استكمل تنظيم داعش الإرهابي في محافظة أبين بقيادة جلال بلعيدي، سيطرته على مديرية جعار بعد 48 ساعة من استفراده بالسيطرة على مدينة زنجبار –عاصمة المحافظة- ومديرية لودر إثر اشتباكات وصفت ب(الهزلية) أفضت إلى انسحاب مسلحي بقية فصائل عملاء الاحتلال. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية ومحلية متطابقة إن المئات من مسلحي داعش بقيادة جلال بلعيدي على متن مدرعات حديثة وأطقم عسكرية تلقوها من تحالف العدوان السعودي أثناء مشاركتهم ضمن ما تسمى (المقاومة) ضد الجيش واللجان الشعبية، وصلوا صباح أمس من مدينة زنجبار الواقعة تحت سيطرتهم إلى مدينة جعار التي يتخذ منها عبداللطيف السيد –قائد أحد فصائل عملاء الاحتلال- مقراً له وخاضعة لسيطرته. وأوضحت المصادر أن اشتباكات لم تتجاوز 3 ساعات اندلعت بين الجانبين في أجزاء محددة من المدينة أسفرت عن تصفية القيادي البارز (علي السيد) و3 من مرافقيه، وانسحاب عبداللطيف السيد مع مسلحيه إلى منطقة باتيس دون اعتراض من داعش. وأضافت أن الاشتباكات اندلعت بالقرب من مستشفى الرازي وأسفرت عن مقتل 3 من أتباع عبداللطيف السيد وإصابة 4 آخرين مقابل 2 من مسلحي داعش، فيما توجهت مجموعة أخرى من داعش إلى مقر قيادة عبداللطيف السيد واندلعت اشتباكات سرعان ما توقفت بعد مقتل 4 من حراسة المبنى وإصابة آخرين واستسلام البقية وتسليم مخزن أسلحة تلقاها السيد من التحالف. وبالتزامن توجه أمير داعش (جلال بلعيدي) برفقته مسلحين وهاجموا منزل القيادي (علي السيد) بمنطقة المخزن في ذات المدينة (جعار) واندلعت اشتباكات استمرت دقائق وأسفرت عن تصفيته و3 من مرافقيه وإصابة آخرين، وعلى الفور تم السماح ل(عبداللطيف السيد) مع 150 من مسلحيه بمغادرة مدينة جعار إلى منطقة باتيس -منطقة نائية تابعة لجعار. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر مسؤول في محلي المحافظة إن اتفاقا جرى بين عبداللطيف السيد وجلال بلعيدي بعد ساعة من الاشتباكات قضى بوقف إطلاق النار وتسليم المدينة ومخازن السلاح و(علي السيد) لداعش مقابل السماح لعبداللطيف السيد ومسلحيه بالانسحاب إلى منطقة باتيس والتمركز فيها، وهو ما تم. الجدير ذكره أن عبداللطيف السيد كان من أبرز قيادات تنظيم القاعدة أثناء سيطرتهم على مدينة زنجبار ولودر عام 2011م قبل أن ينشق عنهم بداية 2012م، إلا أنه عاد ليتعامل معهم في مارس الماضي واتفق مع بلعيدي بتوجيهات سعودية لمحاربة الجيش واللجان الشعبية في عدنوأبين، فيما رفض علي السيد المشاركة مع داعش والقاعدة ضمن ما تسمى (المقاومة). وبحسب شهود عيان، فإن مسلحي داعش نقلوا جثة علي السيد على متن سيارة هايلوكس غمارتين واتجهوا بها إلى مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وتجولوا بالجثة في شوارع المدينة ما يقارب ساعة مرددين عبر مكبرات الصوت: (الله أكبر.. الله أكبر.. النصر للإسلام). من جهة أخرى نسف مسلحو داعش، مبنى مقر السيد في مدينة جعار بعد ساعات من انسحاب الأخير منه. وقال شهود عيان في المدينة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي داعش قاموا بوضع عبوات ناسفة بمحيط المبنى وتفجيره، بعد حشد عدد من المواطنين وإجبارهم على الحضور أثناء التفجير. وأضاف الشهود بأن بلعيدي تجول في شوارع المدينة التي تعتبر من أكثر المدن كثافة للسكان في أبين وطالبهم بفتح المحلات التجارية وتطبيق شريعة التنظيم بالمدينة.. مشيرين إلى أن بلعيدي يستعد لتشكيل مجلساً لإدارة شئون المدينة. وتابع الشهود: إن قيادات أجنبية (أفغان، وصوماليين، وسعوديين) كانوا برفقة بلعيدي، وكان تنظيم داعش الإرهابي بقيادة بلعيدي أصدر توجيهاً بمنع دخول عبداللطيف السيد، قائد أحد فصائل العدوان بالمحافظة، الاثنين الماضي، بعد ساعات من اندلاع اشتباكات بين عناصر من التنظيم ومرافقي السيد، والتي أسفرت عن إصابة 2 من مرافقي السيد واستيلاء داعش على سيارة نوع (فورد) ومصفحة. وحاولت وساطة بقيادة محافظ المحافظة (الخضر السعيدي) بتوجيهات من الفار هادي لاحتواء الموقف، إلا أنها فشلت. من جهتها قالت قناتا العربية والحدث التابعتان للنظام السعودي إن زنجبار ولودر وجعار سقطت بيد القاعدة، وإن ما أسمتها (اللجان) انسحبت من المدن الثلاث المشار إليها. يذكر أن داعش تسلم السلطة منفرداً في زنجبار ولودر في وقت سابق ضمن اتفاق مع حكومة الفار هادي كشفت عنه قناتا العربية والحدث عقب تنصل داعش من الوفاء بالتزاماته التي شملها الاتفاق: "الانسحاب من عدن والتموضع في أبين وشبوة".