لم تكن قد مضت 24 ساعة على المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بحق عمال بناء في منطقة العقيبة بمديرية القبيطة محافظة لحج، حتى أقدم ذات الطيران على جريمة أخرى باستهدافه تجمعاً لمواطنين في قرية المواهبة بذات المديرية متسبباً بسقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين، فيما ساد المنطقة هدوء نسبي نهار أمس، بعد يوم عاصف تكبد فيه العدو ومرتزقته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد والمواقع الاستراتيجية، بهجمات مضادة. وأفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية بمديرية القبيطة الواقعة في النطاق الجغرافي لمحافظة لحج، أن طيران العدوان السعودي نفذ أمس 5 غارات استهدف بثلاث منها جبل جالس الاستراتيجي الذي تمكن الجيش واللجان الشعبية، أمس الأول، من تأمينه إثر هجوم مضاد. وأشارت المصادر إلى أن القصف الجوي على جبل جالس تسبب بتدمير سنترال الاتصالات في قمة الجبل، فيما استهدف ذات الطيران بغارة أخرى الخط الرئيسي بالقرب من مدرسة النصر القريبة من "الكعبين" واستهدف بغارة مماثلة تجمعاً لعدد من شباب مدنيين قرية المواهبة بالقرب من مدرسة الخضر، شرق جبل جالس، ما أدى إلى استشهاد 4 شباب هم (نجيب أحمد الرزعي، وسام القرعاب، حمدي بكيل العمار، أحمد علي أحمد طه). وفيما استنكر ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" من أبناء "المواهبة" والقبيطة بشكل عام، قصف طيران العدوان جوار مدرسة الخضر الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان وفي قرية لا يزال المرتزقة يتمركزون فيها، إلا أن ناشطين آخرين من ذات الفصائل الموالية للعدوان لجأوا إلى تبرير الجريمة باعتبار الغارة " خاطئة" مطالبين الناس بعدم التجمع ليلاً في أي من مناطق القبيطة حتى لا يستهدفهم الطيران. وجرت العادة في مديرية القبيطة، طبقاً لسكان محليين، أن يقوم الشباب بالتجمع والسمر خلال ليالي رمضان في الهواء الطلق خارج المنازل. وتأتي هذه جريمة الاستهداف الجوي لعدد من شباب قرية المواهبة بعد أقل من 24 ساعة على ارتكاب طيران العدوان جريمة أخرى، حيث استهدف بصواريخه عمال بناء أثناء عملهم في منزل قيد الإنشاء بمنطقة العقيبة القريبة من "الكعبين" متسبباً بسقوط 11 شهيداً و6 جرحى من العمال. وخلت المنطقة نهار أمس، من أي معارك مباشرة بين الجيش واللجان وبين المرتزقة الموالين للعدوان السعودي، عدا تكثيف المرتزقة القصف المدفعي وبقذائف الهاون وبشكل عشوائي على أحياء متفرقة من عزلة اليوسفيين ومناطق أخرى في جبهة "كرش-الشريجة" بذات المديرية. معارك عنيفة غرب تعز وشهدت الجبهة الغربية لمدينة تعز وتحديداً جبهة "الضباب" فجر، أمس، معارك عنيفة بين الجيش واللجان الشعبية وبين مسلحي الإصلاح والقاعدة والسلفيين الموالين للعدوان السعودي، إثر محاولة المرتزقة التقدم باتجاه حدائق الصالح من موقعهم في تبة حبش. وذكرت مصادر عسكرية ومحلية متطابقة ل"اليمن اليوم" أن المرتزقة نفذوا هجوماً كبيراً بقيادة شخص يدعى "عادل الشعبي" وحاولوا التقدم خلال الساعات الأولى من يوم أمس، في محيط "تبة حبش"، مشيرة إلى أن الجيش واللجان تصدوا لهم بقوة واندلعت معارك عنيفة تكللت بدحر المرتزقة. وطبقاً لذات المصادر فقد قُتل من جانب المرتزقة 7 مسلحين بينهم قائد الهجوم "عادل الشعبي" وأصيب 8 آخرون، مقابل 3 شهداء من الجيش واللجان. وبالتزامن مع ذلك حاول عناصر من العملاء التسلل إلى مواقع الجيش واللجان في الزنوج، شمال مدينة تعز، وثعبات والجحملية والصفاء، شرق المدينة، وتبة الدفاع الجوي ومحيط المطار القديم، غرب المدينة، تحت غطاء ناري مكثف، ولكن محاولاتهم تلك باءت بالفشل وفقاً للمصدر العسكري. واستشهد أحد أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى العسكري برصاص قناصة مرتزقة العدوان في حي الجحملية، بينما استشهد 4 مواطنين بقذائف عشوائية سقطت على حي وادي المدام وسط مدينة تعز. وفي مديرية مقبنة اندلعت اشتباكات متقطعة مع مرتزقة العدوان جراء محاولاتهم التقدم باتجاه مواقع الجيش واللجان في منطقة حمير، كما كثف المرتزقة القصف على مناطق الغاوي والقشوبة والصيبارة والشقيراء في مديرية الوازعية بقذائف المدفعية والرشاشات عيار 23 بالتزامن مع قصف مدفعي وبالدبابات الثقيلة على مدينة ذوباب وقرية الحريقية الواقعة على الشريط الساحلي الغربي للمحافظة. جديد صراع العملاء وفي جديد صراع عملاء العدوان والتصفيات الحاصلة بين فصائلهم وخصوصاً بين السلفيين والإصلاحيين بمدينة تعز، أقدم مسلحون مجهولون، أمس، على اغتيال أحد القادة الميدانيين فيما تسمى "كتائب أبو العباس" السلفية. وذكرت مصادر محلية أن القيادي محمد عبدالله الذيفاني، اغتيل برصاص مسلحين في شارع العواضي بمدينة تعز، مشيرة إلى أن المسلحين أطلقوا عليه النار أثناء تواجده مع طفلته في الشارع العام وأردوه قتيلاً. والقتيل محمد عبدالله الذيفاني هو أحد الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في صفقة بين الجيش واللجان الشعبية وبين كتائب أبو العباس مطلع يونيو الجاري، كما أنه نجل الدكتور الأكاديمي عبدالله الذيفاني وشقيق أحد المقربين من أبو العباس وهب الذيفاني المكنى "أبو عبدالله". ويعتبر الذيفاني ثالث قيادي ميداني من الجماعة السلفية الذين يتم اغتيالهم بمدينة تعز في غضون أسبوعين. وزادت في الآونة الأخيرة الصراعات والتناحرات بين السلفيين والفصائل التابعة لحزب الإصلاح في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز.