايام الأخيرة وفي بدايتها كان الغذاء والماء متوفراً من بواقي الطعام واستخدمناه بداية الحصار وبقينا الأيام الأخيرة بدون أكل أو ماء وبدأنا نفكر في البديل ونحن في قلب المعركة مع الملكيين واستشهد منا حينها زميلنا الأخ محمد صالح الأبي(رحمه الله) بعد إصابته بشظية من قذيفة هاون مدفعي وقبرناه في الحصن وكان البديل للغذاء والماء هو أننا أستحضرنا الماء من خلال إستخدام الخوذات العسكرية ونقوم بحفر الأرض مسافة ذراع نضع الخوذات وإناء الطبخ في الحفر ثم نأتي بثلاثة أعواد خشب ونضعها بشكل مثلث داخل كل خوذة وكل إناء ثم نضع فوق كلً منها منديل قماش من الملابس العسكرية الخاصة بنا ونتركها من المساء إلى قبل شروق الشمس وهذه الطريقة كانت توفر لنا الماء.
وفي اليوم السابع من الحصار وصل إلينا حمار لايحمل شيئاً,فأتفقنا أنا وزملائي أن نقتل الحمار ونأكل منه فقام احد الجنود بإطلاق الرصاص من المعدل على الحمار ثم خلسناه وأخذنا اللحم وكنا نشويه ونأكل منه لمدة يومين مع العلم أن الحصن ليس له إلا طريق واحدة وهي من جهة الشرق.
وللعلم فإن الطيران المصري لم يتمكن من إنزال المواد الغذائية لنا داخل الحصن,وكانت تنزل خارج الحصن,وعندما كنا نريد الخروج إليها,كانت قوات الملكية تطلق النيران علينا وفي الليل كانت توجد قوة عسكرية ملكية في الوادي وقريبة منا تطلق نيرانها إذا خرج واحد منا...
وفي اليوم التاسع والأخير تقدمت مجموعة من الجيش وفكت حصارنا وبدأت قوات الملكية تتراجع وتنسحب من المناطق المذكورة,.

• وبعد خروجكم من حصن ثلأ إلى أين اتجهت؟
- أنا شاركت في حملة السكري التي وصلت إلى جبال المحابشة ورازح واستمرت شهرين وكنت أنا في منطقة شرفين المحابشة ثم صدرت أوامر بضم فوج البدر للحملة على أنهم جمهوريون بينما هم في حقيقة الأمر ملكيون واستلم فوج البدر الطرق فإحتجينا وطالبنا بتسليمهم بعض المواقع على أن نستلم الطرق ولكن فشل أحتجاجنا فقام فوج البدر باستلام الطرق ثم زحفوا ليلاً إلى المواقع وقاموا بطعن وقتل الجنود الجمهوريين المتواجدين فيها ودارت معارك ليلية راح ضحيتها عدد كبير من زملائنا الجمهوريين وتم أسر عدد كبير منهم.
وفي جبل رازح قاموا بأسر عبد الكريم السكري و 25ضابطاً كانوا معه فأشترط عليهم تسليم نفسه للإمام البدر وهذا ما حدث ثم أعادهم البدر أحياء إلى صعدة ثم إلى صنعاء ولا نعلم الأسباب وكان الأخ عبد الله الجبرني أحد الضباط مع السكري وتم قطع أذنيه ورجع معهم.أما أنا وزملائي مصطفى الرفاعي وعبد الله عبد الرزاق الصلوي أخذنا معدلات وأثناء عودتنا إلى صنعاء قامت القوات المصرية المرابطة في منطقة ثلا بإعتقالنا والتحقيق معنا وقاموا بإرسالنا إلى الاستخبارات في دار البشائر, وتم التحقيق معنا ثم أفرجوا عنا وأعادونا للجيش وقوات الصاعقة.

• لماذا الصاعقة؟
• أنا احترت كانت الصاعقة مشهورة حينها بأنها أفضل قوه عسكرية في الجيش اليمني.

• هل هناك معارك أخرى شاركت فيها؟
• إضافة إلى المعارك السابقة شاركت في جبل عيبان مع الصاعقة عام 1966م فقد قام الملكيون بقتل زميل لنا في موقع عيبان فقمنا آخر الليل عشرة أفراد ومنهم يحي علي عوض ومشعل سعيد فرحان الشرعبي وهاجمناهم وقتلنا منهم أربعة أشخاص وجرح أثنان وهرب بقيتهم..وفي اليوم التالي نزلنا نتفقد موقعهم ولم نجد أحداً فتفقدت إحدى الدشم فسقطت أحجار منها ووقعت فوق لغم فردي فأنفجر وأصبت بشظايا في جسدي.
وقام زملائي بإسعافي إلى المستشفى العسكري وقام الأخ القائد المناضل الكبير الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب بزيارتنا إلى المستشفى وقال لي: ماذا تريد ياشرعبي؟
أجبته أريد انتقل إلى المظلات. فقال لي حاضر وأعطاني رسالة إلى الاخ قائد سلاح المظلات. حمود ناجي ثم خرجت من المستشفى إلى المظلات كما شاركت في معركة نقم وكنت مع المظلات وأيضاً في معارك فك الحصار عن الفريق العمري في الجهة الشرقية لمنطقة شميلة بصنعاء والتي يطلق عليها الآن تبة العمري,جاءت الأوامر بأن نذهب لنفك الحصار عن الفريق العمري وكان عددنا(63) فرداً وقائدنا هو الملازم عبد الكريم الصبري ، وبالفعل فكينا الحصار عنه ووجدناه مصاباً في رجله وأبلغنا قيادة المظلات .
ثم جاءت سيارات جيش لتنقل جثامينهم إلى قيادة المظلات للتأكد من كلامنا فأشتهرت المظلات وانتشر خبر بين الملكيين بأن الجبال تقاتل مع المظلات...

•وماذا عن معارك حصار السبعين يوماً ؟
• كنت في نقم ثم جاءت الأوامر من الأخ قائد مدرسة المظلات حينها الضابط محمد عبد الله الوحش رحمه الله تدعونا إلى مقر مدرسة المظلات وكنا ثلاثة فقط وتركنا الآخرين وأختار(12)جندي مظلات من بقية القوة التي جمعوها وقال أنا أحتاج لهذا العدد فقط وتناولنا الغداء وأعطونا قات ومصروف(10)ريال وجلسنا حتى صلاة المغرب ثم أمرونا بالتوجه إلى الجهة الشمالية الشرقية لصنعاء (جبل الطويل) بقيادة الوحش نفسه وعندما وصلنا جبل الطويل وكان بيننا وبين الملكيين 30 متر ولم يحسوا بنا فجلسنا جلسات الاستعداد للقتال.
وقال لنا أنا سأطلع الموقع وأنتم إجلسوا وعندما تسمعون صوت القنابل صيحوا صيحة النصر وأهجموا بقوة وشجاعة فصعد وهو يحمل معدل صيني على ظهره وبعض القنابل..
فنجح في اقتحامه ورمى القنابل وأطلق الرصاص ونحن هجمنا سريعاً ونفذنا أوامره وأطلقنا الرصاص ولم نرى نتيجة الظلمة لأن الساعة كانت مابين الثالثة والرابعة فجراً وسمعناه يقول أوقفوا إطلاق النار وعرفنا أن الملكيين انسحبوا ثم سمعنا لاحقاً من إذاعة لندن أن ملازم سلاح المظلات ومعه اثنا عشر طفلاً يقتحم جبل الطويل ويدحرون قوات الملكية منه.

• هل شاركت في معارك أخرى بعد حصار السبعين يوماً؟!
• نعم شاركت مع زملائي وكنا ثلاث سرايا عسكرية في منطقة الجميمة في بني حشيش وذلك ضد قوات الملكيين التي كانت تطلق قذائف إلى صنعاء بعد انتهاء الحصار وجاء الفريق العمري إلى قيادة المظلات وقال أريد الجميمة منكم يا مظلات وتم اختيار ثلاث سرايا وكنت من أفرادها وتوجهنا مباشرة في الليل إلى جميمة بني حشيش ووصلنا إليها في الساعة الثالثة فجراً وبدأنا بالزحف حتى تمكن بعض أفراد من طعن أربعة أشخاص من الملكيين كانوا (حراسة خدمات) ومعهم رشاشات ثقيلة عيار (50) نوع أمريكي ثم هجمنا على الموقع بالبوازيك والمعدلات ومن خوف بعضهم قفزوا إلى هاويات الموت وتبقى منهم ثلاثة أشخاص أحياء وهم أبو طالب (صار فيما بعد في 1998م قائد في سلاح المهندسين ورتبته عميد) وشخص اسمه السراجي كان المسئول المالي لموقع الملكية والتقيت به عام 1982م في السجن حين كنت سجيناً وقال أنهم سجنوه لأنهم وجدوا معه كتباً جاء بها من إيران وقال لي أن لديه مكتبة.. ونسيت اسم الشخص الثالث.. وقد التزم لنا الفريق العمري بتحسين أوضاعنا وترقيتنا خلال مدة لا تتجاوز ستة أشهر إلا أنه لم يف بوعده.. وبعد ذلك حصلت مؤامرة على قائد سلاح المظلات حمود ناجي وذلك بهدف اغتياله فقمنا بتهريبه إلى عدن.

الغدر بجمهوريي تعز:
• ولماذا قمتم بتهريبه وكيف تمكنتم من ذلك؟!
• لأن مرحلة التصفيات الجسدية بدأت منذ اغتيال القائد العسكري والمناضل الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب ثم القائد الوحش وآخرين من كل الوحدات العسكرية وشعرنا بمحاولات استهداف القادة والضباط العسكريين البارزين من أبناء تعز مثل حمود ناجي وعبدالرقيب الحربي وآخرين.. ونحن في المظلات قمنا بتهريب القائد المناضل حمود ناجي من صنعاء إلى الجوف ثم مأرب وحريب بيحان حتى وصل عدن وكنا ثمانية أفراد رافقناه حتى منطقة حريب بيحان ثم عدنا إلى صنعاء ووجدنا الضابط علي نصيب العمري قائد سلاح المظلات.
