نفذ مسلحون مجهولون في عدن، أمس، جريمتي اغتيال إحداها طالت ضابطا برتبة عقيد، بينما أعلنت قوات الحراك الجنوبي ضبط معمل متفجرات في التواهي. تأتي تلك التطورات مع عودة الاشتباكات إلى المعلا، تزامنا مع مواصلة الفار هادي الإشراف على مشاورات بين الحراك وداعش في كريتر. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين على متن دراجة نارية اعترضوا طريق سيارة العقيد مبارك الشرم، بينما كان يمر بالقرب من ملعب (22) مايو بمديرية الشيخ عثمان، مشيرة إلى إطلاق المسلحين للرصاص على العقيد الشرم وأردوه قتيلاً على الفور وإصابة آخر كان برفقته. وأفادت المصادر أيضا بقتل مسلحين اثنين آخرين يستقلان دراجة نارية قياديا ميدانيا لمليشيات الحراك يدعى، فائز الحميقاني، مشيرة إلى أن الحميقاني كان يتناول القات بالقرب من منزله عندما تعرض لإطلاق النار، بينما لاذ الجناة بالفرار. ويعد الحميقاني سابع قيادي ميداني للحراك، من الذين تم اغتيالهم في سياق صراع الغزاة منذ منتصف الأسبوع الفائت. من جانبه أعلن الحراك الجنوبي،أمس، ضبط قواته لمعمل متفجرات في مديرية التواهي، مشيرا في بيان له أن المعمل يحوي مواد كيماوية ومتفجرات "كافية لنسف حي سكني". وأشار البيان إلى "مداهمة قوات الأمن لمنزل في حي البنجسار" حيث عثر على المعمل وبراميل جاهزة للتفجير. وتنفذ قوات الأمن المشكلة من الحراك، منذ أيام حملة مداهمة وتفتيش لمنازل المواطنين في التواهي، حيث سبق لتنظيم القاعدة إعلان المديرية مركز ولاية التنظيم في عدن، وذلك في غضون مشاركة القاعدة قوات تحالف العدوان السعودي باحتلال المدينة قبل عدة أشهر. وكان تنظيم القاعدة بقيادة، أنيس العولي، سلم مركز شرطة التواهي قبل أيام لقوات الأمن الواقعة تحت سيطرة حراك الضالع حاليا، وذلك في إطار اتفاق أشرف عليه " الفار" عبدربه منصور هادي وتعهدات خطية بدمج عناصر التنظيم في أجهزة الأمن والجيش، وتوزيع رتب عسكرية رفيعة لقادته، غير أن قادة آخرين في التنظيم رفضوا تلك الاتفاقيات معتبرين "بأنها مخالفة لمبادئ التنظيم" وفقا لبيان وزعته تلك العناصر على الأهالي، الخميس. ويدعوا البيان إلى مقاتلة "الحراك الجنوبي باعتباره يدعوا إلى تمزيق الأمة". ولا يزال العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي ينتشرون في أحياء التواهي ومناطق جبلية قريبة منها، إذ أفادت قوات الحراك في وقت سابق اعتقالها عددا من قادة التنظيم أبرزهم، محمد اللحجي المتهم بالتخطيط لمحاولة اغتيال محافظي عدن العميد عيدروس الزبيدي ولحج الدكتور ناصر الخبجي، ومدير أمن عدن شلال شائع، الثلاثاء الماضي. وأفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" عن استمرار المناوشات وتبادل لإطلاق النار من أسلحة مختلفة بين الفينة والأخرى، مشيرة إلى أن عمليات تبادل لإطلاق النار تنشب مع محاولة قوات الحراك الانتشار في أحياء المديرية. وفي سياق متصل، تشهد كريتر منذ يومين مفاوضات سرية بين تنظيم "داعش" المنتشر في أجزاء واسعة من المديرية وقوات الحراك الجنوبي بإشراف الفار هادي. وقالت مصادر في الحراك إن عناصر التنظيم لا تزال ترفض سحب مسلحيها من المقرات الحكومية في كريتر إلى معسكر التنظيم في صلاح الدين. من جانبه توقع مدير عام مديرية كريتر، خالد سيدو، استلام مركز شرطة المديرية خلال الأيام المقبلة، مؤكدا وجود مشاورات مع الفصائل المسلحة التي سماها ب"المقاومة" في المديرية. ونقل موقع "عدن الغد" عن سيدو تأكيده على وجود توافق بين الأطراف "بما فيها المقاومة"، وأن التأخير بسبب إعداد "كشوفات أفراد المقاومة المدرجين في المؤسسات العسكرية والأمنية". وفي مديرية المعلا، أفادت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" باندلاع اشتباكات "خفيفة" بالقرب من ميناء المعلا بين "داعش" والحراك الجنوبي، بسبب خلاف على مبالغ مالية. وكان الميناء استأنف اليومين الماضيين نشاطه بعد اشتباكات، الأسبوع الماضي، والتي انتهت بإشراف الفار هادي على اتفاق قضى بتسليم البوابة الغربية لعناصر "داعش" والبوابة الشرقية لقوات الحراك، إضافة إلى دفع تعويضات لعناصر "داعش" وترقية عناصرها في الأجهزة الأمنية والعسكرية، إضافة إلى رفع قائد الفصيل المسلح في المديرية، غسان السعدي، من قائمة سوداء باسم "قادة داعش". وكان السعدي، أعلن في منشور على صفحته في الفيسبوك ،أمس، تسليم أسلحته الثقيلة لقوات الحراك الجنوبي. وقال: "مستعدون لتسليم أسلحتنا وهي سلاح 23 عادي، سلاح ديشكا، سلاح 14.5 ، بي عشرة"، ودعا السعدي بقية الفصائل إلى تسليم أسلحتها. مصادر في الحراك الجنوبي كشفت ل"اليمن اليوم" أن السعودية دفعت،أمس الأول، بالقيادي "أبو هارون السعدي" كبديل لغسان السعدي الذي أعلن "استسلامه". وأشارت المصادر إلى أن "أبو هارون" كان قد اعتكف في السعودية خلال الشهرين الماضيين غير أنه عاد والتقى بقادة الفصائل المسلحة في المعلا. وكانت طائرة أمريكية بدون طيار استهدفت أبو هارون في أغسطس الماضي أثناء تواجده في لحج دون أن تصيبه. وتوقعت المصادر نشوب جولة جديدة من المواجهات بين فصائل الاحتلال، داعش والقاعدة من جهة، والحراك والأمن بقيادة شائع من جهة، مشيرة إلى أن تلك الفصائل لا تزال منتشرة في أحياء المديرية. في غضون ذلك، اتهم الناطق الرسمي باسم محافظ عدن، نزار أنور أطرافاً "لم يسميها" بالسعي لتقويض التعاون بين "الأمن والمقاومة" والذي يسير في إطار "فرض الأمن والاستقرار وإعادة المنشآت الحيوية إلى نطاق سلطة الدولة". من جانبه، طالب أمين سر الحراك الجنوبي، فؤاد راشد، السعودية بتخصيص موازنة ل"السلطات في الجنوب". وقال راشد في تصريح صحفي إن "السلطات الجنوبية" لن تتمكن من تسيير أنشطتها أو الإنفاق على "المقاومة الجنوبية" التي انخرطت في أعمال الشرطة والجيش.