وصل أمس إلى العاصمة صنعاء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في إطار الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات، فيما كشفت مصادر إعلامية عن جهود وساطة ألمانية. ووصف ولد الشيخ لقاءاته أمس في صنعاء ب"الهامة" تحضيراً للدورة القادمة من محادثات السلام لليمن، وفق ما أوضحه في منشور مقتضب على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي. زيارة ولد الشيخ تأتي بعد أيام من الكشف عن مفاوضات مباشرة بين السعودية وأنصار الله تكللت بالتهدئة في جبهات ما وراء الحدود (جيزان ونجران وعسير) وتقليص غارات العدوان. رحلة المفاوضات محادثات السلام بدأت في 16 يونيو 2015م وأطلق عليها (جنيف1) واستمرت 4 أيام دون التوصل إلى أي شيء، وكان مقررا إجراء الجولة الثانية في 26 مايو ولكن لمماطلة حكومة الفار هادي تم تأجيلها قبل أن تنطلق يوم 15 ديسمبر (جنيف2) قرب مدينة بييل السويسرية، واستمرت 5 أيام تم الاتفاق خلالها على إنشاء لجنة الاتصال والهدنة تتألف من مستشارين عسكريين من كلا الجانبين وبإشراف الأممالمتحدة، إضافة إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات في الرابع عشر من يناير 2016 في أثيوبيا، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث. وكان ولد الشيخ قد وصل صنعاء يوم 10 يناير لإقناع وفد القوى الوطنية (المؤتمر وأنصار الله) بالعودة إلى المفاوضات بعد أن أعلن الزعيم علي عبدالله صالح عدم الدخول في مفاوضات جديدة مع المرتزقة، مشترطاً حوارا مباشرا بين اليمن والسعودية. وساطة ألمانية إلى ذلك، كشف تقرير لأسبوعية دير شبيغل الألمانية أن حكومة المستشارة أنغيلا ميركل بدأت جهود وساطة بين السعودية وأنصار الله، بهدف الوصول إلى حل للأزمة اليمنية. وقالت المجلة في عددها الأسبوعي الصادر أمس السبت إن "مفوض الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الألمانية ميغيل بيرغر توجه قبل أيام إلى الرياض، بتكليف من رئيس الدبلوماسية الألمانية وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير، لإجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين حول النزاع باليمن". ونقلت المجلة عن مصادر لم تسمها بالخارجية الألمانية أن "جهود الوساطة الألمانية الحالية تسعى لاستكشاف فرص إنهاء النزاع في اليمن، بهدف إعادة مواصلة المفاوضات بين أطراف الأزمة اليمنية برعاية مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد". ولفتت إلى زيارة شتاينماير للرياض في فبراير/شباط الماضي ولقائه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث بحثا مسألة الوساطة الألمانية في هذا الشأن.