وفي إحدى الليالي اتجهنا أنا وزميلي محمد حسن المطري إلى بيت الفريق العمري بالقاع وأخذنا حراسته إلى إحدى الغرف وأغلقناها عليهم وطلعنا إلى الفريق حسن المعمري فوجدناه قد أكمل اتصاله بقيادة المظلات لإبلاغهم بوجود هجوم على بيته فقلنا له أنت وعدتنا بترقيتنا إذا سلمنا لك الجميمة وقد أوفينا بوعدنا وأنت لم تفي بوعدك؟ فحاول مراوغتنا حتى جاءت مجموعة من المظلات وأخذونا إلى قيادة المظلات فقال لنا علي نصيب العمري سيأتي في الصباح لكي يعدمكم ولن يسامحكم ورأى أن يذهبوا بنا إلى جبل الطويل ومن اليوم التالي ولمدة شهرين كان الفريق العمري يحضر إلى معسكر المظلات للبحث عنا في الطابور وأثناء جمع القوة وظل يسأل عنا قائد المظلات علي نصيب وضباط آخرين ولكنهم قالوا له لقد هربوا..
• ما الذي حدث لكم وللمظلات بعد ذلك؟!
• تم تعيين عبدالجبار نعمان قائد لقوات المظلات والصاعقة.. وحدث في مرحلة قيادته أن أوضاع أفراد وضباط المظلات والصاعقة كانت سيئة .
وأوضاع البلاد كلها كانت سيئة حتى أننا قمنا صف ضباط بعملية شبه انقلابية على القائد والضباط (القادة) لعدم تلبيتهم لمطالبنا بصرف عشرة ريال زيادة أقرها الرئيس الأرياني ولم يتم صرفها فقمنا باعتقالهم جميعاً وبقيت قوات المظلات والصاعقة بقيادة الرقيب أول عبدالقادر البتول (من أبناء الحجرية) لمدة ثلاثة أيام وبعد ذلك صدر قرار بتعيين عبدالله عبدالعالم قائداً لقوات المظلات حيث قام باعتقالنا نحن من قمنا بالانقلاب وعددنا (70) ضابط وأدخلونا سجن القلعة ويطلق عليه السجن الحربي في قصر السلاح وبقينا سجناء فيه لمدة ثلاثة أشهر وأفرجوا عنا في حربنا مع الجنوب في ذلك الوقت.

• هل صرفوا لكم مرتباتكم والعشرة الريال الزيادة؟!
• نعم كانوا يصرفون لنا مرتباتنا ونحن في السجن وأعطونا العشرة الريال بعد الإفراج عنا.
• ما الذي كنت تسمعه أو تعرفه عن الرئيس الحمدي حينها؟!
• سمعنا عنه أنه كان نائب رئيس هيئة الأركان وسمعت أنه رجل عسكري محنك.. هذا ما سمعته عنه.
• هل تعرفت على علي عبدالله صالح حينها؟!
- نعم تعرفت عليه عام 1965م في موقع عيبان وكان يحيى علي عوض شاويش الموقع وهو من علم علي عبدالله صالح القراءة والكتابة وهو موجود حتى الآن حياً يرزق وعلمه ألف وباء مثل طلاب المعلامة..

صالح.. من ذباب إلى قائد لواء:
• هل شارك معكم في القتال ضد الملكية؟!
• نعم كان في المدفعية يقود دبابة وكان كأي جندي من الجنود وبعد ذلك افترقنا نتيجة المهمات العسكرية الموكلة لنا والتقينا للمرة الثانية في مطار ذي ناعم في البيضاء عام 1972م ووجدناه برتبة ملازم ثاني ويقود دبابات مدفعية (100 ملي) وهي قديمة شاركت في الحرب العالمية الأولى.. والتقينا وتصافحنا كزملاء وبقينا لحظات ثم توجه كل واحد منا إلى موقعه للمشاركة في الحرب ضد الجيش الجنوبي.. ودارت معارك عديدة بيننا وبينهم في حيد عبدالصمد وحيد السما ومناطق أخرى واستشهد منا قائد كتيبة مظلية هو النقيب عثمان وأصيب أحد الأفراد وقتل منهم الكثير واستمرت المعارك حوالي ثلاثة أشهر إلى أن تم الاتفاق بين القيادات في الشطرين.. وبعدها لم التق به إلا في نهاية عام 1974م في منطقة ذباب عندما كنا نرافق الأخ الرئيس الحمدي في زيارته إلى معسكر باب المندب وكنا معه في طيارة حربية أنا وبقية أفراد الحراسة وعددنا حوالي عشرين جندياً وكان علي عبدالله صالح قائد منطقة ذباب وتمت ترقيته من الرئيس الحمدي من نقيب إلى رائد ثم قام الحمدي بتعيينه قائداً للواء تعز.. والتقيت به في فترة رئاسة الحمدي في تعز ولم نلتق بعد ذلك حتى هذه اللحظة.

عسكر الجبال يقتحمون قيادة صنعاء:
• خرجتم من السجن إلى البيضاء فإلى أين توجهتم؟
• بعد انتهاء المعارك في البيضاء أرسلونا إلى المناطق الوسطى وبالنسبة لي تم توزيعي مع بعض الزملاء في موقع الغريبة في دمت وكان القائد الحمام هو المسئول عن مجموعتنا وكان قائد المنطقة الملازم أول عبدالوهاب عبدالكافي وقائد الموقع الملقب باللحجي.

