انتصارات كبيرة حققتها، أمس، قوات الجيش واللجان الشعبية في معظم جبهات القتال ضد الغزاة ومرتزقتهم بمحافظتي تعزولحج مع دخول محاولة احتلال تعز والشريط الساحلي الغربي شهرها الرابع، بينما نفذت الطائرات المعادية سلسلة غارات استهدفت مواقع متفرقة في المحافظتين. وقال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري في المحور الغربي "الصبيحة- ذوباب- المخا" إن الجيش واللجان نفذوا، أمس، عملية نوعية طهروا خلالها جبل الشبكة الاستراتيجي الواقع على مدخل مدينة ذوباب من جهة الطريق الساحلي "عدن-الحديدة" وإحكام الحصار على ما تبقى من مرتزقة العدوان خلف المجمع الحكومي بمدينة ذوباب. وأوضح المصدر أن وحدات من الجيش واللجان تقدمت فجر أمس من مفرق "العمري"، غرب مدينة ذوباب، باتجاه جبل الشبكة، ودارت معارك عنيفة تكبد خلالها المرتزقة القتلى والجرحى بالعشرات بينهم طاقم مدرعة حديثة احترقت جثثهم مع المدرعة فيما تم إعطاب آلية عسكرية أخرى ولاذ من تبقى من المرتزقة بالفرار. المصدر ذاته أكد أن معظم مناطق مديرية ذوباب تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية بعد عملية تأمين جبل الشبكة، وما سبقها الأسبوع الماضي من الانتشار في سلسلة جبال العُمري والتلال الشرقية المطلة على "باب المندب" وتأمين كامل ل"مثلث ذوباب" الواقع ما بين "باب المندب"، و"مدينة ذوباب" ودحر المرتزقة إلى منطقة الصبيحة بمحافظة لحج. وكان الإعلام الحربي وزع مشاهد لمدرعات وآليات عسكرية للغزاة في مثلث ذوباب، البعض من تلك المدرعات دُمرت بشكل كامل من قبل الجيش واللجان أثناء المعارك والبعض الآخر تم السيطرة عليها مع كميات من الأسلحة والذخيرة تركها المرتزقة خلفهم أثناء عملية الفرار التي لم تسعفهم حتى في انتشال جثث القتلى من رفاقهم المرتزقة وتركوها لتلتهمها الرمال اليمنية التي أدمنت دماء الغزاة منذ القدم. غارات عدوانية وطبقاً لمصادر محلية في ذوباب والمخا، فإن طيران تحالف العدوان السعودي نفذ، أمس، سلسلة غارات على مواقع متفرقة في المديريتين بينها 3 غارات على جبل الشبكة بعد دحر مرتزقتهم بالإضافة إلى غارتين على مدينة ذوباب، كما استهدف ب9 غارات ميناء المخا، ومنطقة يختل الواقعة شمال مدينة المخا، حيث استهدفت في إحداها مخبزاً بجانب السوق العام ونتج عن ذلك استشهاد مواطنين اثنين أحدهما بائع قات بجوار المخبز يدعى "سعيد محمد مهيوب الصبري" ومواطن يدعى "سامي حسن" استشهد متأثراً بجراحة بعد سويعات قليلة من القصف. وعصر أمس قصفت الطائرات المعادية سيارتين في المنطقة الواقعة ما بين "الدفاع الجوي" و"مزارع سويدان" ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى لم يتم التعرف على عددهم أو أسمائهم، وسط تحليق مكثف وعلى علو منخفض في سماء مدينة المخا والشريط الساحلي ومنطقتي الزهاري ويختل استمر طوال اليوم. المحور الشرقي وشهد، أمس، المحور الشرقي "كرش-الشريجة" بمديرية القبيطة محافظة لحج، معارك عنيفة، تكبد خلالها المرتزقة عددا كبيرا من القتلى والجرحى فيما استشهد 4 من الجيش واللجان الشعبية وأصيب 9 آخرون. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري أن مرتزقة العدوان حاولوا فجر أمس الزحف بمجاميع كبيرة من المسلحين مسنودين بعربات ومدرعات عسكرية، صوب مواقع عدة للجيش واللجان في الشمال الشرقي وجنوب غرب كرش، يساندهم في ذلك الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة المتمركزة في الجبال الشرقية لمدينة كرش. وأوضح المصدر أن معارك عنيفة دارت باتجاه جبل "السواد" وشرق منطقة "الحويمي" وجبل "الكسارة" وجميعها مناطق يسيطر عليها الجيش واللجان، بالإضافة إلى محاولة تقدم للمرتزقة في وادي حدابة، جنوب غرب كرش، غير أن الجيش واللجان كانوا لهم بالمرصاد وأفشلوا جميع زحوفاتهم وأجبروهم على التراجع بعد أن خسروا قتلى وجرحى. وشن الطيران المعادي عدة غارات على مواقع متفرقة في الشريجة والقبيطة والحويمي بلحج. جبهة "طور الباحة- حيفان" في ذات المحور "الشرقي" هي الأخرى شهدت مواجهات عنيفة. سكان محليون وشهود عيان أفادوا "اليمن اليوم" بأن مواجهات بالمدافع الثقيلة ومضادات الطيران اندلعت في وقت متأخر من مساء أمس الأول في منطقة الأعبوس