تتوالى صور المخططات التآمرية من عنوان إلى آخر وبإصرار متواصل باتجاه تمزيق البلاد، فمن هيكلة الجيش إلى أقلمة البلاد منتهياً بها الحال في ظل تعثراتها بمخطط جديد عنوانه"شقشقة"المؤتمر..!إننا أمام مؤامرة متعثرة تتخبط بين حصيلتها الخائبة عبث لا يكل ولا يمل من مغامراته البائسة. يبدو بأن القوى التآمرية الدولية المُشرفة على "الربيع العربي" قد أدركت مؤخراً وفي الوقت الضائع أن القوى المحلية التي راهنت عليها كانت مفصولة العُرى عن المجتمع وذات عقلية هشّة وزوابع واهية تعصف خارج أرضية المعادلة اللازمة لتدمير الدولة وتمزيق الشعوب. والأهم هو إدراكها المتأخر مع قواها المحلية (الخائبة في العمالة والفاشلة في الحكم) بأن حزب المؤتمر كان القوة الفعلية المهيمنة على مقاليد الميدان ومفاصل المجتمع والصمام السياسي الذي أجهض بحرفته السياسية تحركات الوكلاء، ممثلاً بامتداداته العازل الذي حال دون انفجار الفتن في مداها المدمر المأمول، وبالتالي فإن القوى المنهارة تقف مع خيباتها في إصرار عبثي جديد لدك ذلك الحزب السائد والصامد. إن التوجهات الدولية المفاجئة نحو فرض عقوبات دولية على قيادة المؤتمر بدون أي سبب معلن أو واضح والمتزامنة مع عروض أمريكية وضغوط بريطانية على "صالح" بمغادرة البلاد مؤقتاً والمتوازية مع قرارات محلية تعنتية بتجميد أرصدة الحزب في البنوك، تكشف عن أوراق مؤامرة دولية محلية تستهدف إعدام هذا الحزب جراء إفشاله لمخططات قوى الربيع العربي ولدكه لمعاقل الإرهاب المساندة لذلك الربيع. في الواقع إن السعي الجاري لتكرار المحاولات الفاشلة لشق صفوف المؤتمر الشعبي العام التي تمت في العام 2011، عبث غير مجدٍ وتنفيس عن حالة عميقة من التخبط الدولي والهلع السياسي المحلي. وللمرة الألف أقول إن حزب المؤتمر هو الإرادة الشعبية الأكبر، ويضم المجمع الأكبر لرجالات الدولة والمجتمع ورابطة شعبية تتماهى في النسيج الاجتماعي اليمني، كما أن ارتباطه ب"صالح" أوثق بكثير من ارتباطه بأي جهة أخرى حتى وإن كانت نائبه السابق ورئيس الجمهورية الحالي. فإذا ما فرزنا رجال الدولة ومفاصل المجتمع وقادة الجيش "الفعليين" لوجدنا 90% منهم سواء كانوا في السلطة أم تم إخراجهم ينتمون لهذا الحزب و يقفون نهاراً وجهاراً إلى جوار "صالح" في أي مفاضلة سياسية مهما كانت أطراف معادلتها..! هؤلاء مغامرون ينتظرهم كالعادة الفشل، لا يحركهم إلا الغل السياسي المكبوت أو بؤس العجز المخزي أمام قواعدهم مع شيئ من جعجعة جلسات المال السياسي والهلوسات التفاعلية المراهنة على غياب العقاب الرادع. على هؤلاء أن يدركوا بأن البلبلة الإعلامية والبعبعة الإخوانية لن تغير شيئاً من أوزان الواقع ولن تختلف معها كيمياء المجتمع اليمني وآصرة حزب المؤتمر السائد، وكما عليهم أن يعوا دروس 2011 و2012 و2013 و2014 جيداً قبل أن تصيبهم عقدة الفشل المُزمن فيصبحوا على ما عزموا في ضيافة طويلة لعواصم خارجية كغيرهم من عمالقة البهرجة السياسية. وللذكر فإن هناك نقاط ضعف حرجة في بنى وأجنحة المؤتمر غير أن تأثيراتها في سياق ما سبق متوسطة وبعيدة المدى وبصورة لا تجعلها مخاطر مهلكة مع عمر المؤامرة اللافظة لأنفاسها الأخيرة في معركتها البائسة مع هذا الحزب. إذاً ستمر العاصفة الخائرة قواها على حزب يرتخي عند الأمان بطبعه ويتراص مع المخاطر بشيمه، يرفض الانحناء للأجنبي ومتعالياً بالتعقل على خصومه الحيارى والمتشنجين.