ثم أخذوا العسكريين المطعمين الخبيرين بالقتال ونقلونا إلى صنعاء في معسكر المظلات ولم نكن نعلم أنهم نقلونا من أجل الاستعداد لإعلان حركة 13 يونيو 1974م وقد أهتموا بنا كثيراً في المأكل والمشرب والترفيهات العسكرية وكانت التدريبات العسكرية مكثفة أيضاً حتى جاءت الأوامر بحجز القوة ومنعهم من الخروج من المعسكر وكان الأمر تحريك قوات الجبال إلى التسليح وأعطونا أسلحة جديدة وأطقم عسكرية جديدة وناقلات من نوع مرسيديس كان ذلك في يوم الحركة وقام الأخ قائد المظلات عبدالله عبدالعالم بتوجيه الأوامر لقائد الحملة الأخ عبدالله محمد سيف نائب قائد المظلات بالتحرك للاستيلاء والسيطرة على مقر القيادة العامة وما جاورها من مباني، وحدث هذا بعد أن جاء الحمدي الى مقر المظلات وكنت أول مرة اشاهد فيها ابراهيم الحمدي.

أولى تحركاته الرئاسية
• الاقتحام والسيطرة كيف تمت وماذا حدث بعد ذلك؟!
• وصلنا ما بين صلاة المغرب والعشاء وواجهنا الشرطة (الحراسة) لمقر القيادة فحاولوا في بادئ الأمر منعنا إلا أنهم استسلموا بعد ذلك بالقوة لأننا هددناهم بقتال لن يصمدوا فيه ثم أقتدناهم إلى غرف الحراسة وحبسناهم فيها.. حتى حضر الرئيس الحمدي وعبدالعالم وأبو شوارب وآخرين وكنت أنا من أبلغت قائد المظلات عبدالعالم عند وصوله مقر القيادة أننا احتجزنا قائد الشرطة وحراسة مقر القيادة الذين حاولوا منعنا وقلت له أننا اعتقلناهم وحبسناهم في غرفة الحراسة وصافحني وقال لي شكراً لكم جميعاً.
ووجه بصرف 40 ريال لكل فرد منا، وعندما خرج الرئيس الحمدي أمرنا عبدالعالم بأن نرافقه وكنا ستة أطقم عسكرية وعددنا حوالي (66) فرد بقيادة الملازم محمد عثمان..

• إلى أين رافقتم الحمدي؟!
• ذهبنا إلى منزله في شارع حدة وجلس هناك ساعة واحدة تقريباً ثم خرج وتوجهنا معه إلى القصر الجمهوري وأجرى اتصالاته ووجه من أتصل بهم أن يقوموا بقراءة البيان.. وتم قراءة البيان وتوجهنا إلى القيادة العامة ثم غرفة العمليات لمتابعة ما قد يترتب عن قراءة البيان ثم أصدر قرارات بحظر التجوال في العاصمة ما عدا قوات المظلات ولواء المجد.. وكان أعضاء القيادة جميعهم متواجدين.. وخرجوا الساعة الثانية عشرة ليلاً وانطلقنا في حراسة إلى بيته.. ثم جاءت أدواتنا ومستلزماتنا إلى بيت الحمدي وتم توزيع المهام علينا ونمنا حتى الصباح..
• كم المدة التي قضيتها في حراسته؟!
• أستمريت مع زملائي لمدة ستة أشهر ذقنا خلالها المر نتيجة التحركات الدائمة والسريعة للرئيس الحمدي.
خلال فترة حراستكم للرئيس الحمدي .. هل حدثت صراعات أو مماحكات سياسية بينه وبين شخصيات أخرى؟!
لم تحدث أي صراعات أو اقتتالات بينه وبين أي أطراف أو قوى ما عدا الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر كان معترضاً على اختيار الحمدي رئيساً لمجلس القيادة ورئيساً للجمهورية.
هل كان يعقد اجتماعات في بيته أو يستقبل ضيوف فيها؟!
كانت بيته عبارة عن دور أرضي فقط ولم يبن الدور الثاني إلا في عام 1975م وعلى ما أذكر فإن الكويت قامت ببناء الدور الثاني على حسابها وفي الستة الأشهر الأولى من حكمه استأجر بيت مجاور لبيته عرفناها باسم بيت الخيل وكان يستقبل فيها القيادات في الدولة تقوم بزيارته وبعض عسكر الحراسة كانوا يبيتون فيها.. أما اجتماعاته فمعروف أنها كانت تعقد في مقر القيادة.. أما الرؤساء والسفراء وضيوف الخارج فكان يستقبلهم في القصر الجمهوري.
كيف كانت علاقته بكم كأفراد حراسته الخاصة؟!
كان رجلاً وقائداً ورئيساً عظيماً ومتواضعاً وأخلاقه رفيعة جداً ولم أره يوماً غاضباً أو ناهراً لعسكري أو مواطن.. وكان يأتي إلى غرفتنا يتحسس ويتلمس أوضاعنا.
