اعلنت مليشيا الحوثي حالة الاستنفار وسط انصارها وقامت منذ الساعات الاولى من فجر امس الاربعاء، بنشر المئات من مسلحيها على مداخل العاصمة صنعاء وفي الشوارع والاحياء الداخلية للمدينة. وسط تضارب الانباء عن خلافات محتدمة بين الجماعة وحليفها صالح، بينما قالت مصادر اخرى ل»المدينة»: ان جماعة الحوثيين اعلنت الاستنفار وسط اتباعها، خشية من انتفاضة شعبية من الداخل احتجاجا على الاوضاع المعيشية المتردية التي وصلت إليها بسبب سوء ادارة المليشيا للبلاد منذ استيلائها على السلطة في ال21 من سبتمبر 2014.
وقالت مصادر أخرى ل»المدينة»: ان الاجراءات الأمنية التي اتخذتها المليشيا الانقلابية منذ فجر امس الاربعاء، جاءت عقب تقدم قوات الشرعية في جبهة نهم -شرق العاصمة- والتي اكدت المصادر ان قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اقتربت من السيطرة على نقيل ابن غيلان الاستراتيجي في مديرية نهم واقتربت من دخول مديرية بني حشيش -آخر مناطق طوق العاصمة صنعاء-.
وتزامنت اجراءت المليشيا في العاصمة صنعاء مع تصعيدها من عملياتها العسكرية في جبهات تعز ولحج والجوف والضالع والبيضاء وشبوة ومأرب، حيث واصلت مليشيا الحوثي وصالح قصفها العنيف على الاحياء السكنية في مدينة تعز وقرى مديريات حيان وصبر والاقروض والمسراخ وجبل حبشي ومقبنة والوازعية مخلفة 11 جريحا من المدنيين والباقين من افراد المقاومة الشعبية والجيش الوطني».
وقال سكان من صنعاءل»المدينة» ان الجماعة نشرت مسلحيها في شوارع احياء العاصمة ونصبت حواجز أمنية ونقاط تفتيش في مداخل المدينة واحيائها، كما قامت بإغلاق الشوارع المؤدية للسفارة الأمريكية في حي شيراتون شمال شرق صنعاء.. مشيرين الى ان مسلحي الجماعة يجرون عمليات تفتيش وتدقيق على هويات المواطنين في الحواجز الأمنية.
وفي حين أرجعت مصادر ان تكون حالة الاستنفار بسبب ارتفاع حدة التوتر بين مليشيات الحوثي وقوات صالح، وتزايد المخاوف من انفجار الموقف، وتخشى جماعة الحوثيين من اندلاع ثورة الجياع يدفع بها صالح وانصاره على خلفية اقصاء عدد من المسؤولين المحسوبين على صالح من مناصبهم في وزارات ومؤسسات الدولة وتعين مكانهم قيادات ومسؤولين من الجماعة ما مكنها من الانفراد بمقاليد السلطة في البلاد، فضلا عن حالة الفساد الذي تتهم به قيادات كثيرة في الجماعة باعترافات وشهادات قيادات أخرى داخل الجماعة ومن اعضاء لجنتها الثورية.
واكدت مصادر أمنية رفيعة في جماعة الحوثيين، ان الاجهزة الاستخبارية التابعة للجماعة تلقت معلومات أمنية عن تسلل عدد من افراد المقاومة الشعبية الى داخل العاصمة صنعاء وذلك مع اقتراب قوات الشرعية من احكام السيطرة على مديرية نهم.
وقال مصدر ميداني في المقاومة الشعبية بجبهة نهم ل»المدينة»: ان قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، حققت انتصارات جديدة وسيطرت على عدة مواقع شرق صنعاء، حيث اقتربت من آخر حزام أمني للعاصمة.
واضاف المصدر: ان قوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية)، تمكنت خلال المعارك المستمرة منذ مساء الثلاثاء وحتى فجر امس الاربعاء، من تحرير مناطق استراتيجية بمديرية نهم شرق صنعاء، ومنها قرية «بني صبر بمنطقة حريب» عقب مواجهات عنيفة، ردًّا على الخروقات المستمرة للمتمردين وتعنت وفدهم في مشاورات الكويت فلجأت قوات الشرعية على ما يبدو إلى خيار الحسم العسكري على الأرض».
