رحب السفير الأمريكي لدى بلادنا ماثيو تولر بموافقة المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله على الاتفاق الذي وقع في العاصمة العمانية مسقط والخاص بوقف إطلاق النار في بلادنا. وقال السفير الأمريكي في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الاثنين في الرياض وشارك فيه صحفيون من اليمن: "نحن سعداء ببيان المؤتمر وأنصار الله وموافقتهم على استئناف المفاوضات"، مشيداً بالاتفاق الموقع في العاصمة العمانية مسقط الأسبوع الماضي لوقف الحرب في اليمن وتشكيل حكومة جديدة. وقال: نسعى لإقناع حكومة هادي بهذا الأمر، معتبراً في الوقت نفسه "لقاء كيري مع أنصار الله في مسقط دليل على أنهم يتعاطون بإيجابية". وأوضح السفير الأمريكي أنه ليس هناك شيء اسمه "مبادرة كيري"، بل هناك خارطة طريق أممية تم ترتيبها سلفا باتفاق بين وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات. وقال إن هذه الخارطة جاءت نتيجة لمشاورات سابقة خاضها سفراء الدول الأربع وتضمنت اتفاقات تمت في مشاورات الكويت السابقة، والتي لم يكتب لها النجاح حينها، فعقد وزراء خارجية الدول الأربع عدة لقاءات توصلوا خلالها إلى هذه الخارطة على ضوء تلك الاتفاقات السابقة في مشاورات الكويت، ليتم تقديمها الشهر الماضي إلى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لاستئناف المحادثات على ضوئها. وبشأن الفار هادي قال السفير الأمريكي إن فترة حكمه انتقالية وله الحق في إكمال فترته بحسب شرعيته المستمدة من الشعب اليمني والمبادرة الخليجية. يذكر أن شرعية الفار هادي انتهت في 21 فبراير 2014 بموجب المبادرة الخليجية المُزمّنة والتي حددت له كرئيس توافقي مدة سنتين. من جهة ثانية نفى السفير الأمريكي لدى بلادنا ماثيو تولر، أن تكون بلاده قدمت اعتذارا للفار هادي على خلفية تجاهل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري له ولحكومته في اتفاق مسقط. وكان الفار هادي زعم أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية والسفير الأمريكي لدى بلادنا، التقيا به في مقر إقامته بالرياض وقدما له اعتذار. وقال السفير الأمريكي:"نحن لم نعتذر، وليس لدينا شيء نعتذر عنه أصلا". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي كريستشين جيمس قد نفى الأسبوع الماضي الاعتذار لهادي قائلا إن "كيري لا يعتذر عن إصراره تسوية الملف اليمني وسيواصل جهوده في هذا السياق". وبشأن تعز قال السفير الأمريكي: إن الصراع هناك يبدو أكثر تعقيدا من غيرها، ونحن بحاجة لحل شامل يرفع معاناة هذه المدينة وكل اليمن، ويسمح بتثبيت سلام دائم وشامل. إلى ذلك أعلن تحالف العدوان السعودي استمراره في العدوان على بلادنا وعدم الالتزام باتفاق مسقط لوقف إطلاق النار. وقال ناطق العدوان أحمد عسيري إن الهدنة التي أعلنها لمدة يومين –دون أن يلتزم بها- انتهت أمس. من جهته أكد الناطق الرسمي لقواتنا المسلحة العميد الركن شرف لقمان أنه تم رصد وتوثيق 114 خرقا لوقف إطلاق النار من قبل طيران تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في عدد من المحافظات. وأوضح الناطق الرسمي في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية (سبأ) أن تحالف العدوان أقدم على خرق وقف إطلاق النار منذ الساعة الأولى لدخوله حيز التنفيذ من خلال شن سلسلة غارات إجرامية مستخدما أسلحة محرمة دوليا. وبين أن طيران العدوان ومرتزقته ارتكبوا 30 خرقا في محافظة تعز، و24 خرقا في محافظة مأرب، و16 خرقا في محافظة الجوف، و10 خروقات في محافظة البيضاء، و8 خروقات في محافظة الضالع، و7 خروقات في محافظة شبوة، و9 خروقات في محافظة صعدة من خلال شن غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي على المناطق الحدودية، و8 خروقات في محافظة حجة من خلال محاولات زحف على ميدي مسنودا بالطيران الحربي المعادي، وخرقا واحدا في محافظة صنعاء، وخرقا واحدا في محافظة إب. وأشار إلى أن الخروقات التي تم رصدها شملت قصف صاروخي ومدفعي سعودي على القرى والمديريات الحدودية والتي تعرضت لقصف مكثف أكثر من أي وقت مضى. كما أكد العميد لقمان أن مرتزقة العدوان واصلوا خروقاتهم السافرة من خلال استمرار التحشيد والزحوفات والقصف المكثف على الأحياء ومنازل المواطنين في عدد من المحافظات. وفيما أكد الناطق الرسمي التزام الجيش واللجان الشعبية باتفاق مسقط، شدد على أن الجيش واللجان الشعبية يحتفظون بحق الرد على خروقات وتجاوزات العدوان السافرة واستهدافه للمواطنين والمنشآت الحيوية والخدمية على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي. وأشار إلى أن تحالف العدوان السعودي لم يلتزم بوقف إطلاق النار خلال الاتفاقات السابقة وهذا الاتفاق الذي أعلن في مسقط واستمر في عدوانه على الشعب اليمني. وجدد العميد لقمان التأكيد على أن استمرار تحالف العدوان في خروقاته يهدد جهود إحلال السلام والمفاوضات خاصة بعد اتفاق مسقط.