قرارات للرئيس الحمدي
- ماهي القرارات التي اتخذها في الستة الأشهر الأولى؟
أول قراراته رفع راتب أفراد الجيش من 75 ريال إلى 150 ريال وقراره الآخر تعليق الدستور وايقاف مجلس الشورى هذه القرارات التي أصدرها في أول بيان له ليلة استلامه الحكم.
- هل كان هناك شخصيات عسكرية وسياسية وغيرها مقربة منه؟!
أخوه عبدالله الحمدي وعبدالعالم وعلي قناف زهرة والقهالي والغشمي وحمود قطينة وعلي الشيبة وعبدالعزيز عبدالغني وغثيم وأحمد دهمش وعبدالله حمران والمترب والحاج هائل سعيد وغمضان (والذي استضاف في بيته الرئيس النميري والأمير سلطان بن عبدالعزيز) وشخصيات أخرى.
وأود التذكير بأن الأمير نائف بن عبدالعزيز قام بزيارة اليمن لكي يصلح بين مجلس القيادة والشيخ الأحمر ويطلب بإعادة مجلس الشورى ورفض الرئيس الحمدي ذلك وقال أفضل عودة بيت حميد الدين إلى حكم اليمن بدلاً من عودة مجلس الشورى..
- بعد انتهاء فترة حراستكم أين ذهبت أنت؟!
عدت مع زملائي إلى معسكر المظلات وتحديداً إلى مدرسة المظلات وأعطوني دورة في القفز المظلي الأولي لمدة ثلاثة أشهر.
- من هم أبرز زملائك في القفز المظلي؟!
أشهر الضباط في القفز المظلي هم عبدالوهاب عبدالكافي وأحمد الغلابي ومن بعدهم الأخ محمد عبدالله القباطي الذي اشتهر بلقب الصقر وكان شجاعاً وماهراً في القفز لأنه كان يفتح مظلته على بعد 200 متر من الأرض وكان يحط في المربع المظلي الذي تحدده قيادة المظلات أو القفز لهبوط المظليين فيه وسمعنا أنه ذات مرة في دورة خارجية في الأردن أذهل المظليين الأردنيين في الجيش الأردني وكانت ابنة الملك ماهرة في القفز المظلي وتحصد المركز الأول إلا أن الصقر (القباطي) تغلب عليها وعلى المظليين الأردنيين وحصد المركز الأول كما سمعنا من زملائنا وفي مشاركاته في التدريبات المظلية في روسيا والخليج ويقال أنهم كانوا يلقبونه بصقر اليمن.
زيارات الحمدي الداخلية والخارجية
- هل كنت ترافقه أثناء زياراته الداخلية أو الخارجية؟!
نعم.. فقد رافقته إلى (ذمار، إب، تعز) حيث كان يلقي خطابات في كل هذه المحافظات وكان معنا الأستاذ البردوني رحمه الله.
وهناك زيارات عديدة أخرى منها زيارته الحديدة وقد كنا نأكل معه على مائدة واحدة في أوقات كثيرة.. وفي تعز أمسكني بيدي وقال لي أجلس وجرني بيدي وجلست بجانبه..
وفي أحد الأيام قام أبناء أرحب بإثارة بعض المشاكل بدعم وتخطيط الشيخ الأحمر وبعض المشائخ وخرجوا للقتال فخرج الرائد يحيى مذكور قائد لواء الصواريخ لمواجهتهم وقال هؤلاء أهلي وسوف أتفاهم معهم فأوقف القوة العسكرية التي خرجت لمواجهتهم ورافقه أحد الجنود وعندما وصل إليهم غدروا به وبالجندي المرافق وقتلوهما فوجه الرائد عبدالله عبدالعالم قائد قوات المظلات- اللواء الثاني مظلات الذي أعتز بانتمائي له بالتحرك وحين وصلوا إلى موقع المشكلة في بيت عذران أشار الأخوة في لواء الصواريخ إلى البيت التي أطلق منها الرصاص على الرائد يحيى مذكور ومرافقه الجندي فأمر قائد لواء المظلات الرائد سيف صالح بقصف البيت بالبوازيك وبي (10) قتل (6) أشخاص كانوا في البيت ومن بينهم الذين قتلوا الرائد مذكور.
وبعد ذلك اقتحمت المظلات المنطقة ووصلت إلى جبل الصمع وتمركزت فيه وكنت من مرافقي الرئيس الحمدي أثناء التقائه ببعض المشائخ في منطقة هبرة في بيت الشيخ سنان واتفقوا على تهدئة الأمور وقالوا أن الشيخ عبدالله الأحمر هو السبب وأنهم انسحبوا وخرجنا في اليوم التالي إلى أرحب والتقينا بالمشائخ في منطقة الرحبة يتقدمهم الشيخ سنان أبو لحوم وأمر بحفر عشرة آبار ارتوازية وبناء أربع مدارس في أرحب ثم صعد إلى جبل الصمع وألقى محاضرة ختمها بالشكر لجنود المظلات ثم عدنا إلى صنعاء (مقر القيادة).