الواقعة على أطراف مديرية حيفان من جهة القبيطة وطور الباحة التابعتين لمحافظة لحج، مشيرين إلى أن المرتزقة حاولوا التقدم من منطقة "ظبي أعبوس" إلى منطقة "تغرب" المؤدية إلى مركز مديرية "حيفان" بغرض قطع إمدادات الجيش واللجان للجبهتين "بني علي –كلبين" و"الريامي-معشر"، غير أن أبطال الجيش واللجان أمطروهم بقذائف المدفعية وكبدوهم المزيد من القتلى والجرحى وإفشال مخطط قطع خط الإمداد. وأوضح السكان أن قوات تابعة للمرتزقة تراجعت، أمس، من منطقة "قبة السقيل" في الأعبوس إلى مواقعهم الرئيسية في "ظبي أعبوس". المحور الجنوبي وفي المحور الجنوبي "مديرية الوازعية" تجددت، أمس، عملية القصف المدفعي المتبادل في منطقة "حنة" و"الشقيراء" التابعتين لعزلة المشاولة، بالتزامن مع قصف مشابه في منطقة "الأحيوق" الواقعة جنوب غرب الوازعية، دون تحقيق أي طرف تقدماً في أي من موقع الطرف الآخر. الجبهة الداخلية أفاد "اليمن اليوم" مصدر محلي مسؤول في جبهة المسراخ بأن الجيش واللجان تمكنوا أمس من استعادة "حصن المخعف" ومدرسة "طارق بن زياد" في الأقروض بعد سقوطها بيد مرتزقة وعملاء العدوان، خلال معارك أمس الأول "الجمعة"، مشيراً إلى تكبيد المرتزقة خسائر كبيرة في عملية استعادة الموقعين الهامين، بالتزامن مع عمليات حصاد مستمرة لرؤوس عملاء العدوان في المعارك الدائرة بمحيط جبل "ورقة" وحول مركز المديرية. وأكد المصدر وصول تعزيزات لعملاء ومرتزقة العدوان، فجر أمس، عبارة عن أطقم عسكرية ومدرعات نوع "الحميضة" ومسلحين إلى مدرسة "عمار بن ياسر" في منطقة الصافح بالقرب من قرية القدسي، بالتزامن مع نقل العربات والأطقم العسكرية السابقة من مدرسة "13 يونيو" بحيد النشمة" إلى مدرسة "الصنة" في عزلة "الصنة" التابعة لمديرية المعافر. كما دارت أمس مواجهات عنيفة في عزلة بلاد الوافي بمنطقة جبل حبشي، معقل القائد العسكري الموالي للعدوان يوسف الشراجي. وفي الجبهة الغربية لمدينة تعز، قال ل"اليمن اليوم" مصدر عسكري إن وحدات الجيش واللجان تمكنت أمس من دحر المرتزقة من بعض البنايات التي كانوا قد تسللوا إليها وتمركزوا فيها أمس الأول بمنطقة الحصب وبالقرب من جولة المرور، بالإضافة إلى مواجهات أخرى اندلعت طوال ليل أمس الأول وحتى ساعات الصباح الأولى في ثعبات والمجلية وشارع الأربعين وكلابة. وكان مرتزقة وعملاء العدوان قد تكبدوا خلال مواجهات أمس الأول في منطقة الحصب "خسائر كبيرة في الأرواح، حيث قُتل منهم 9 وأصيب 15 آخرون، من بين القتلى القائد الميداني لجبهة الحصب "توفيق دبوان"، ومرافقيه "فواز محمد مثنى، وزكريا عبدالله محمد سعد، ومروان سيف الشرعبي"، ومن بين الجرحى من قيادات المرتزقة "سعيد المخلافي" شقيق القيادي الإخواني حمود المخلافي والناطق الإعلامي باسم كتائب أبو العباس أو ما يُسمى ب"حماة العقيدة" ذات التوجه السلفي ويدعى "عبدالرحمن". معونات إغاثية من جهة أخرى وصلت أمس إلى مدينة تعز 31 ناقلة محملة بمواد الإغاثة الغذائية والطبية. وذكر مصدر محلي أن الناقلات تحوي 3 آلاف سلة غذائية وقد تمكنت أمس من الدخول إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان وسط مدينة تعز، لافتاً إلى أن هذه المعونات مقدمة من برنامج الغذاء العالمي، بإشراف السُّلطة المحلية والوحدة التنفيذية بالمحافظة. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أمس، عن تمكن إحدى فرقها من دخول مدينة تعز وتسليم مستلزمات طبية منقذة للحياة. وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن أنطوان غراند في تصريح نقله موقع اللجنة على شبكة الإنترنت "يعد ما تم اليوم تقدماً كبيراً ونأمل أن يتبع هذه العملية المزيد والمزيد من العمليات". وأضاف: "لقد قدمنا ثلاثة أطنان من المستلزمات الطبية بما في ذلك مواد جراحية وسوائل وريدية ومواد التخدير التي ستساعد في علاج المئات من الجرحى". وأوضح غراند: "كما تم أيضاً تقديم الأدوية والمستلزمات الأساسية الخاصة بالحوامل"، مشيراً إلى أن جميع هذه المواد مطلوبة للغاية في مستشفيات تعز التي لا تزال تستقبل أعداداً كبيرة من الجرحى يومياً. وأشارت اللجنة إلى أن المستلزمات الطبية وزعت من قبل فرق اللجنة الدولية على أربعة مستشفيات في تعز.