تعرَّض الجيش اليمني لهجوم شرس ومنظَّم طوال حكم هادي، في العرضي، وفي السبعين، وفي كلية الشرطة، وفي المعسكرات والوحدات الأمنية والعسكرية، وفي كل محافظة ومديرية.. وسالت الكثير من الدماء التي لم تروِ عطش القتَلة للموت والدمار. كل تلك الدماء التي سُفكت على مرأى ومسمع من هادي كانت مقدمة لهيكلة الجيش.. وها هو الجيش يمشِّط أوكار الإرهاب ليؤكد للشعب أنه هو الحامي، وهو الناصر، وهو العين التي كنا نقرأ عن سهرها في كتب المناهج الإبتدائية. ها هو الجيش يثبت كلَّ حين أنه أهلٌ لخدمة هذا الوطن، بعد أن كاد المواطن يفقد في هذه البزَّة عنصر الأمان والاحتماء بها حين تنزل النوازل.. وقد تحمَّل الجيش والأمن نوازل كثيرة كانت تصبُّ كلَّ سياط حقدها على أفراده والمنتمين إليه. قتلت القاعدة الكثير من قادة وضباط وأفراد الجيش والأمن، فاصطبغت بدمائهم أرصفة الشوارع ونوافذ البيوت ومحاريب المساجد.. ورفعت أعلامها السوداء ونصبت نقاط التفتيش، وأرادت فرض وجودها الذي لا يختلف عن الموت في شيء.. وها هي تخسر جولاتها أمام الجيش واللجان الشعبية الذين سيستمرون في تطبيب جراح هذا الوطن وإزالة هذه النتوءات التي ستختفي على أيدي رجال الله.. وها هم في الحدود يلقنون آل سعود دروس الخزي والعار، ويكتبون أروع الملاحم، ويصنعون تاريخاً لآل سعود، بعد أن كان كل تاريخهم محصوراً في سروال المؤسس. قلوبنا معكم أيها الرجال، ومحبتنا ترافقكم أين ما كنتم، ونحن على ثقة أنكم ستعودون بنصر مؤزَّر من الله والشعب، لتستريحوا بعد كل هذا العناء ويستريح الوطن، وسننتظركم والورود في أيدينا.. حماكم الله وسدد خطاكم، وأدامكم ذخراً وذخيرة لهذا الوطن، تذودون عنه وتشدُّون ظهره وأزره، وتسندونه في كل شدة.