أهدر الوزير السلفي في حكومة الفار، هاني بن بريك،أمس، دم من ينتقد مليشياته المعروفة ب "الحزم الأمني" والمحسوبة على الإمارات. وقال بن بريك في سلسلة تغريدات على تويتر بأن "من يتطاول على الحزم الأمني لا كرامة له". ووصف بن بريك قائد فصيل في البساتين يدعى، أبو مشعل الكازمي ب "أبو جلمبو الساعي لإفشال مهام الحزم"، حد قوله. وكان الكازمي شن، أمس الأول، انتقادات حادة على بن بريك ومحافظ عدن، متهما إياهما بالتسابق على التجنيد المناطقي بين "يافع" والضالع وإهمال "المقاومة". وهاجم قائد الفصيل المسلح في منطقة البساتين بدار سعد، أبو مشعل الكازمي ما أسماها (قوات التحالف)، مشيرا في سياق حديثه خلال فعالية بعدن إلى أن "محاربة الإرهاب في عدن كذبة". ولفت الكازمي المعين مديراً لمركز شركة البساتين، إلى أن قوات (التحالف والشرعية) -حسب توصيفه- والشرعية أهدت الجماعات المتطرفة في المدينة العشرات من "مقاتلي المقاومة" من خلال تنصيب "قيادات لا علاقة لها بالمقاومة وإهمال المقاومة الحقيقية"، مشيرا إلى أن "تشكيلة مقاتلي الحزم الأمني تضم 85% من خارج عدن".. داعياً إلى ثورة أخلاقية في عدن. التراشق الإعلامي بين الكازمي وبن بريك يعكس حالة احتقان تعيشها الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال في عدن سواء تلك المحسوبة على الإمارات أو المدعومة سعوديا. فعلى الصعيد العسكري،كشفت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" أن وزير داخلية الفار هادي، حسين عرب، العائد لتوه من الرياض يعد حاليا حملة عسكرية مدعومة سعوديا لاقتحام مديرية الحد يافع - معقل مليشيات الحزم الأمني- بعد اعتقال تلك المليشيات المدعومة إماراتياً- عددا من قادة الفصائل السلفية الموالية للرياض، وسط تصاعد الانتقادات الرسمية لأدائها في عدن. وأشارت المصادر إلى أن الحملة تحمل شعار مطاردة عناصر "داعش" وإغلاق معسكراتها في مديرية الحد تحديداً ومديريات يافع الأخرى الممتدة بين محافظتي لحجوأبين. وكان من المتوقع أن ترسل الحملة بدعم إماراتي إلى محافظة أبين خصوصا مدينتي زنجبار وجعار، لطرد مسلحي القاعدة وداعش المسيطرين على كامل المحافظة رسمياً، والمسنودين سعودياً، لكن إصرار عرب على إسناد الحملة لقائد لجان الفار هادي "سابقاً" في أبين، عبداللطيف السيد، وإصرار الإمارات على تسليم الحملة للحزم الأمني عرقل العملية ودفع بعناصر "داعش" إلى محاصرة عدن خلال اليومين الماضيين، من جهة أبينولحج. وتأتي الحملة مع بروز أصوات تنتقد أداء (الحزم الأمني) وهي مليشيات سلفية مسنودة إماراتياً. وتعالت تلك الأصوات حتى على مستوى سلطات المحافظة التابعة للحراك الجنوبي، إذ أصدر الناطق الرسمي لسلطة المحافظة، نزار أنور، بيانا الخميس، قال فيه إن سلطات المحافظة غير راضية عن أداء الحزم. وأشار أنور إلى أن أغلب من اعتقلتهم "الحزم الأمني" شباب ليس لهم صلة بالجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن الحملات الأخيرة طالت شبابا "وقفوا ضد الفكر التكفيري، وساهموا مع الأجهزة الأمنية بمحاربة الإرهاب". كما دعا إلى وقف الحملة والتي كان آخرها، أمس، حيث داهمت مليشيات الحزم فللا ومنازل في شارع الكثيري، إضافة إلى أخرى بحي الخساف بكريتر، وقال نزار أنور إن "الحزم تستغل الحملات استغلالا سيئا لتحقيق مكاسب خاصة وأمجادا شخصية على حساب أبناء المحافظة" حد قوله. وتأتي تصريحان أنور بعد يوم على إعلان مدير أمن عدن، شلال شائع، -المسنود إماراتياً- عن اكتشافهم خلايا إرهابية وأخرى متخصصة في الاغتيالات، وذلك في أعقاب تصاعد العمليات الإرهابية في المدينة. وأمس الأول فجر مجهولون عبوة ناسفة في حي ريمي أو ما يعرف ب "الحي السياسي" بمديرية المنصورة. وكان مجهولون استهدفوا الخميس، طقما عسكريا في التواهي بعبوة ناسفة، خلفت 3 مصابين. المناطقية والفساد تحاصران سلطة الحراك وشن ناشطون في الحراك الجنوبي محسوبون على الرئيس الفار وآخرين على "الإخوان" خلال اليومين هجوما على محافظ عدن باتهامات حاول الأخير إنكارها أو إلصاقها بمحافظين سابقين. وقالت عفراء حريري في منشور على صفحتها بالفيسبوك بأن المحافظ، عيدروس الزبيدي أصدر على مدى (7) أشهر من استلامه سلطة المحافظة أكثر من (240) قرار تعيين لقيادات بدوافع "مناطقية". واتهم الناشطون المحافظ بالفساد، إذ قال أبو مشعل الكازمي، خلال حلقة نقاش، إن الفساد في سلطات عدن ب "المليارات" بينما نشر مركز حقوقي آخر أن مكتب المحافظ أنفق خلال يناير إلى يوليو الماضي أكثر من مليار و18 مليون ريال. كما يواجه المحافظ اتهامات بالوقوف وراء صفقة شراء مولدات كهرباء تالفة للمدينة لم تتجاوز طاقتها ال40 ميجاوات. وكان مكتب المحافظ أصدر،أمس الأول، بيانا ينفي فيه أن تكون قرارات التعيين الصادرة عنه لدوافع مناطقية. تضرر منزلين جراء غارات للاحتلال وتأكيداً لما نشرته "اليمن اليوم" في عددها الصادر الخميس، تناقل ناشطون في عدن، الجمعة، صورا لمنازل مواطنين تضررت جراء قصف جوي ومدفعي الأربعاء على أطراف عدن الشرقية والشمالية. وتظهر الصور مبنى سكنيا لتاجر يدعى، عمار البيضاني، في دار سعد، وقد التهمت النيران عدة طوابق منه، إضافة إلى آخر في منطقة العلم. وكانت المنطقتان تعرضتا مساء الأربعاء لغارتين وقصف مدفعي من قبل قوات إماراتية، في إطار صراعها المحتدم مع السعودية. من جانبه، واصل رئيس الحركة الطلابية والشبابية بالحراك الجنوبي، فادي باعوم هجومه على ما أسماها (قوات التحالف) في عدن، مشيرا في منشور جديد على صفحته بالفيسبوك إلى أن السعودية والإمارات تسعى كلٌّ منهما لإيجاد "جنوب خاص بها، يقبع تحت وصايتها ويتحكم فيه كمندوب سامٍ".
