حميد دبوان/ عبدالله المرتضى حصد العدوان السعودي على محافظة صعدة، حتى نهاية الأسبوع الماضي، (300) ضحية بين شهيد وجريح، وخلف أضراراً بالغة في الممتلكات العامة والخاصة. وعلى مدى أسبوعين من القصف البري والجوي المكثف، بدأت صعدة أكثر المحافظات استقراراً في الوضع واستعداداً، كما يبدو، لذلك العدوان غير المقترن بوقت محدد. مدير الصحة في المحافظة، عبدالكريم الخطيب، قال ل"اليمن اليوم" إن حصيلة شهداء العدوان السعودي على صعدة بلغت، حتى الجمعة، (141) شهيداً و(161) جريحاً، مشيراً إلى أن أغلب الضحايا نساء وأطفال وكبار في السن. "اليمن اليوم" رصدت المنشآت الحيوية والمناطق السكنية التي استهدفها العدو في صعدة، منذ بداية غاراته، الشهر الماضي، بناءً على تصريحات مسئولين في الصحة والأمن والدفاع المدني. بداية العدوان فجر الخميس- السابع والعشرين من مارس الماضي- بدأت مقاتلات العدو السعودي قصفها الجوي على صعدة، بالتزامن مع قصف تعرضت له العاصمة صنعاء، أعقبها إعلان السعودية بصورة رسمية ما وصفتها ب"عاصفة الحزم". تركز العدوان في يومه الأول على مديريات (كتاف، سحار، مجز، منبه، الملاحيظ)، وتلك المديريات تنتشر على طول الشريط الحدودي لمحافظة صعدة مع المملكة. ورغم إعلان الناطق الرسمي باسم تحالف العدوان، أحمد عسيري، عن عدم وجود أية تحركات لجماعة الحوثي على الأطراف الجنوبية للمملكة، إلا أن مدفعية العدو شاركت الجمعة- اليوم الثاني للعدوان- في قصفها البري لقرى وأحياء سكنية في المديريات سالفة الذكر، ولا يزال القصف مستمراً حتى اليوم. فجر ذلك اليوم "الجمعة" استيقظ أبناء صعدة على واقع تدمير منزل المواطن حمدان سعيد الفقر، في مديرية كتاف، مما تسبب بإصابة أحد بناته، كما طال العدوان حينها موقع الصمود التابع للواء (101) مشاة في كتاف، ومركز مديرية البقع واللواء (131 مشاة)، ومنطقة "آل عبيد" القريبة من مقر اللواء، إضافة إلى قصف مسجد كتاف. القصف في مديرية الملاحيظ في بدايته تركَّز بصورة أساسية على التجمعات السكنية والمجمع الحكومي وجبل المروى، متسبباً بموجة نزوح كبيرة للأهالي. كما قصفت مدفعية العدو السعودي مزارع قات في مناطق (الجارية، أحمر) التابعتين لمديرية سحار، وبالتزامن قصف الطيران حينها منطقة الجعملة في مديرية مجز وسوق الخميس في مديرية منبِّه. وعلى مدى ال(3) الأيام الأولى من العدوان المتواصل للمديريات سالفة الذكر، استقبلت مستشفيات المحافظة جثث (20) شهيداً و(50) جريحاً. خسائر آلة القتل السعودية واصلت في صعدة حصد أرواح الأبرياء، بصورة يومية، وتصاعدت مؤخراً بصورة وصفها محليون ب"الهستيرية"، مستهدفة منازل المواطنين ومحطات الكهرباء والمياه وحتى كابلات التيار الكهربائي ومحطات الاتصالات الخلوية في المدينة، إضافة إلى استهدفها أية تحركات للمواطنين، خصوصاً في المناطق الحدودية، وقد أكد ذلك ناطق العدو، عسيري، في أحد مؤتمراته الصحيفة، حيث أشار إلى أن قوات "عاصفة الحزم" تستهدف أية تحركات حتى ولو كانت فردية في المناطق اليمنية القريبة من الحدود السعودية. منازل مواطنين وأحياء سكنية ومركبات قصفتها مقاتلات العدو العدوان السعودي لم يتوقف عند استهداف المواقع العسكرية، كما يزعم، بقدر ما طالت قذائف آليته الحربية مزارع وجبالاً وحتى رعاة أغنام ومنشآت حيوية، منها على سبيل المثال: 1- مزرعة ماجد محمد عطية في منطقة البقع. 