أمنت قوات الجيش واللجان الشعبية، أمس، عدداً من التباب والجبال الاستراتيجية جنوبتعز، فيما قصفت بصلية صواريخ (الكاتيوشا) وقذائف المدفعية معسكر لبوزة في العند بعد انسحاب مرتزقة العدوان ومسلحي القاعدة إليه من منطقة الجريبة في كرش. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في المحور الشرقي "كرش- الشريجة" مديرية القبيطة محافظة لحج إن قوات الجيش واللجان عززت أمس سيطرتها على المناطق المحاذية لمدينة "كرش" من جهة الشمال، وكسرت تعزيزات قادمة من عدن والعند. وأوضح المصدر أن تعزيزات كبيرة تشمل مرتزقة وآليات عسكرية وصلت في وقت متأخر من ليل أمس الأول من عدنولحج بقيادة محمد علي الحوشبي إلى كرش لتعزيز مواقع المرتزقة في المدينة والتباب الجبلية المطلة عليها من الجهة الشرقية. وطبقاً للمصدر فإن المعارك تواصلت فجر أمس بشكل عنيف بعد هدوء لسويعات قليلة، حيث حاول مرتزقة العدوان شن هجوم كبير -إثر وصول التعزيزات- على وحدات الجيش واللجان الشعبية التي باتت على مشارف مدينة "كرش" وتحديداً في منطقة "البركاني" الواقعة ما بين "الحويمي" ومدينة "كرش"، لافتاً إلى أن المعارك استمرت طوال ساعات النهار ولم يتمكن مرتزقة العدوان من استعادة أي موقع من تلك المواقع التي خسروها خلال معارك أمس الأول "الأحد" رغم كثافة الغطاء الجوي من قبل طيران تحالف العدوان السعودي. وقال المصدر: "إن الجيش واللجان الشعبية المتواجدين في منطقة "البركاني"، رغم أن أعدادهم قليلة ولا تتجاوز أسلحتهم الأطقم والرشاشات وقذائف ال"آ ربي جي" إلا أنهم تمكنوا من صد هجوم المرتزقة المعزز بالدبابات والطائرات الحربية، مشيراً إلى أن المعارك تجددت في ذات المنطقة مساء أمس وحتى كتابة الخبر التاسعة مساء. وأفاد بأن طيران العدوان السعودي استهدف أمس جسر الحديد، شمال كرش، ومناطق أخرى في الشريجة والحويمي. كما قصف طيران العدوان موقعاً بالقرب من "الحويمي" مستهدفاً دبابات ومدرعات حديثة تابعة ل(التحالف) كان المرتزقة قد خلفوها وراءهم خلال فرارهم أمس الأول. وفي سياق آخر، استهدفت قوة الإسناد المدفعية للجيش واللجان الشعبية أمس تجمعاً للمرتزقة وآلياتهم العسكرية في موقع "سخابره" بقرية "الجريبة" جنوب غرب كرش، وتم تدمير عدد من الدبابات والمدرعات التابعة للغزاة في ذات الموقع ومقتل وإصابة عدد كبير من المرتزقة. وكانت قوات الجيش واللجان تقدمت أمس الأول في المناطق والتباب الجبلية الواقعة ما بين الشريجة وكرش، وتمكنوا من السيطرة وإعادة تأمين قرى "الصريح، والحديد، والعلفقي، وطبين، والعلوب والسحي"، كما تمكنوا من السيطرة وتأمين السلسلة الجبلية المطلة على كرش وقرية الجريبة -معقل القاعدة في كرش- بشكل كامل، بالإضافة إلى دحر مرتزقة العدوان من التباب الجبلية بمنطقة "الدبي" وأسفل جبل النبي شعيب في الجهة الجنوبية الغربية للشريجة. وبحسب ذات المصدر، فإن مسلحي القاعدة الذين يتخذون من الجريبة معقلاً لهم، فروا مساء أمس الأول مع قائده المدعو (شكري) إلى معسكر لبوزة في المسيمير. وبسيطرة الجيش واللجان الشعبية على هذه المواقع الاستراتيجية والتقدم الكبير في مديرية القبيطة، تكون قاعدة العند الجوية ومعسكر لبوزة على بعد كيلومترات قليلة من أقدام الجيش واللجان، بالإضافة إلى فرض السيطرة النارية على مدينة كرش والمناطق المحيطة بها. واعترف عملاء ومرتزقة العدوان فيما يسمى ب"المقاومة بجبهة كرش" بالخسائر الفادحة التي تلقوها على أيدي بواسل الجيش واللجان الشعبية، مبررين ذلك بعملية انسحاب جماعي لمقاتلين في صفوف المرتزقة من تلك المواقع احتجاجاً على عدم صرف مرتباتهم المتأخرة لدى قيادة العدوان منذ أشهر، حد قولهم. وعلى مقربة من مديرية القبيطة في ذات المحافظة "لحج" تجددت أمس المواجهات في جبهة "طور الباحة- حيفان". وأوضح مصدر محلي أن تبادلاً للقصف بالمدفعية والدبابة شهدته أمس المناطق الواقعة ما بين "طور الباحة/لحج" و"حيفان /تعز"، مشيراً إلى أن الجيش واللجان المتمركزين في الأعبوس، حيفان، أمطروا مواقع المرتزقة في المفاليس وأطراف طور الباحة بالقذائف وشوهدت الأدخنة تتصاعد من مواقع المرتزقة. المحوران الجنوبي والغربي وبالتزامن مع الانتصارات الميدانية للجيش واللجان الشعبية في المحور الشرقي، كانت وحدات أخرى من الجيش واللجان تسطر أروع الانتصارات في المحور الجنوبي "مديرية الوازعية". وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن المعارك تجددت أمس في محيط مركز الوازعية من جهة محافظة لحج، حيث قصفت القوة الصاروخية للجيش واللجان مواقع تمركز مرتزقة وعملاء العدوان في منطقة "الشقيراء" مركز المديرية، وجبل "برح" المجاور لها، مشيراً إلى الجيش واللجان واصلوا تقدمهم صوب الشقيراء وأصبحوا على مسافة قريبة منها. كما تم يوم أمس تدمير مدرعة للغزاة بصاروخ موجه أطلقه الجيش واللجان على المدرعة في مفرق الأحيوق ما أدى إلى احتراقها مع طاقمها من المرتزقة. يأتي هذا بعد يوم من تكبد المرتزقة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، أمس الأول، جراء استهداف الجيش واللجان تجمعاتهم في مفرق الأحيوق ومناطق واقعة إلى الشمال من "المفرق" ولاذ من تبقى من المرتزقة بالفرار إلى التباب الجبلية المحاذية لمحافظة لحج. وساد الهدوء أمس المحور الغربي "الصبيحة – ذوباب- المخا" إثر يوم عاصف لم يخلُ من دماء وأشلاء مرتزقة العدوان بقصف الجيش واللجان تجمعاتهم بالقرب من مجمع ذوباب ومفرق العمري. ويستميت الغزاة ومرتزقتهم على مدى 51 يوماً في تحقيق أي تقدم يُذكر في المحاور الثلاث بمحافظتي تعزولحج، غير أن كل يوم يمر لا يحصدون فيه سوى المزيد من الفشل والانكسار. الجبهة الداخلية في غضون ذلك، واصلت وحدات الجيش واللجان الشعبية المسنودة برجال الجبهة الوطنية، أمس، تقدمها في جبهة "صبر الموادم". وقال ل"اليمن اليوم" مصدر محلي وآخر في اللجان الشعبية إن الجيش واللجان استكملوا أمس السيطرة على العديد من التباب الجبلية أعلى منطقة "الشقب" ومحيطها ومن أبرزها "أكمة الصالحين وتبة مصلى الشيخ هزاع وأمة المشهود"، وذلك إثر مواجهات عنيفة مع عملاء العدوان من حزب الإصلاح وتنظيم القاعدة. وفيما حاول طيران العدو السعودي إسناد عملائه في جبهة الشقب بسلسلة غارات جوية استهدفت مرافق تعليمية وخدمية، إلا أن صواريخه لم تتمكن من ردع بواسل الجيش واللجان ومنعهم من الفتك بالمرتزقة والتقدم صوب موقع "العروس" الاستراتيجي أعلى قمة في جبل صبر. وطبقاً للمصادر فقد استهدف طيران العدوان السعودي ب6 غارات قرى عزلة الحازة التابعة لمديرية صبر الموادم ما أدى إلى استشهاد وجرح مدنيين أسعفوا إلى مستشفيات المدينة، كما استهدفت مجمع محمد طه ناجي وهو مجمع تعليمي للمرحلتين الأساسية والثانوية ويعد من أكبر المدارس في مديرية صبر ما أدى إلى تدميره. وقال سكان محليون إن الغارات استهدفت مدرستين أخريين بالقرب من منطقة الشقب ما أدى إلى أضرار كبيرة في المدرستين. وفي مدينة تعز "عاصمة المحافظة" تعرضت الأحياء السكنية في محيط جامعة تعز بمنطقة حبيل سلمان لعمليات قصف عشوائي شنها مسلحو المرتزقة المتمترسون في تبة الأمن السياسي لم تسفر عن سقوط ضحايا، كما شهدت مناطق ثعبات وصالة والسوفتيل وكلابة عمليات قصف متبادل بين الجيش واللجان وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة.