دارت مواجهات عنيفة، أمس، بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة وعملاء العدوان السعودي في معظم الجبهات بمحافظة تعز، وكانت أكثرها اشتعالاً في المناطق الفاصلة بين محافظتي تعزولحج. وأفاد "اليمن اليوم" مصدر عسكري ميداني في جبهتي "كهبوب" و "باب المندب" على الشريط الساحلي الغربي لتعز، بأن مرتزقة العدوان نفذوا في وقت متأخر من مساء، أمس الأول، زحفين كبيرين صوب جبال كهبوب الاستراتيجية، شمال باب المندب، ومنطقة الحريقية ومدينة ذوباب، شمال غرب المندب، وذلك إثر وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى معسكر المرتزقة في منطقة السقيا بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج، توجهت بعد ذلك إلى جبهة كهبوب بقيادة ناشر الكعلولي. وأوضحت المصادر أن معارك عنيفة دارت في محيط جبال كهبوب الاستراتيجية من جهتي الشرق والجنوب، واستمرت لأكثر من 7 ساعات متواصلة، تمكن الجيش واللجان من صد الزحف ومصرع نحو 12 مرتزقاً وإصابة 18 آخرين رغم الإسناد الجوي من قبل طيران العدوان بثلاث غارات استهدفت مواقع متفرقة للجيش واللجان في كهبوب، وأسفرت عن سقوط 3 شهداء و7 جرحى. وبحسب المصدر العسكري فإن من بين قتلى المرتزقة قائد ميداني لإحدى سراياهم ويدعى محمد أحمد علي الحيراني، وهو نجل القيادي في الحراك الجنوبي بمضاربة لحج أحمد علي الحيراني. وتفصل جبال كهبوب بين مديريتي ذوباب بتعز والمضاربة بلحج، وتتبع إدارياً عزلة رأس العارة بمضاربة لحج، وتبعد عن باب المندب الذي يقع جنوبها بنحو 30 كم، فيما تفصلها عن منطقة السقيا، شرق كهبوب، نحو 24كم. وفي جبهة المندب-ذوباب، أكد المصدر العسكري اندلاع معارك عنيفة جراء محاولة المرتزقة الزحف نحو الحريقية التي تبعد عن باب المندب بمسافة 28كم وعن مدينة ذوباب ب5كم. وأكد ذات المصدر العسكري تمكن الجيش واللجان من التصدي ببسالة لهجوم المرتزقة وإجبارهم على التراجع موقعين فيهم قتلى وجرحى. وشوهدت سيارات الإسعاف وهي تنتقل من باب المندب محملة بجثث وأجساد القتلى والجرحى من المرتزقة، وأكد مصدر طبي في مستشفى أطباء بلا حدود بمدينة عدن وصول 9 جرحى من المرتزقة إلى المستشفى فجر أمس الأربعاء. ونفذ طيران العدوان السعودي غارتين على مدينة ذوباب ومعسكر العمري إسناداً للمرتزقة، ولكن دون جدوى. وفي جبهة الوازعية،كثف مرتزقة العدوان القصف المدفعي وبالرشاشات على مناطق الشبكة والحمراء والمدرب وغراب والغاوي من مواقع المرتزقة في الشريط الحدودي مع مضاربة لحج. جبهتا كرش وحيفان وشهدت جبهة " كرش-الشريجة"، شرق تعز، والواقعة في النطاق الجغرافي والإداري لمحافظة لحج، معارك إثر محاولة المرتزقة التقدم في محيط مدينة كرش بالتزامن مع تبادل قصف مدفعي عنيف في مناطق شيفان والضاحي شمال كرش. مصدر عسكري ميداني، أبلغ "اليمن اليوم" بأن الجيش واللجان استهدفوا تجمع لآليات ومرتزقة العدوان بالقرب من مدينة كرش وأوقعوا فيهم قتلى وجرحى، وشوهدت الأدخنة تتصاعد من مكان القصف بصواريخ الكاتيوشا، ويعتبر هذا الاستهداف هو الثاني في أقل من 24 ساعة بذات الجبهة. من جهتها ذكرت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة أنصار الله "الحوثيين" مصرع ضابط سوداني برتبة مقدم و16 من مرتزقة العدوان، أمس الأول "الثلاثاء" في استهداف تجمعاتهم بمنطقة كرش، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر من المرتزقة وتكبيدهم خسائر جسيمة في العتاد. وفي مديرية حيفان المحاذية لمديريتي القبيطة وطور الباحة التابعتين لمحافظة لحج، أبلغ "اليمن اليوم" سكان محليون، باندلاع مواجهات ليلية بين الجيش واللجان وبين المرتزقة في الرام وجنوب منطقة ظبي أعبوس، فيما أكد مصدر عسكري تدمير مدرعة للمرتزقة بصاروخ موجه في وادي الرام. جبهات مدينة تعز إلى ذلك تواصلت، أمس، المواجهات على أشدها في مدينة تعز، وخاصة في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة، وسط استمرار القصف المدفعي وبالرشاشات على الأحياء السكنية من قبل المرتزقة. وفي جبهات مدينة تعز –مركز المحافظة أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية وعسكرية متطابقة بأن المرتزقة جددوا محاولاتهم للتقدم في ثعبات والجحملية والكمب وكلابة، شرق المدينة، بالتزامن مع معارك عنيفة في محيط اللواء 35 مدرع والمطار القديم، غرب المدينة. وأوضحت المصادر أن مرتزقة العدوان استهدفوا بالمدفعية وقذائف الهاون والرشاشات عيار 23 أحياء حسنات والجملية وسوفتيل والزهراء وبازرعة والسلال ومعسكر التشريفات والمناطق الواقعة جوار مستشفى الحمد، شرق المدينة. ونشرت ما تسمى ب "كتائب أبو العباس" السلفية الموالية للعدوان صوراً لقصفهم عددا من تلك الأحياء. كما شهدت جبهتا الشقب، شرق جبل صبر، والأقروض بمديرية المسراخ، اشتباكات متقطعة وتبادل للقصف بالرشاشات بين الجيش واللجان وبين العملاء. وحلق طيران العدوان السعودي في سماء مدينة تعز ومعظم مديريات المحافظة خلال أوقات متفرقة من يوم أمس.