2- منزل العقيد عبد ربه الحاج- مسئول في شرطة المحافظة. 3- منزل مهجور كان بجوار منزل العقيد في مديرية سحار. 4- أحياء سكنية في منطقة الرفاف وآل سالم مديرية كتاف. 5- جبل الشرفة في حيدان. 6- استشهاد شخصين في استهداف سيارة شاص في منطقة الفرع. 7- قصف مدفعي على مناطق جبال مران، مديرية حيدان، مديرية سحار. 8- قصف ب(6) صواريخ على قرى قبائل (أم شيخ) الحدودية في مديرية منبه. 9- قصف منطقتي الفرد بركان، السهلا، - مديرية بسباسة. 10- قصف محطة وقود في المدينة لشخص يدعى علي عبدالله صالح. 11- قصف قريتي الخرب وآل غثاية- مديرية مران. 12- تدمير عدد من منازل المواطنين بقصف صاروخي استهدف منطقة الأوردية- مديرية كتاف. 13- قصف الأحياء السكنية في مناطق ( قهرة النص، آل القحم ، المثلث الأعلى)- مديرية المشنق. 14- قصف قرى الحدود (غور، المشواه، كبرايه، الشوامية). 15- قصف عنيف على جبل النار. 16- قصف حافلة تقل (12) شخصاً من أسرة واحدة نازحة من بيت الرازحي، كانت تمر في منطقة بركان. 17- استشهاد (3) أطفال وإصابة (3) نساء باستهداف العدو لرعاة أغنام في منطقة المشنق. 18- استشهاد (4) أشخاص وإصابة (6) بقصف صاروخي استهدف جامعاً في منطقة بني سلامة. 19- قصف عنيف على مساكن هجرها مالكوها في مديريات (حيدان، ساقين، الشعف). 20- مصابون في قصف على جبل المرع- مديرية مران. 21- (3) شهداء باستهداف سيارة هيلوكس في مديرية كتاف. 22- استهداف رعاة أغنام في جبل العر، مما تسبب باستشهاد وإصابة عدد منهم. 23- قصف صاروخي على مناطق آل ثابت ووادي الجابري في مديرية منبه. 24- قصف منطقة آل سلامة في مديرية شدا. 25- قصف سوق شعبي في منطقة البقع- مديرية كتاف- خلف (20) شهيداً و(30) جريحاً. 26- قصف سوق العند في مدينة صعدة. 27- قصف سوق الخميس في مديرية منبه. المواقع العسكرية التي استهدفتها مقاتلات العدو السعودي، بعضها لأكثر من 5 غارات: 1- اللواء 103. 2- موقع الصمع. 3- اللواء 125 مشاة. 4- اللواء التاسع 5- مبنى إدارة الأمن 6- معسكر الشرطة العسكرية 7- القاعدة الإدارية في محور صعدة 8- مقر قيادة اللواء 122 9- مقر قيادة حرس الحدود 10- عنابر الجنود في محور صعدة 11- المنطقة الأمنية في مدينة صعدة 12- معسكر المدفعية (كهلان) 13- اللواء الجبلي 14- اللواء الصيفي في كتاف 15- كتيبة العند في الملاحيظ. منشآت حيوية استهدفتها مقاتلات العدو استهداف العدوان السعودي للمنشآت الحيوية يأتي- وفقاً لمراقبين- في أعقاب فشل العدو في تحقيق أهدافه العسكرية. ويهدف بذلك إلى إيجاد كارثة إنسانية في المحافظة جراء توقف المياه والكهرباء والوقود وحتى نقص المواد الغذائية والطبية. لكن صعدة- رغم ما لحق بمنشآتها الحيوية من تدمير جراء العدوان "الهمجي"- لا تزال صامدة. فأغلب السكان- خصوصاً في المناطق الحدودية- لجأوا إلى كهوف في الجبال هرباً مما يصفونه ب"العدوان الغاشم"، فيما يمارس بقية السكان حياتهم بصورة طبيعية، وفقاً لما رصده مراسل الصحيفة. الوضع التمويني وفقاً لمدير التموين في المحافظة، أسعد راكان، مستقر نسبياً. وقال راكان ل"اليمن اليوم" إن