في وطن جرى تحويله إلى ناد لشطحات أصحاب المصالح والتربيطات، ولا من التفاته إلى إرادة غالبية مواطنيه.. وفي بلد لم يعد واضحا منه سوى التبعية وأخبار القتل اليومي والمواجهات والتفجيرات، وأخيراً الوثيقة المشبوهة، ثمة أمنيات مجنونة لا بأس من استعراضها دونما التفات لمن يرون كل فكرة صائبة فكرة موتورة في فضاء من البلبلة إلى ما هنالك من توصيفات الإعلام المضلل.. وبداية كل التمنيات بأن تهدأ النفوس الواقفة في طابور التشظي، وتتراجع عن الخطيئة إلى ما هو أفضل من وثيقة سيئة لا تشير إلا إلى كونها بعض حصاد مخطط قوى دولية استنهضت المنطقة بالربيع فإذا المختم هنا وهناك مجرد انقضاض على الدولة الوطنية الموحدة .. وما دامت الأمنيات مجنونة أناشد السارق أن يتمتع فقط بشهامة لصوص زمان، وأتمنى من الفاسد أن يستحي شوية، فلا ينهب مقدرات البلد وأرزاق الناس بكل هذه البجاحة. أتمنى ممن تتحكم بمواقفه الروح الانفصالية التمزيقية أن يتمتع ببعض خجل انفصاليين كانوا يجتهدون في البحث عن المبررات احتراماً للعقل ورفقاً بضمير المراقب. أتمنى على من يتحكمون بالقرار فقط مراعاة أن الاستياء العام من وثيقة السمعة السيئة لم يكن فقط اعتراضاً على قسمة الرقم واحد على ستة في دولة اتحادية، وإنما لأن من صاغها لم يصفِّ النية بقدر ما فخخها بعيون الطبع الذي ينوي التأسيس للمزيد من الصراع والهدم. انتظر الشعب اليمني من عاصفة التغيير التي ضربت المنطقة واليمن، أن تتمخض تحولاً إيجابياً في الأفكار والسياسات، وأن يرافق حوار التأسيس للدولة العادلة أداء حكومة تعين المواطن على خوفه، وتنتصر للحياة الكريمة من الفقر والعوز، وللقانون من الفوضى،a وللنظام من الانفلات، فإذا به أمام عمليات ممنهجة تفتت الدولة وتتفرج على الفتن ولا تستطيع حماية نفسها بأكثر من قطع الشوارع ونصب الكتل الخرسانية العملاقة في كل مكان أشعر أن ما سيقوله الذين لا يجيدون الانتظام في طوابير التبعية ومباركة الهدم قد قالوه لكن ..من أبجديات الحاجة الوطنية للتغريد في سرب الحقيقة التذكير بخطورة أن ما نعيشه وما نمارسه من مواقف تجاه اليمن يثير الحسرة، خاصة مع استمرار القبول بموجهات التفسخ والتفخخ وزرع فسلات الصدام. ليس في الأمر أي مغالاة، بدليل أن السؤال الرئيس المثار حالياً من قِبل الذكي قَبل البليد، هو هل يمكن التنبؤ بأي شيء إيجابي ؟ وأين أياماً سادت شيدها اليمنيون بالرؤى، فإذا بها بادت متحولة إلى كوابيس.. وليس الكابوس إلا الحلم المزعج.