حذر مركز دراسات في عدن، أمس، من تداعيات لقاء مزمع عقده، الأحد، ويضم قوى سياسية ومسئولين في المحافظات التي أعلنت رفضها "الإعلان الدستوري" لجماعة أنصار الله، الحوثي. ودعا مركز عدن للدراسات والرصد والتدريب إلى تأجيل اللقاء وإجراء حوار يشمل كافة قوى الحراك الجنوبي . كما اعتبر عقد المؤتمر، الأحد، بأنه ينبئ ب"ما لا تحمد عقباه"، خصوصا وأن قوى في الحراك الجنوبي دعت أنصارها للاحتشاد لمنع إقامته. وكانت السلطة المحلية في عدن دعت، منتصف الأسبوع الماضي، مسئولي المحافظات المناوئة للحوثيين والقوى السياسية المعارضة للجماعة إلى حضور لقاء سياسي عام وموسع يعقد في عدن للتعبير عن رفض ما وصفته الدعوة ب"انقلاب الحوثيين". كما دعت، أعضاء مجلسي النواب والشورى ومؤتمر الحوار الوطني والوزراء السابقين والحاليين إلى حضور اللقاء المتوقعة إقامته في قاعة فلسطين. حشد القوى- المناوئة لجماعة الحوثي- إلى عدن بدأ قبل عدة أسابيع، عندما أعلن الحوثيون شرعية جديدة في البلاد "الثورية" إذ أعلنت محافظات عُين محافظوها إبان حكم الرئيس المستقيل هادي، ومحسوبون عليه، إضافة إلى محافظات منطوية في إطار سيطرة الإخوان والقاعدة؛ القطيعة مع صنعاء . وكان آخر اجتماعات الحشد، لقاء محافظ عدن بقيادات في الحراك الجنوبي، فصيل الجفري. واشترط الجفري في رسالته للمحافظ، وفقا لمصادر مطلعة، تجنيد عدد من مسلحيه في الأجهزة الأمنية أسوة بالقيادي في الحراك الجنوبي، محمد علي أحمد، مقابل مشاركته في المؤتمر الموسع. مركز عدن للدراسات أشار في بيان صدر عنه، أمس، إلى رفضه المشاركة في اللقاء المرتقب. كما أشار إلى مشاركته في اللقاءات التي عقدت في عدن كتحضيرات للقاء السياسي، لكن المركز- وفقا لبيانه- رأى ضرورة إنشاء هيئة تضم ممثلين عن كل القوى وأن يتضمن الخطاب السياسي للقاء، التعبير عن القضية الجنوبية. واعتبر المركز، دعوة السلطة المحلية –دون التنسيق مع قوى الحراك- بأنه مثير ل"الريبة والشك". الحراك الجنوبي لاسيما تيار نائب الرئيس الجنوبي السابق، علي سالم البيض، ومكونات أخرى بدأت حشد أنصارها في عدن لمنع إقامة اللقاء. وقال مصدر في الحراك إن قوى الحراك لم تدعَ إلى اللقاء الذي وصفه ب"تقارب مصالح". من جانبها دعت إحدى فصائل الحراك الجنوبي، لجنة الشهيد خالد الجنيد، أبناء الجنوب للتصدي لما وصفته "المخططات المشبوهة". وقالت اللجنة في بيان لها إن الدعوة لعقد لقاء موسع "رفضا للانقلاب" مساعٍ من بعض القوى لاستغلال ما وصفته بمناخ الاصطفاف الجنوبي لتنفيذ أجندة "تنتقص من حق الشعب الجنوبي". واعتبرت اللجنة اللقاء بمثابة "تحدٍّ سافر لإرادة الجنوبيين" وأنها تعمل بذهنية استخباراتية هدفها تمزيق الصف الجنوبي. وأشارت اللجنة إلى أن اللقاء المرتقب محاولة لإدخال الجنوب في صراعات "طائفية وقبلية وإظهار اصطفاف طائفي لإفراغ القضية الجنوبية من محتواها السياسي". ناشطون في عدن أيضا أنشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي عبروا فيها عن رفضهم لما يصفوه ب"المؤتمر الطائفي". ودعا الناشطون إلى التظاهر، الأحد، أمام القاعة المتوقع احتضانها للقاء. كما أشاروا إلى أن اللقاء يخص "قوى في الحراك مسنودة إقليميا مع قوى محلية تضررت مصالحها مع سيطرة الحوثيين وتسعى لبدء حرب تحرير صنعاء من عدن". في صنعاء أيضا، عقدت شخصيات سياسية واجتماعية جنوبية لقاء تشاوريا لتدارس الوضع. وتناقلت وسائل إعلام مقربة من الحوثيين بيانا عن اللقاء تضمن تأسيس مجلس تلاحم وطني. ودعا البيان أيضا، دعوة الشعب بكل فئاته إلى التكاتف ونبذ الخلافات والوقوف بحزم بوجه "المؤامرات التي تستهدف وحدة اليمن واستقراره، والتأييد الكامل للإعلان الدستوري للحوثي، وتشكيل لجنة تحضيرية لاجتماع موسع يخص أبناء المحافظات الجنوبية." يذكر أن دعوة اللقاء الموسع في عدنللمحافظات المناوئة لجماعة الحوثي تتزامن مع اجتماع لأعضاء مجلس النواب دعت له جماعة الحوثي، الخميس، ويتوقع إقامته في صنعاء، الأحد.