المواد الغذائية متوفرة وأن الوضع يمر بصورة طبيعية، مشيراً إلى وجود نقص في الوقود، "والمكتب يجري مباحثات مع السلطة المحلية بهدف إيجاد حلول لنقص الوقود". وأشار راكان إلى تسبب نقص الوقود بارتفاع "طفيف" في أسعار المواد من قبل تجار وصفهم ب"المرجفين"، لكنه أشار إلى نشر مكتب التجارة لفرق ميدانية بغية منع "احتكار المواد" ورفع أسعارها. مصدر في شركة النفط أرجع أسباب نقص الوقود في المدينة إلى استمرار العدو السعودي بفرض حصاره البري والبحري على اليمن، والتي كان آخرها إغلاق منفذ البقع ومنع حركة الدخول والخروج منه، ناهيك عن تضرر عدد من محطات بيع الوقود في صعدة نتيجة القصف السعودي. أبرز المنشآت التي استهدفها العدو السعودي خلال الأيام الماضية 1- محطة الكهرباء في منطقة قحزة- مرتين. 2- السجن المركزي- مرة في الثامن من الشهر الجاري. 3- محطة الغاز في منطقة بسباسة- تاريخ (7/4) 4- شبكة الاتصالات في جبل الوجرة - 7/4 5- شبكة الهاتف النقال في جبل العر- مديرية منبه بتاريخ (6/4) 6- شركة الغاز في منطقة قحزة 7- محطة لبيع الوقود في الملاحيظ 8- محطة المياه في مدينة صعدة 9- خزانات مياه المدينة في منطقة تلمص 10- مطار صعدة المدني. أماكن تمركز مدفعية العدو مدفعية العدو السعودي شاركت في قصف مكثف ومستمر، منذ الليلة الثانية للعدوان. وتنطلق قذائف المدفعية السعودية، وفقاً لتصريح سابق للناطق باسم جماعة أنصار الله، محمد عبدالسلام، مستهدفة عدداً من القرى والمناطق السكنية المحاذية للحدود السعودية منها: 11- منطقة صواح- إمارة نجران- حيث يستهدف العدو منها مناطق (نقعة باقم، مدينة صعدة). 12- إمارة الخوبة، حيث تستهدف مدفعيات وصواريخ العدو مناطق (شدا، الملاحيظ ومنبه ومعسكر الكمب). مناطق قصفتها مروحيات الأباتشي مروحيات العدو السعودي، أيضاً، شاركت في العدوان مستهدفة أحياء سكنية وقرى لمزارعين على الحدود. ورغم أن الحدود اليمنية لم تشهد مواجهات تستدعي تدخل الأباتشي الخاصة بالمعارك، إلا أن السلطات السعودية دفعت بالعديد من تلك المروحيات لقصف قرى على الحدود. واستخدام المروحيات تزامن مع استمرار العاصفة الرملية التي اجتاحت المملكة، لثلاثة أيام متواصلة، وحدَّت من تحرك المقاتلات الحربية. وأبرز المناطق السكنية التي تعرضت لقصف مروحيات العدو: 1- منطقة المنزالة 2- منطقة الحصامة 3- التبة الخضراء 4- جبال طلان، مديرية رازح 5- مدينة النظير 6- جبل احرم. عودة التلاحم رغم ما تعانيه صعدة من حرب وحصار، بصفتها المدينة المطلوبة الأول للعدو السعودي، إلا أن ذلك عاظم من تلاحم أبناء المدينة في مجابهة هذا العدوان، حيث ذكرت مصادر إعلامية أن عبدالله عيضة الرزامي- قائد فصيل مسلح في صعدة سبق له وأن اعتزل الحرب قبل سنوات- أعلن، اليومين الماضيين، عودته إلى صفوف الحوثيين لمواجهة العدو السعودي، مشيرة إلى أن الرزامي دفع بالمئات من مقاتليه إلى صفوف الجماعة التي نشرت قرابة (50) ألف مسلح لحماية حدودها الشمالية مع السعودية، وتحاشياً لأي هجوم بري محتمل. من جانبه قال مدير الصحة، عبدالكريم الطيب، أن تجار ووكلاء أدوية وحتى منظمات دولية دفعت بمخزونها من الأدوية في صعدة لدعم جهود الإغاثة الطبية لضحايا العدوان الخليجي المستمر.