دخلت، أمس، قوات الجيش نطاق الأزمة المحتدمة في عدن، بين قوات الأمن الخاصة ومليشيات هادي، وبالشكل الذي أصبح قابلاً للانفجار. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر عسكرية في عدن إن الرئيس المستقيل صنَّف معسكر قاعدة بدر في خانة الأعداء إلى جانب قوات الأمن الخاصة بعد تحرك كتيبة من بدر لإنقاذ زملائهم المحاصرين في مبنى المحافظة من قبل مسلحي اللجان الشعبية "لجان هادي". وكانت مليشيات هادي اقتحمت صباح أمس مبنى المحافظة في المعلا واحتجزت مدرعتين تابعتين للكتيبة الخاصة التابعة لمعسكر بدر، ما دفع قيادة المعسكر لتحريك 6 مصفحات لمحاصرة المبنى والمليشيات. وتتمركز في حماية مبنى المحافظة وحدة مشتركة من الأمن الخاصة والشرطة العسكرية والكتيبة التابعة لمعسكر بدر. الجيش يطوق مبنى المجمع الحكومي في عدن وفي المساء طوقت قوات الجيش في عدن، مبنى المجمع الحكومي في المعلا. وقال مصدر عسكري ل"اليمن اليوم" إن (6) مصفحات تقل جنوداً من الكتيبة الخاصة التابعة لمعسكر بدر خرجت من مقر المعسكر في مديرية خور مكسر واتجهت صوب مبنى المجمع الحكومي في المعلا، لاسترجاع المدرعتين فيما يصر أفراد اللجان "مليشيات هادي" المسيطرين على المبنى عدم إرجاعها إلى معسكر بدر، ويريدون إيصالها إلى المعاشيق حيث يقيم هادي. واستشهد جندي من قوات الأمن الخاصة، وأصيب 3 مواطنين في الهجوم الذي شنته (مليشيا هادي)، أمس، على مبنى المحافظة- فيما أصيب موكب هادي بطلقات نارية أثناء مروره لحظة المواجهات. الهجوم جاء إثر منع جنود الأمن الخاصة- المكلفين بحراسة المجلس المحلي- لأحد مقاتلي اللجان بالدخول إلى المجلس، بسلاحه الشخصي. واستشهد في الاشتباكات أحد جنود الأمن الخاصة، ويدعى عمار محسن علي أبو شوارب، فيما أصيب (محمد ثابت حسن، عامر وحيد أحمد، عبدالرحمن خالد). والمصابون كانوا يرابطون أمام المجلس المحلي بغية التسجيل في عملية التجنيد، عبر لجنة عسكرية تتخذ من المجلس المحلي مقراً لها. وقال المصدر إن طلقات نارية، من سلاح معدل، أصابت موكباً خاصاً بالرئيس المستقيل الذي كان في طريقه إلى القصر الجمهوري في مديرية التواهي. كما تعرض موكب مدير الأمن، محمد مساعد، لطلقات نارية أثناء مروره بالقرب من المواجهات. وتسببت الاشتباكات، أيضاً، بتعليق العمل في ميناء كلتكس، وفقاً لمصادر أمنية. من جانبها قالت مصادر في الأمن الخاصة ل"اليمن اليوم" إن قيادة الفرع أمرت بانسحاب القوات المرابطة في محيط المجلس المحلي ومكتب المحافظ بمديرية المعلا عقب الهجوم. وأشارت المصادر إلى أن سحب الجنود يأتي في إطار الحرص من قيادة المعسكر على عدم تأزيم الوضع، وتحاشياً لمزيد من هجمات المسلحين. وأشارت المصادر إلى أن جنود الشرطة العسكرية والكتيبة الخاصة المتواجدين في محيط المنشآت سالفة الذكر تكفلوا بالحماية. اشتباكات أمس تأتي بعد ساعات على نزع فتيل مواجهات كادت تندلع، مساء الثلاثاء، بين مسلحين يقودهم مدير أمن عدن المعيَّن حديثاً من قبل الرئيس المستقيل وقوات الأمن الخاصة المكلفين بحماية معسكر قوات خفر السواحل. لجان هادي تحتجز حراسة الصبيحي في سياق متصل، احتجزت اللجان الشعبية في مديرية التواهي، أمس، حراسة وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، اللواء محمود الصبيحي، لنحو نصف ساعة. وقالت مصادر عسكرية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي اللجان اعترضوا طقم "مدرع"- خاص بحراسة الصبيحي- أثناء خروج الطقم من القصر الجمهوري "المعاشيق"، واقتادوه إلى مركز اللجان في المديرية. وأشارت المصادر إلى قيام قائد اللجان في التواهي، محمد حطيب، بالتحقيق مع حراسة الصبيحي، وهم سائق الطقم ويدعى، أمين التعزي، واثنان من الجنود. وأضافت المصادر: تدخلت قيادات عليا، بما فيهم شقيق هادي وقائد لجان أبين، عبداللطيف السيد، وأفرجوا عن الطقم والجنود. يذكر أن وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة قال أثناء زيارته لمعسكر بدر في عدن، الاثنين، إنه سوف يتخلص من المسلحين في عدن. محلية المعلا تدين من جانبها دانت اللجنة المكلفة بتسجيل المجندين لجيش هادي- تضم مسئولين في محلية المعلا- حادثة الهجوم على معسكر الأمن الخاصة في المديرية. وقالت اللجنة في بيان- تلقت الصحيفة نسخة منه- إن أحد مسلحي اللجان حاول الدخول بسلاحه الشخصي إلى قاعة تسجيل المجندين في المديرية "المكتظ بالعسكريين والشباب"، مما استدعى تدخل جنود الأمن لمنعه من الدخول، غير أنه أشهر سلاحه في وجه الجنود المكلفين بحراسة البوابة. وأشار البيان إلى حدوث مناوشات بين المسلح والجنود تدخل على إثرها مدير عام المديرية، يزن سلطان ناجي، ومدير شرطة المديرية، عبدالناصر السقاف، وتوصلوا إلى اتفاق مع ممثل اللجان ب"التحكيم القبلي". وأضاف: "غير أننا فوجئنا بشكل غير إنساني ولا يمت للقبيلة بصلة بانتشار كثيف للجان الشعبية على محيط مبنى السلطة المحلية، وانهالوا بالرصاص الثقيل والخفيف على المبنى وبداخله أعضاء اللجنة وقرابة 200 شاب".