شن العدوان السعودي الذي دخل شهره الثاني، أمس، عشرات الغارات على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، فضلاً عن تشكيله غطاء جوي للقاعدة والإصلاح في مأربوتعز. ففي العاصمة صنعاء شنت مقاتلات العدو السعودي ثلاث غارات على معسكر الصمع التابع لقوات الاحتياط (حرس جمهوري سابقاً) في مديرية أرحب شمال شرق العاصمة. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في الصمع إن القصف أسفر عن تدمير إضافي في منشآت المعسكر، والتي سبق أن تعرضت للتدمير بعشرات الغارات في الأيام الماضية. وفي خولان شرق العاصمة، قصفت مقاتلات العدوان معسكر اللواء السابع قوات احتياط (حرس جمهوري سابقاً) والمتمركز في منطقة العرقوب الحدودية مع مأرب. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر في ذات اللواء إن 7 غارات شنها العدوان على المعسكر أسفر عن تدمير في المنشآت، دون الإشارة إلى وقوع ضحايا بشرية، لافتاً إلى أن قيادة اللواء كانت تتوقع القصف منذ اليوم الأول للعدوان. ويعد معسكر الصمع والعرقوب من أهم ألوية الجيش (حرس جمهوري سابقاً)، والتي تتوافق رغبات العدوان السعودي مع مليشياته في الداخل (القاعدة والإصلاح) في تدميرها. وشهدت سماء العاصمة تحليقاً مكثفاً لمقاتلات العدوان السعودي في أوقات متباينة من النهار والمساء. وفي محافظة إب قصفت طائرات العدو السعودي، مساء أمس، إدارتي الأمن والواجبات الزكوية بمديرية الرضمة التابعة لمحافظة إب. وقالت مصادر "اليمن اليوم" إن طائرات العدو السعودي استهدفت إدارة الأمن العام وألحقت أضراراً كبيرة فيها، إلى جانب تدمير إدارة الواجبات الزكوية بالمديرية بشكل كامل. ولم ترد أية معلومات عن سقوط ضحايا وإصابات في العدوان الذي ارتفعت وحشيته بشكل أكبر بعد إعلان وزارة الدفاع السعودية، في 22 أبريل الجاري، توقيف الغارات الجوية. وفي سياق الغطاء الجوي الذي يوفره العدو السعودي لمليشياته في الداخل اليمني تعرضت، أمس، مناطق متفرقة في عدن لقصف جوي وبحري، وأبرزها المعاشيق ورأس عمران، وتسبب القصف بتدمير أبراج وخطوط نقل الطاقة في المدينة. وقال مصدر في مؤسسة الكهرباء ل"اليمن اليوم" إن التيار انقطع عن المدينة بصورة كلية نتيجة القصف البحري الذي طال خطوط الطاقة في مديريتي البريقة ودار سعد، مشيراً إلى أن القصف تسبب أيضاً بخروج محطتي كهرباء الحسوة والمنصورة عن العمل. واستبعد المصدر قرب عودة التيار إلى المدينة. قصف مخازن "شملان" وفي محافظة تعز، وبالتزامن مع تجدد المواجهات بين قوات الأمن ومسلحي حزب الإصلاح، قال مراسل "اليمن اليوم" إن طيران العدو نفذ، عصر أمس، غارة جوية قصف من خلالها مخازن مياه "شملان" المعدنية الواقعة في ما يسمى ب"بيت الجن" بالحوبان، وهو الحي الذي يقع فيه مقر لجماعة أنصار الله، وشوهدت ألسنة اللهب والأدخنة تتصاعد بكثافة من المخازن التي تم تدميرها بشكل شبه كامل، دون معرفة إن كان هناك ضحايا مدنيون نتيجة القصف. وفي محافظة حجة استشهد وأصيب (8) آخرون في عدوان سعودي طال، الفجر، مديرية حرض. وقال مدير الصحة في المحافظة، أيمن مذكور ل"اليمن اليوم" إن القصف طال أحياء سكنية ومدرسة العمالقة، وسط مدينة حرض، مشيراً إلى أن قصفاً مدفعياً وصاروخياً طال أيضاً مديرية ميدي، ولم يسفر عن سقوط ضحايا. وتتعرض حرض وميدي المحاذيتان للحدود السعودية لقصف مدفعي وصاروخي عنيف منذ إعلان السعودية "انتهاء عاصفة الحزم"، الأسبوع الماضي. وتسبب تزايد أعداد الضحايا في صفوف المدنيين بأعباء إضافية على الوضع الصحي في المحافظة. وقال مذكور إن الوضع الصحي "حرج"، وإن المحافظة تعاني من نقص الكادر الطبي خصوصاً بعد مغادرة قرابة (50) طبيباً أجنبياً يعملون في المحافظة. كما أشار إلى قيامهم بدفن جثث الضحايا وتسليم نحو (50) جثة لأهلها للدفن بغية التخفيف عن المستشفيات التي تعاني هي الأخرى من نقص في الوقود. وتسبب نقص الوقود أيضاً بعرقلة جهود انتشال الضحايا. وقال مذكور "في بعض الأحيان لا نجد وقوداً لتحريك سيارة إسعاف إلى مواقع القصف". وفي محافظة مأرب شكلت مقاتلات العدو غطاءً جوياً لمقاتلي القاعدة وحزب الإصلاح للحيلولة دون اقتحام الجيش ولجان الحوثيين مدينة مأرب عاصمة المحافظة وتأمينها. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر محلية إن مقاتلات العدو السعودي حلقت بكثافة، أمس، في سماء مأرب، وتحديداً في محيط مركز المحافظة والتي تشهد معارك ضارية منذ ثلاثة أيام وسط تقدم ميداني كبير للجيش ولجان الحوثيين وانسحاب مقاتلي القاعدة والإصلاح إلى عمق المدينة.