حين لحق فرعون بموسى رأى معجزة الله، ورأى البحر ينفلق لموسى وأصحابه، لكنه أصرَّ أن يلحق به ليموت غرقاً.. فقد أتى أمر الله، لكن فرعون أبى واستكبر فكان من الهالكين. هكذا تفعل السعودية التي تصرُّ على مواصلة عدوانها على اليمن، رغم رؤيتها للانتصارات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في نجران وجيزان وعسير، لكنها لا تزال تكابر، ورغم رؤيتها لمستوى جيشها الهزيل الذي يفرُّ في كل مواجهة، مفضلاً الهروب على حماية بلده وحدود مملكته.. ورغم حاجتها وتسوُّلها للجنود والمرتزقة من كولومبيا وفرنسا وأستراليا وبريطانيا وأمريكا والسودان والمغرب ومصر والأردن، ومن دول كثيرة، لمساندتها في حرب ضد شعب أعزل دمروا كل معسكراته وأسلحته ومستشفياته وبناه التحتية، ومع ذلك لا زالوا يخافون هذا الشعب لأنه يمتلك جيشاً ولاؤه لله وللوطن، ويمتلك رجالاً مستعدين للدفاع عن وطنهم وخوض أعتى المعارك في سبيله. لو أن السعودية تمتلك جيشاً لما اضطرت إلى الاستنجاد بالمرتزقة، ولو أنها فتحت باب الجهاد أمام شعبها لما وجدت أحداً.. لكن ماذا لو أن اليمن أعلنت عن فتح باب الجهاد، بالتأكيد سيهب ثلاثة ملايين رجل في اليوم الأول فقط.. لأن المعركة مع السعودية معركة كرامة، ولا معنى لشيء غير هذا. حتى وإن تم وقف إطلاق النار، ووقف العدوان، وقامت السعودية بإصلاح كل ما دمرته، ودفعت التعويضات، هل ترانا سنقول لهم كثر الله خيركم، وننسى ما فعلوه؟ حين يدخل لص إلى منزلك وينهب محتوياته، ويتم إلقاء القبض على هذا اللص وقام بإعادة كل شيء، هل تسامحه، أم أنك لا بد أن تقوم بتأديبه لاقتحامه بيتك؟ هذا ما لا تعلمه السعودية، ولم تعمل حسابه، ولذلك أتى أمر الله بهلاكهم، ولكنهم لا يزالون في استكبارهم الذي لن يدوم طويلاً.