سبتمبر المجيد.. ثورة رسمناها صغاراً على جدار الخلود، وفي ذروة الحرب وعاصفة الجرم خفت وهج الأشياء، وتبقت شعلة سبتمبر متقدة في قلب كل يمني..!! وعند الغياب نرتل تراتيلها ونتذكر أنها المسافة التي يقف عليها التاريخ ليحرس شغفه بشيء اسمه "الثورة"..!! تمرَّنت الأيام على ضوئها الخالد، واحتفظت بأسماء أبطالها ورجالها ورموزها، واحتفظ التاريخ بمعالمهم، حدقوا في عيون التاريخ كم هو مستاءٌ أن يتحدث عنها خائن مرتزق ألب الأجنبي على المساس بها وضد أبنائها وثوارها وأحرارها، إنها الثورة التي لا تحتمل أن يصعد على ظهرها المعتوهون والطغاة. تعاظم اليوم شغفنا بالثورة السبتمبرية كفكرة للنجاة من آلاف الحماقات ومن تلك الحكايات الثورية الساذجة التي تسرق لنفسها إحدى النهايات الهابطة في فيلم قديم. أي ثورة لا تشبه "سبتمبر" مجرد نص بدائي.. إلى الأبد سنختار أن نتنفس من عبقها وهي تمضي بنا نحو الفجر الذي أشرق على ضوء حرية أسدلت الستار على العبودية والاضطهاد، وفكت القيود من الأقدام والأيادي المكبلة، بعيون سبتمبر نحدق نحو الشمس التي اقتحمت الحصون وأسقطت أسوار السجون لتخرج منها المفكرين والأحرار وكل الأبطال الذين انخرطوا في كتائبها، ثم فتحت للمغلوبين ذراعيها، ووزعت الأمل والابتسامات على المارين في كل الطرقات. كثيراً ما شربنا من ضحكة سبتمبر، وكثيراً ما رمينا بطفولتنا تحت ألعابها النارية وذكرياتها المضاءة في ليلة إيقاد الشعلة، وصرنا بعدها أصدقاءً لحماسها وأغانيها الفاخرة. إنه يوم ورثناه نبوءة الوطن والعشق والأبدية..!!