تحتضن عدن، اليوم، اجتماعا "موسعا" للقوى المناوئة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في الجنوب والشرق، وسط معارضة واسعة من قوى فاعلة في الحراك الجنوبي، واتساع المخاوف من نشوب أعمال عنف ترافق المؤتمر، فيما تواصل منظمات الحزب الاشتراكي اجتماعاتها بفصائل من الحراك. السلطة المحلية في عدن- المستضيفة للقاء- والتي يرأسها قيادي مقرب من الرئيس المستقيل، هادي بدأت، أمس، ترتيب الوضع الأمني في المحافظة الذي تتنازعه فصائل مسلحة أبرزها الحراك الجنوبي واللجان الشعبية التابعة لشقيق الرئيس المستقيل. وقال مصدر أمني ل"اليمن اليوم" إن وحدات من الجيش والأمن انتشرت في شوارع المحافظة واستحدثت نقاط تفتيش خصوصا في مديرية كريتر حيث من المتوقع انعقاد المؤتمر في قاعة فلسطين. كما صدرت توجيهات من اللجنة الأمنية بالمحافظة تقضي بمنع أية تجمعات بالقرب من مكان انعقاد المؤتمر الذي دعت له قوى سياسية وحزبية ومسئولون محليون في المحافظات المناوئة لأنصار الله إضافة إلى أعضاء مجلسي النواب والشورى ومؤتمر الحوار ولجنة صياغة الدستور. وقال محافظ عدن، عبدالعزيز بن حبتور، إن اللقاء يركز على القضية الجنوبية باعتبارها محورا أساسيا في النقاش الذي يتضمن أيضا نقاشات سياسية وقانونية وحقوقية. ونقلت وكالة سبأ، الحكومية، عن ابن حبتور، قوله إن المؤتمر سوف يتناول مخرجات الحوار الوطني ورؤية الأطراف والمكونات السياسية في اليمن لمعالجة مشكلات اليمن برمته ووضع "اللبنات المتينة لبناء الدولة المدنية الحديثة". كما أشار إلى أن المشاركين في الملتقى سوف يؤكدون على أهمية الشراكة الوطنية وبما "لا يخل بالجانب الوطني اليمني عموما واستنادا إلى ما نص عليه مؤتمر الحوار الوطني"، وبغض النظر عن مدى استجابة المدعوين للمشاركة في اللقاء الذي اعتبره مركز عدن للدراسات بأنه مثير للريبة وأعلن مقاطعته له، فضلاً عن وصف قوى الحراك الجنوبي، الرافضة لانعقاده، بأنه مؤمراة تستهدف إدخال الجنوب في أتون صراع "طائفي". وتعالت أمس الأصوات الرافضة لانعقاد اللقاء، وسط حشد لمتظاهرين بغية الحيلولة دون انعقاده في عدن. جديد الأصوات المنادية بمنع المؤتمر، القيادي في الحراك الجنوبي، محمد علي أحمد، أبرز من شاركوا في الحوار باسم الحراك قبل أن ينسحب في الختام، إذ قال في بلاغ صحفي –تناقلته أمس وسائل إعلام الحراك- إن مجلس الإنقاذ الوطني، الذي يقوده، يرفض ما وصفها ب"محاولات حلفاء النظام الشمالي في الجنوب تنفيذ مخططاتهم التي تهدف إلى جر شعب الجنوب ونضاله إلى مربع صراع صنعاء وأطرافه". واعتبر بن علي اللقاء المرتقب اليوم، بمثابة تسخير القضية الجنوبية لصالح طرف من أطراف الصراع في صنعاء وزعزعة وحدة الصف الجنوبي وجر البلاد إلى صراعات طائفية ومذهبية. وحذر، بن علي، قوى وصفها بأنها "فقدت مناصبها ومصالحها في الأحداث الأخيرة"، وكذا السلطة المحلية والأمنية في عدن من الإصرار على مواقفهم السياسية ودعواتهم التي وصفها ب"المشبوهة". كما دعا إلى التظاهر اليوم لإفشال المؤتمر. إعلان بن علي الرافض للقاء سبقته دعوات لقوى الهيئة الوطنية للتحرر والاستقلال وفصيل الحراك الموالي للبيض وحشدت، أمس، أنصارها بغية إفشال المؤتمر. وتقول فصائل الحراك الجنوبي، في بيانات الرفض للقاء، إن اللقاء الموسع لا ينظر للقضية الجنوبية سوى على أنها محور للنقاش على طاولة الرافضين لما يصفوه ب"انقلاب الحوثيين" وإيجاد مزيد من أوراق التفاوض مع الجماعة. مخاوف قوى الحراك أكدتها تصريحات محافظ عدن التي قال فيها "إن الشراكة في حال وجدت ستشكل ركيزة أساسية لبناء الدولة المستقبلية". المؤتمر المرتقب يأتي في وقت تواصل فيه عناصر القاعدة مسنودة بمسلحين موالين لحزب الإصلاح إسقاط المعسكرات ومحاصرتها في شبوةومأرب فيما جوبهت محاولات إسقاط المعسكرات من قبل مسلحي الحراك الجنوبي في شبوة ولحج بقوة وأحبطت قوات الجيش أكثر من محاولة للسيطرة على معسكرات الدولة، وسط اتهام لقادة عسكريين بالتواطؤ في تسليم معسكرات الجيش للقاعدة. لكن وإن لم تنطلق شرارة الحرب المرتقبة من الجنوب، بالرغم من انتشار اللجان الموالية لشقيق الرئيس المستقيل بمحاذاة محافظة البيضاء، حيث ينتشر مسلحو جماعة الحوثي، إلا أن المؤتمر المقرر انعقاده اليوم في عدن يهدف –وفقاً لمراقبين- إلى توفير مزيد من الضغوط المحلية على جماعة الحوثي التي تسيطر على مقاليد الحكم في العاصمة إذا لم يكن توفير غطاء ودعم لمسلحي الإصلاح والقاعدة في مأرب لمواجهة الحوثيين في حرب مرتقبة، أيضا. الاشتراكي يبحث عن موطئ قدم كشف قيادي في الحزب الاشتراكي بعدن، أمس، عن مفاوضات يجريها الحزب وقيادات في الحراك الجنوبي. وقال عضو المكتب السياسي للحزب، علي منصر محمد، خلال اجتماع عقد، أمس، لمجلس تنسيق منظمات الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية وأعضاء اللجنة المركزية في الجنوب، أن اللقاءات بقيادات في الحراك الجنوبي سوف تستمر بهدف تقريب وجهات النظر "وتكوين لحمة وطنية جنوبية خاصة".