تجددت أمس المواجهات بشكل متقطع بين الجيش واللجان الشعبية وبين عملاء ومرتزقة العدوان "مسلحي الإصلاح والقاعدة" بمحافظة تعز، وسط تحليق مكثف لطيران العدوان، فيما تجددت الاشتباكات بين فصائل. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي أن مواجهات عنيفة شهدتها المنطقة الشرقية لمدينة تعز وبالتحديد أحياء ثعبات والمجلية، طوال ساعات الليل وحتى الصباح استخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ولكن دون تحقيق أي تقدم لطرف في مواقع الطرف الآخر. وأوضحت المصادر أن الهدوء ساد المنطقة بعد طلوع شمس الصباح واستمر حتى مغيبها لتتجدد عمليات القصف بقذائف الدبابة والمدفعية، وسُمع دوي انفجارات في المجلية وثعبات وبالقرب من مبنى المحافظة جراء سقوط بعض القذائف. وفي وادي الضباب، غرب المدينة، حدثت اشتباكات خفيفة إثر محاولة مجموعة من مسلحي الإصلاح والقاعدة التسلل إلى تبة جبلية بالقرب من حدائق الصالح، غير أن الجيش واللجان تصدوا لهم وأجبروهم على التراجع بعد أن أوقعوا فيهم قتلى وجرحى. يأتي هذا فيما لا يزال التوتر يسود عددا من الأحياء الواقعة تحت سيطرة مسلحي الإصلاح والقاعدة منذ أحداث الاقتتال بين ما يُسمى ب"كتئاب الموت" التابعة للقيادي الإخواني حمود المخلافي وبين مسلحين تابعين لصادق سرحان والتي شهدها حي المسبح وشارع جمال يومي الأحد والاثنين الماضيين ونتج عنها مقتل قائد كتائب الموت ويدعى هاني الاديمي السعودي وعضو مجلس النواب سابقاً عن حزب الإصلاح محمد حسين طاهر وثلاثة آخرين، طاهر نائب عن الدائرة 112 مديرية يريم ضمن فوج المرتزقة من حزب الإصلاح الذين تداعوا للقتال في تعز. وأكدت مصادر "اليمن اليوم" أن مسلحين من فصيل "حماة العقيدة" ذي التوجه السلفي وآخرين تابعين لصادق سرحان نفذوا أمس عمليات اقتحام لعدد من منازل قيادات ميدانية في كتائب الموت بحي المسبح واعتقلوا 6 منهم بتهمة قتل القيادي الإصلاحي طاهر، مشيرة إلى أن معركة كانت قد أوشكت على الحدوث صباح أمس بين عناصر "كتائب الموت" وبين أتباع صادق سرحان وآخرين من الجماعة السلفية " حُماة العقيدة" خلال تشييع جنازة قائد كتائب الموت هاني السعودي، حيث مر موكب التشييع من نقاط مستحدثة لما يُسمى ب"المجلس العسكري" الذي يقوده صادق سرحان، وقام عناصر كتائب الموت بإطلاق نار كثيف في الهواء واستفزاز النقاط العسكرية التي رد بعض أفرادها بإطلاق النار في الهواء من رشاش 23 ما دفع بعض الشخصيات إلى التدخل والتهدئة بين الطرفين. وتعود جذور القضية إلى خلاف بين الفصائل الموالية للعدوان على اقتسام العربات العسكرية والأسلحة السعودية التي وصلت مؤخراً، حيث اعترض فصيل "كتائب" الموت على تملك "حماة العقيدة" بقيادة أبو العباس على بعض المدرعات وكمية من الأسلحة دون الفصائل الأخرى. وتتكون "كتائب الموت" من مجموعة سجناء قام المخلافي وأتباعه بتهريبهم من السجن المركزي يوليو الماضي وتشكيلهم في هذا الفصيل بقيادة هاني الاديمي السعودي. وكانت وصلت أمس الأول 4 مدرعات إلى موقع العروس في جبل صبر بعد يوم من وصول 8 مدرعات عبر محافظة لحج. اغتيال قاضٍ من جهة أخرى أقدم مسلحان يستقلون دراجة نارية على اغتيال القاضي محمد المداني البالغ من العمر 93 عاماً. وأفاد " اليمن اليوم" مصدر أمني إن المسلحين أطلقا النار على القاضي المداني في حي الجمهوري أمس الأول ما أدى إلى وفاته على الفور بجانب أحد أبنائه. ويقع حي الجمهوري تحت سيطرة مسلحي القاعدة والإصلاح، وسبق أن شهد الكثير من جرائم القتل والإعدام والاختطاف التي نفذتها عناصر القاعدة وأتباع حمود المخلافي.