وفي زيارته إلى الحديدة التي استمرت عشرة أيام زرنا خلالها باجل واستقبلونا هناك المحافظ والمشائخ والأعيان والمواطنون وألقى خطابه فيهم وأمر ببناء نادي للشباب وحوَّل دعماً للنادي (خمسين ألف ريال) ثم تحركنا إلى الزيدية ثم القناوص إلى أن وصلنا إلى مديرية الزهرة والقى خطاباً فيهم وشرح لهم الخطة الخمسية والتعاونيات، ثم تناولنا غداءنا هناك وأيضاً القات وخرجنا منها الساعة الرابعة عصراً وتوجهنا إلى منطقة مور واستقبلنا الأخ علي صغير الذي كان عضو مجلس شورى سابق ثم توجهنا إلى عبس وفي عبس ألقى خطاباً ووجه ببناء نادي للشباب وحوَّل لهم دعما خمسين ألف ريال وبعد انتهاء الخطاب توجهنا إلى شرفين المحابشة وتناولنا غداءنا وبقينا فيها إلى صباح اليوم التالي في بيت الشيخ عبدالقوي وكان شاباً وسلم للرئيس الحمدي رشاش م/ ط رباعي وكان الرئيس يحترمه كثيراً وفي الصباح تناولنا طعام الإفطار ثم تجول في المديرية وتبرع الشيخ بأرضية لبناء مدرسة والرئيس وجه ببناء المدرسة على نفقة الدولة ووضع حجر الأساس للمدرسة ثم توجهنا من جبل المحابشة إلى وادي عاهم وأمر بتوقف الموكب ثم نزل واستظل بشجرة السدر (العلب) وبقينا هناك ثم أقبل المواطنون وجاء الأخ مجاهد أبو شوارب وجلس مع الرئيس وتناقشوا حتى الظهر فقال الرئيس لمجاهد: يا مجاهد بيقولوا قد أنت بتتقطع للسيارات الحكومي والأطقم العسكرية..!! فرد مجاهد قائلاً: يا فخامة الرئيس هل تعلم أو تعرف أن مجاهد قاطع طريق؟! فقال الرئيس: أعرفك رجل ومناضل شريف وما تأتي هذي الأفعال من شخص مثلك..!!

السفير الامريكي والحمدي تحت الشجرة:
ثم جاء أحد الأشخاص وقال لي: السفير الأمريكي موجود في السيارة الواقفة هناك يريد مقابلة الرئيس وأنا بصفتي جندي حراسة ذهبت مسرعاً أتأكد هل كلام الرجل صحيح فوجدت السفير الأمريكي ومعه أفراد حراسته وجئت به إلى الرئيس الحمدي وجلس معه ولا أعلم ما الحديث الذي جرى بينهما وكان مجاهد أبو شوارب بجانبهما وبقي السفير الأمريكي حوالي ربع ساعة وحاول الرئيس أن يعزمه على الغداء لكنه رفض وقال أنه سيعود.
ثم تناولنا غداءنا في عاهم وأقمنا فيها حتى الرابعة عصراً وتوجهنا إلى حرض التي وصلناها وقت أذان المغرب وأمسينا فيها في إدارة الناحية حتى الصباح وقام الرئيس بجولة في وادي حرض والتقى الرئيس بالمواطنين واستمع لمشاكلهم حول السد الذي تذهب مياهه دون فائدة ووجه الرئيس سلاح المهندسين بإعادة السد كما كان، وهو سد تاريخي معروف بسد حرض وكانت الساعة حينها العاشرة ثم توجهنا إلى ميدي ووصلنا ها الساعة الثانية عشرة ظهراً وألقى خطاب ووجه ببناء نادي للشباب وصرف خمسين ألف ريال للنادي وتناولنا غدائنا وبقينا بمقيل حتى الساعة الرابعة عصراً ثم تحركنا إلى اللحية وبقينا فيها حتى الصباح ثم قام الرئيس بجولة في ميناء اللحية ووعد المواطنين أنه سيهتم بالميناء بعد استماعه إلى مشكلات المواطنين وهمومهم ومعاناتهم ووجه ببناء مدرسة فيها ثم توجهنا بعد ذلك إلى الصليف وصعد أحد القوارب وصعدنا معه (10) أفراد حراسة وتركنا الآخرين في الصليف بينما توجهنا إلى جزيرة كمران والتقينا محافظ الحديدة والمسئول في الجزيرة وبعض المواطنين وتناولنا غدائنا هناك ووجه ببناء مدارس ووحدات صحية للقوات المسلحة وللمواطنين وبقينا فيها يومين وعدنا في اليوم الثالث إلى الصليف ووجه ببناء مدرسة ووحدة صحية وتأهيل الميناء ثم عدنا إلى الحديدة وعندما وصلنا القصر الجمهوري دخل غرفته وأنا نمت أمام باب غرفته وكنت مسلحاً بآلي ومسدس مستلقياً على ظهري وعندما خرج في الصباح تفاجئ وقال: ما له هذا الجندي؟! فقالوا له: لم ينم طوال فترة الزيارة لأنه يستلم الخدمة ليلاً وفي النهار يتحرك معنا وتم تكليفه بحراستكم ليلاً.. فحاولوا أن يصحوني إلا أنه رفض وقال لهم اتركوه ينام ويرتاح وسنعود له في الظهر وعادوا في الظهر وصحوني وقت الغداء والقات.
