أنهى المبعوث الدولي زيارته إلى بلادنا أمس، متجهاً إلى الرياض للقاء بطرف دول العدوان، حيث التقى بالفار هادي الذي جدد رفضه لخارطة المبعوث التي تنهي سجله السياسي. ووصف ولد الشيخ في تصريح لوسائل الإعلام المختلفة بمطار صنعاء الدولي زيارته إلى بلادنا بالإيجابية.. موضحا أنه التقى بالأطراف والمكونات السياسية، وبحث معهم حيثيات خارطة السلام التي قدمها خلال زيارته الأولى لصنعاء. وقال " إن الاجتماعات كانت بعضها مطمئنة وواعدة، بينما البعض الآخر محتدمة وتعكس تباينا واضحا في الآراء، وتخللت هذه الاجتماعات كثير من الأخذ والرد وكثير وجهات النظر". وأضاف " إن الأطراف السياسية في صنعاء لديهم بعض التساؤلات في بعض النقاط التي ذكرت في خارطة السلام، والتي تتطرق إلى واجبات ومسؤوليات كل طرف في الجوانب الأمنية والسياسية". ودعا ولد الشيخ كافة الأطراف إلى تقديم بعض من التنازلات من أجل اليمن وشعبه الذي يعاني كثيرا من التدهور الاقتصادي والدمار والمجاعة والتدهور الصحي وانهيار في البنية التحتية وغير ذلك من الجوانب الأساسية. وأشار إلى أنه التقى خلال زيارته بعض العاملين في الجانب الإنساني ومنظمات الأممالمتحدة وكان النداء موحدا بأنه لا يمكن بقاء اليمن في هذا الوضع.. موضحا أن الناس في اليمن تموت ولا أحد يسأل والبنية التحتية تنهار ولا من يهتم والاقتصاد ينحدر إلى حافة الهاوية ولا من يبادر للإصلاح. كما دعا الأطراف المعنية والمجتمع الدولي إلى فتح الرحلات التجارية من وإلى اليمن، وتوفير الطائرات من أجل نقل الجرحى والمصابين ليتلقوا العلاج في خارج البلاد. ولفت إلى الحالة الصحية الخطيرة التي تشهدها بلادنا، والتي يجب التركيز عليها وهي وباء الكوليرا وانتشاره السريع مؤخرا.. مبينا أنه لا يوجد لديه إحصائيات مؤكدة عن نسبة انتشار هذا الوباء لعدم توفر المواد المخبرية اللازمة إلا أن النسبة المقدرة للمصابين ارتفعت ما بين زيارته الأولى والثانية من 516 حالة إلى ألفين 241 حالة مصابة بوباء الكوليرا. وجدد المبعوث الأممي دعوته بإرسال وتسهيل وسرعة دخول المواد الطبية والعلاجية لليمن. وسيلتقي المبعوث الأممي الدول الراعية للتسوية في بلادنا قبل أن يعود لاحقاً إلى العاصمة صنعاء. ونقلت قناة الحدث السعودية على لسان الفار هادي قوله: "إن خارطة الطريق انطلقت من منطلق خاطئ ومضمون خاطئ". وكان الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الأسبق، رئيس المؤتمر الشعبي العام قال: "إن ما تضمنته مبادرة جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة وتوافقت عليها الدول الأربع وبقية دول الخليج سواءً في جدة أو لندن، وخارطة الطريق التي تتبناها الأممالمتحدة عن طريق مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ، تشكّل في مجملها قاعدة جيدة للمفاوضات". وشدد على ضرورة أن تستكمل كافة الجوانب المرتبطة بوقف العدوان، وإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها السعودية، ووقف تمويل المرتزقة والجماعات الإرهابية في مختلف المناطق اليمنية. وقال الزعيم صالح: "إننا في الوقت الذي نجدّد فيه استعدادنا للتعامل الإيجابي مع كل المبادرات الهادفة إلى حقن الدم اليمني والحفاظ على سلامة ووحدة وأمن واستقرار اليمن وتحقيق السلام الشامل والكامل في اليمن والمنطقة، نؤكد أنه إذا لم يتوقف العدوان ويتراجع عن غيّه وغطرسته، فإن شعبنا اليمني اليوم أكثر قدرة وأشد صلابة وفي أعلى درجات الجاهزية أكثر من أي وقت مضى -عسكرياً وشعبياً- سيواصل تصدّيه الحازم للعدوان في كل الظروف والأحوال، منطلقاً من مبدأ "سلام يشرّف أو الاستمرار في النزال والقتال حتى النصر وليس غير النصر".