تنظيم الخلافة الإسلامية "داعش"، اختطف نساء سوريات، وذهب بهن في العراق، يبيع الواحدة منهن بدولارات معدودة، وبمناسبة شهر رمضان، شهر التوبة والقرآن، نظم "داعش" مسابقات في القرآن الكريم، والفائز في حفظ وتلاوة القرآن، يحصل على مكافئة مقدارها "حسناء سورية"، وصاحبي الساخر الأعزب، لما قرأ الخبر، قال: شلوني إلى عند داعش في العراق، أتلوا لهم القرآن برواية عاصم وحفص! هل سمعتم أن رجل دين استنكر هذا الفحش وهذه النخاسة التي يتولاها تنظيم دولة الخلافة الإسلامية؟ ما سمعنا بذلك ولا قرأنا، بل سمعنا وقرأنا من يضفي على هذه القوادة و الدعارة، لمسة شرعية.. سلفي أردني يدعى العجلوني، أجاز تحويل النساء السوريات إلى جوار وإماء، بدعوى أنهن مهجرات ولا يجدن من يغطي نفقاتهن، ويحرص على حفظهن وحفظ أمنهن، فيجوز تحويلهن إلى ملك يمين بحيث تصير المرأة ملكا ليمين رجل يتمتع شرعيا! وهو بهذه الفتوى، وبصيغتها الماكرة، يعمي عن اختطاف داعش للنساء، ويحاول تبييض وجه مقاولي "جهاد النكاح".. ومعروف أن "جهاد النكاح" الداعشي، ساري المفعول في سورياوالعراق، والفتاوى التي شرعنت هذه الجريمة، فتاوى حقيقية أصدرها رجال دين سنيون سعوديون وتونسيون، وليست شائعة إعلامية، كما زعم كثير من الكتاب المغالطين، وهي فتاوى منشورة وتقرأ، ورد بعض رجال الأزهر وغيرهم على تلك الفتاوى، دليل على وجودها، وبعض الذين أصدروا فتاوى"جهاد النكاح" مثل الداعية السعودي محمد العريفي، تراجعوا عنها تحت تأثير الاستنكار الإسلامي الواسع.. "نكاح الجهاد" ابتدعه شيوخ التنظيم الإرهابي، لإشباع رغبة جنسية، إذ قالوا إن مقاتليهم عزاب، ويحتاجون لتفريغ صديدهم، والمرأة المسلمة يجب عليها أن تجاهد بفرجها، بحيث تذهب إليهم، فينكحها الأول بعقد زواج لمدة قصيرة، تكفي لسفح نطفته، ثم يطلقها ويعقد عليها الثاني، ويفعل مثل الأول، وهكذا، بحيث يمكن لمجاهدة واحدة أن تفترش لعشرين رجلا في اليوم الواحد.. لقد اعتبر مفتي مصر الأسبق نصر فريد واصل "جهاد النكاح" إباحة للسفاح والنخاسة وتجارة الرقيق الأبيض باسم الزواج والجهاد، مع أن هذا ليس بجهاد ولا زواج، ويعد إهانة للإسلام الذي لم يسمح للرجال الاستمتاع بالنساء إلا من خلال زواج شرعي مكتمل الشروط والأركان، ووصف الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: جهاد النكاح بأنه زنا صريح وبهيمية بغطاء شرعي، فلا يوجد في تاريخ الإسلام "مناكحة الجهاد"، بينما اعتبر الدكتور عبد الله النجار، عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر فتاوى إجازة "جهاد النكاح" سفالة وانحطاط.. وحقا، نحن في زمن جهاد السفالة والانحطاط.