وفي زياراته الخارجية رافقته في زيارته إلى الجزائر في اجتماع القمة العربية حينها وكان عددنا (4) أفراد حراسته الخاصة وأذكر منهم الأخ الخامري وقائد الحرس عبدالله الفقيه واتذكر من مسؤولي الوفد الأخوة محمد سالم باسندوة وزير الإعلام وعبدالله الأصنج وزير الخارجية، وقد التقى الرئيس الحمدي بأخيه الرئيس سالم ربيع علي.
وكنت ضمن حراسته التي رافقته أيضاً إلى مصر أيام السادات والذين كان في استقباله والوفد المرافق له وتوجهنا بعد الاستراحة في صالة المطار إلى قصر القبة في القاهرة، وفي المساء جاء الرئيس السادات واجتمع مع الرئيس الحمدي في صالة الاجتماعات وبحضور شخصيات مسئولة وفي اليوم التالي توجه الرئيس ومرافقيه وحراسه والوفد المرافق له إلى صحراء سيناء وتحديداً إلى خط برليف وهو عبارة عن مواقع عسكرية قامت ببنائه إسرائيل في السابق وكان يوجد معسكر مصري كبير أثناء زيارتنا.
وقام الضباط المصريين بتقديم شرحاً عن خط برليف وبنائه وقالوا له أنه إخراج الرمال من خلال الحفر بالآلات (الشيولات) ثم وضعوا خرسانات إسمنتية وبناء وأسلاك وتوجد ست طبقات خرسانية متتالية ويوجد حوالي (30) هنجر وكل هنجر تبلغ مساحته حوالي (50 متر× 60متر) وتوجد غرف كثيرة ومكاتب وعنابر سكن للمسئولين والضباط والجنود وتوجد مخازن للمواد الغذائية وعرفنا منهم أن المواد الغذائية.
والمياه متوفرة لمدة ستة أشهر للجنود والضباط في حال تعرضوا لأي حصار أو حدثت معركة.. ويتميز خط برليف بطبقاته الخرسانية ووجوده تحت الرمال التي تحمي الطبقات الخرسانية وخط برليف قادر على مقاومة القذائف والصواريخ..
وقال الضباط المصريون للرئيس الحمدي أنهم أجروا تعديلات وإصلاحات جديدة فيه..
وبعد ذلك أخذوا الأخ الرئيس إلى موقع استشهاد أول جندي مصري وشرحوا قصة استشهاده البطولية وقالوا أنه كان مع زملاءه وفي مقدمتهم وعندما وقعت قدمه على لغم أرضي صرخ محذراً زملائه أنه داس لغماً وقال لهم سأرمي نفسي فوق اللغم حتى لا تصابوا وأنتم امضوا فوق أشلائي وواصلوا سيركم ومعركتكم وضحى بنفسه حتى لا يصاب زملاءه الذين واصلوا سيرهم ومعركتهم مع العدو وذلك في 16 أكتوبر 1973م..
ومن موقع أول شهيد توجهنا إلى الإسماعيلية ووصلناها الساعة الثانية بعد الظهر في إحدى صالات القوات المسلحة وبقيت أنا وقائد الحرس عبدالله الفقيه لم يسمح لنا بالدخول وأعطونا غداء ولكننا رفضنا الأكل ثم خرج الموكب وصعدوا السيارات سار الموكب ولم أتمكن من اللحاق به إلى مكان الطائرة العسكرية ثم جاءوا بسيارة (فيردو) تابعة للجيش المصري لأركبها وألحق بالطائرة.
وعندما أبلغ رجال الاستخبارات المصرية زملاءهم في الموكب وأخبروا الرئيس الحمدي أمر بتوقف الإقلاع وانتظار عضو الحراسة وعند وصولي وصعودي الطائرة أخبرني زملائي أن الرئيس أمر بتوقف الطائرة لانتظارك ولم يعاقبني أو يحاسبني على تأخري ولو بكلمة واحدة.
ثم عدنا إلى القاهرة وذهبنا أنا وقائد الحراسة الفقيه إلى فندق شيراتون لتناول الغداء.. وفي اليوم الثالث انتهت الزيارة وعدنا إلى اليمن..
وقد رافقته كذلك إلى سير لانكا أنا وبعض الزملاء في اجتماع دول عدم الانحياز وهو من ألقى كلمة دول شرق آسيا.. وعند انتهائه من إلقاء كلمته صفقوا له كثيراً احتراماً وتقديراً لما طرحه في كلمته خاصة عن دول العالم الثالث والتقى حينها بالرئيس الباكستاني وبرؤساء آخرين وبعد انتهاء المؤتمر عدنا إلى اليمن.
لم يكن في عهده سجناء سياسيون
ماذا تعرف عن السجناء السياسيين في عهده؟
الحمدي أفرج عن السجناء السياسيين وكانوا قليلين جداً إلا أنه في إحدى المرات قام أشخاص من أبناء خولان بتفجير قنابل جوار التوجيه المعنوي وتم القبض عليهم وجاء الحمدي في اليوم التالي وأفرج عنهم.
أين كنت يوم حادثة اغتياله هو وأخيه؟!
كنت في إجازة في قريتي المحدار- شرعب الرونة وحزنت كثيراً عليه مثلما حزن عليه كل أبناء الوطن.
هل عدت بعد ذلك إلى الجيش أم ماذا فعلت؟!
تركت الجيش وانضممت للجبهة الوطنية بقيادة الرفيق عبدالعليم سيف والرفيق القردشي وقمت حينها بزيارة إلى اللجنة المركزية للجبهة في عدن ثم عدت إلى منطقتي وبقيت فيها حتى انسحب عبدالله عبدالعالم من صنعاء إلى الحجرية.
مكر الغشمي يحيق بابنه
كان الرئيس الغشمي في بيته بضلاع همدان وأرسل ابنه لاستدعاء واستضافة عبدالله عبدالعالم في بيته (بيت الغشمي) بضلاع همدان وعندما التقى ابن الغشمي بعبد العالم قال: أبي عازمك اليوم غداء ووافق عبدالعالم، وعندما كان ابن الغشمي عند عبدالعالم قام بعض الجنود ببنشرة سيارة الغشمي دون علم عبدالعالم، وخرج ابن الغشمي فوجد السيارة مبنشرة فقال له عبدالله عبدالعالم: خذ سيارتي واسبقني وأنا سألحق بك وكانت سيارة عبدالعالم فيها جهاز إشارة والجندي المسئول والمختص بجهاز الإشارة والذي رافق ابن الغشمي وعندما وصلوا منطقة ريدة- بعمران التابعة لقبيلة حاشد والواقعة تحت سيطرة الشيخ الأحمر كان هناك كمين نصبه الغشمي لاغتيال عبدالعالم وعندما رأى الكمين سيارة عبدالعالم قائد المظلات أطلقوا الرصاص والبوازيك عليها لأنهم اعتقدوا أن عبدالعالم بداخلها بينما الذي بداخلها هو ابن الغشمي وجندي الإشارة اللذان احترقا ثم لحق عبدالعالم وجنوده بابن الغشمي لتلبية العزومة فوصل مكان الحادث وعرف من البعض أنه كان هناك كمين مسلح أطلق الرصاص والبوازيك على سيارته ثم جاءوا وحاولوا التعرف على القتلى فوجدوهم ابن الغشمي وأحد جنود المظلات وأخذوا ابن الغشمي وأدخلوه صنعاء.
فقام عبدالعالم بمواصلة طريقه وسيره إلى صنعاء ولم يذهب إلى بيت الغشمي ليلبي العزومة وعند وصوله إلى معسكر المظلات قرر جمع بعض القوة العسكرية وانسحب في اليوم نفسه إلى الحجرية.. هذه القصة عرفتها من بعض زملائي في المظلات عندما قمت بزيارة عبدالعالم في قريته القريشة وكانوا ممن رافقوا عبدالعالم في انسحابه إلى الحجرية وهي قصة حقيقية بنظري لأن عبدالعالم كان قادراً على القيام بانقلاب عسكري على الغشمي (الرئيس) وإزاحته من الحكم أو حتى قتله ولكنه لم يفعل رغم تعرضه لمؤامرة كبيرة ففضل الانسحاب وعلمنا فيما بعد أن زوجة أحمد الغشمي اتهمته بأنه قتل ابنهما وبيت الغشمي يعرفون ذلك.

- جبهة شرعب وثلاث سيارات أسلحة:
ماذا كان دوركم أنت وأبناء عمك في أحداث الحجرية؟!
في يوم انسحاب عبد العالم أخذنا أسلحة من الأخ نعمان قاسم حسن العديني بعد أن علمنا بضرب الطائرة لبيت سعيد الأصبحي وبقدوم حملة عسكرية بقيادة علي عبدالله صالح.. وكانت عبارة عن أسلحة آليات (وكلاشينكوف) ومعدلات (12/7) وبوازيك وذخائر وحملناها ثلاث سيارات جيب (مائة بندقية آلي) و (12) رشاش وشكة و (10) بوازيك و (20- 22) معدل استلمتها أنا وأولاد عمي وذهبنا بها إلى منطقة الحنيشة بالمقاطرة وأخفيناها عند مواطنين معروفين لدينا منذ زمان.. وفي صباح يوم الجمعة توجهنا إلى بني شيبة ثم جبل جرداد وبتنا في أطرافه وفي الصباح الباكر مررنا جوار قرية ووجدنا أرنب وكنا جائعين فاصطدناها وشويناها وأكلناها ثم تفاجأنا بأبناء القرية وقد طوقونا فقلبنا بنادقنا تجاههم فقالوا لنا لا تخافوا أنتم في بني عمر فقلنا لهم اين علي نصيب؟! قالوا هذه قرية علي نصيب فقلنا لهم نحن زملاؤه وأصحابه ثم عزمونا وضيفونا..
بعد ذلك توجهنا إلى قريتنا بشرعب..وبعد شهرين عدنا إلى المقاطرة أنا وبعض الرفاق وأخذنا الأسلحة إلى شرعب ووزعناها على رفاقنا في الجبهة.
- صحيفة المستقلة :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.