تواصلت الاشتباكات أمس بين عملاء مرتزقة العدوان السعودي في تعز لليوم الثاني على التوالي رغم محاولات نائب الفار هادي (علي محسن الأحمر) التهدئة. وقالت مصادر محلية في مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين ل"اليمن اليوم" إن إطلاق النار بين فصائل المرتزقة تجدد فجر أمس، إثر محاولة عناصر من اللواء 35 مدرع الذي يقوده العميد عدنان الحمادي الموالي للعدوان السعودي، تهريب المتهم بقتل أحد المرتزقة من أبناء الصبيحة محافظة لحج وإصابة آخر. وأوضحت المصادر أن وساطة محلية قادها، عدنا رزيق، قائد ما تسمى كتائب حسم، السلفية، توصلت، إلى تسليم شفيع الصبري ومرافقيه الذين قاموا، أمس الأول، بقتل "رأفت محمد زنيط الصبيحي وإصابة ابن عمه "تامر زنيط" أثناء بيعهما القات في محل تابع لهما بسوق مدينة التربة، بالإضافة إلى سحب جثث القتلى في المجمع الحكومي ونقل الجرحى إلى مستشفى خليفة في المدينة، ورفع الحصار عن المجمع الحكومي، مشيرة إلى أن الاتفاق قضى بتسليم قتلة أبناء الصبيحة إلى عدنان رزيق الذي بدوره سيقوم بتسليمهم لأجهزة الأمن. وطبقاً للمصادر فإنه وبعد أن وافقت قبائل الصبيحة على هذا الحل، حاول شفيع الصبري الفرار مع حارسه الشخصي فجر أمس من المجمع الحكومي على متن مدرعة تابعة للواء 35 مدرع، الأمر الذي دفع أبناء الصبيحة إلى إطلاق النار عليها ومطاردتها في الشارع العام، وأثناء فرار المدرعة تعرضت لحادث انقلاب لم يسفر عنه أي إصابات وخرج شفيع الصبري وسائقة من المدرعة واحتميا في منزل أحد مشايخ المنطقة، قبل أن يتم تسليمهم بعد ذلك للقيادي السلفي عدنان رزيق. المصادر ذاتها أشارت إلى أن مسلحي الصبيحة، فكوا الحصار جزئياً عن مبنى المجمع الحكومي وسمحوا بخروج وكيل المحافظة الموالي للعدوان، محمد الصنوي، وعدد من أعضاء السلطة المحلية المحاصرين داخل المبنى لأكثر من 18 ساعة متواصلة، إلا أن مسلحي الصبيحة شوهد عدد كبير منهم صباح أمس، وهم منتشرون في محيط المجمع الحكومي والشارع العام بالمدينة، التي بدت خالية من الحركة اليومية المعتادة، فيما أغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها. وأفادت المصادر بأنه تم إخراج 4 جثث من المجمع الحكومي و7 جرحى من أتباع شفيع الصبري، فيما تم نقل جثة القتيل "رأفت الصبيحي" إلى طور الباحة لدفنه في مسقط رأسه. وفي السياق أكدت مصادر عسكرية قيام اللواء علي محسن الأحمر، المعين نائباً للفار هادي، بإيقاف العميد عدنان الحمادي عن العمل جراء أحداث مدينة التربة بين فصائل العملاء. وكان قرابة 200 مسلح و20 طقماً مسلحاً من أبناء الصبيحة اقتحموا، أمس الأول، مدينة التربة وحاصروا المجمع الحكومي واندلعت الاشتباكات بالأسلحة النارية مع آخرين من مرتزقة العدوان الذين تحصنوا داخل المجمع الحكومي بعد إقدامهم على قتل رأفت الصبيحي وإصابة ابن عمه أثناء بيع القات في سوق المدينة. في غضون ذلك خيم التوتر، أمس، على مدينة تعز، مركز المحافظة، إثر الاشتباكات المتفرقة بين فصائل العملاء، التي شهدتها مناطق متفرقة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة العملاء، أمس الأول. وأكدت مصادر محلية، أن مسلحين من أتباع كتائب أبو العباس "السلفية" أقدموا، أمس، على اقتحام شقة "إمام مسجد العيسائي" التابع لحزب الإصلاح في حي الأجينات، وقاموا بطرده وتسليم الشقة لشخص آخر تم فرضه من قبل السلفيين خطيباً وإماماً لجامع العيسائي. يذكر أن جامع العيسائي سبق وأن شهد خلافات عدة بين السلفيين والإصلاح على خلفية خطب جمعة ومحاضرات تحريضية طائفية. جرائم المرتزقة وفي سياق جرائم المرتزقة جدد، أمس، والد فتاة مختطفة من قبل عملاء العدوان، مناشدة قيادة عملاء العدوان، الإفراج عن ابنته المختطفة منذ 5 أغسطس الجاري. وقال المواطن قاسم علي الصبري، إن ابنته رشا البالغة من العمر 21 عاماً، لازالت مختطفة في مكان مجهول منذ 5 أغسطس الجاري، حيث تم خطفها في ظروف غامضة وإلى الآن لم يتم العثور عليها أو الكشف عنها من قبل السلطات الأمنية و"مجاميع المقاومة"، حسب توصيفه، لافتاً إلى أن هذا يعتبر دليلا قاطعا على غياب السلطة الأمنية نهائياً في مدينة تعز وبروز مظاهر الفوضى وبث الرعب والخوف وكثرة جرائم العصابات الإجرامية. وحمل المواطن قاسم الصبري مسؤولية اختطاف ابنته كلا من السلطة المحلية وما يسمى بمجلس تنسيق المقاومة وقادة الجبهات الموالين للعدوان في تعز. وكان الصبري قد أكد في بلاغ سابق أن ابنته تم اختطافها من الشارع العام الواقع تحت سيطرة عملاء العدوان في مدينة تعز أثناء توجهها إلى منزل أحد أقاربهم في شارع الخمسين، حيث كان والدها ينتظرها هناك. مستجدات المعارك الميدانية وفي مستجدات المعارك الميدانية بين الجيش واللجان الشعبية وبين مرتزقة العدوان السعودي، أفادت "اليمن اليوم" مصادر عسكرية ميدانية، بأن المواجهات تجددت، أمس، في ثعبات وحسنات، شرق مدينة تعز، ومحيط اللواء 35 مدرع، غرب المدينة، ومحيط جبل هان وتبة المنعم في جبل حبشي، مشيرة إلى سقوط قتلى من المرتزقة بينهم القيادي في كتائب أبو العباس السلفية، باسم عتيق، وإصابة آخرين. وقصفت قوات الجيش واللجان بالمدفعية مواقع لمرتزقة العدوان بالقرب من هيجة العبد بمديرية المقاطرة الواقعة في النطاق الجغرافي بمحافظة لحج، بالتزامن، مع قصف مماثل لمواقع المرتزقة في الضاحي بجبهة كرش-الشريجة، مديرية القبيطة محافظة لحج. كما قصفت قوات الجيش واللجان الشعبية فجر أمس، تجمعات لآليات ومجندين تابعين للعدوان السعودي، جنوب جبال كهبوب الاستراتيجي، بمديرية المضاربة ورأس العارة محافظة لحج، موقعين فيهم قتلى وجرحى، وذلك بعد يوم من قصف مماثل استهدف تجمعاتهم شرق جبال كهبوب.
