في الوقت الذي وسع فيه تنظيم داعش الإرهابي عمليات تدمير المساجد والأضرحة الأثرية في لحج، يواصل عناصر التنظيم تصفيات خصومهم جسديا في محافظة أبين، بينما صحا سكان عدن على واقع انهيار مفاجئ للخدمات الأساسية مع اشتداد صراع "الطغمة" و"الزمرة" كامتداد لصرعات قوى الاحتلال (السعودية والإمارات). وقالت مصادر أمنية ومحلية في لحج ل"اليمن اليوم" إن عناصر تنظيم داعش –أحد فصائل عملاء الاحتلال- دمرت أمس مزارين من أصل 6 مزارات صوفية تعتزم هدمها إضافة إلى نبش أضرحتها وتدمير 3 مواقع أثرية في منطقة طور الباحة. وكان التنظيم بدأ مطلع العام الماضي عملية استهداف المواقع الأثرية والأضرحة والمزارات في لحج والتي تصل إلى 32 موقعا أثريا، لكن تلك العمليات توقفت بفعل الاتفاق الصوري بين حكومة الفار والتنظيم الإرهابي لتخفيف الضغط الدولي قبل أن يعاود التنظيم مؤخرا تلك العمليات وسط مخاوف الأهالي من إقامة معسكر للتنظيم في أودية المديرية بعد وصول عناصره الفارة من سوريا. وتعد الحملة الجديدة للتنظيم الإرهابي امتدادا لحملته الحالية في عدن والتي بدأها قبل أشهر بنسف جامع الخوجة التابع لطائفة البهرة في كريتر وجامع وضريح الشيخ حامد السقاف في ذات المديرية والخاص بأتباع الطريقة الصوفية. تصفيات جسدية مسعورة في محافظة أبين، اغتال عناصر داعش، أمس، قائد مليشيات الحزم الأمني -مليشيات مسنودة إماراتياً- في لودر و3 من مرافقيه بعد أيام قليلة على فضحه مخطط تسليم أبين لتنظيم "داعش". وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن عناصر تنظيم داعش –أحد فصائل عملاء الاحتلال- نصبوا كمينا لسيارة القيادي، رشدي العلواني، بينما كانت تمر على طريق جحين – أمصرة، وباشروا بإطلاق النار عليه وتصفيته مع مرافقيه. وهذه ثاني عملية في غضون يومين إذ سبق وأن قتلت تلك العناصر أحد منتسبي المليشيات الممولة إماراتيا وأشعلت النار بجسده. وكان العلواني كشف في مقابلة نشرها موقع (الأمناء) المقرب من الحراك أن مسئولين مقربين من هادي عملوا على تسهيل سيطرة القاعدة وداعش على عناصر "الحزم الأمني" في المحافظة والاستيلاء على نحو 65 عربة مدرعة مزودة بمدافع ذاتية الحركة وذلك في أعقاب قرار للفار هادي قضى بمنح عبدالله الفضلي القيادي في تنظيم القاعدة رتبة عقيد ركن وتعيينه مديراً لأمن أبين. وكشف العلواني حينها عن تمكن تلك الجماعات من استقطاب أفراد الحزم بينما تعرض المعارضون للانضمام تحت قيادة عبدالله الفضلي للتصفية. انهيار مفاجئ للخدمات في عدن واستيقظ سكان مدينة عدن، أمس، على انهيار شبه كامل للخدمات وغلاء في المعيشة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن الحياة في شوارع عدن تقلصت بصورة كبيرة مع انعدام الوقود وانقطاع الكهرباء وارتفاع الدولار وارتفاع جنوني في الأسعار الغذائية. وفي السياق، حذرت مؤسسة كهرباء عدن في بيان لها من انقطاع تام للتيار الكهربائي عن محافظاتعدن- لحج- الضالع بعد وصول الانقطاعات ذروتها ب6 ساعات انقطاع لكل ساعة تشغيل. واعتبر البيان تلك الحالة بأنها الأولى من نوعها في تاريخ المحافظات الجنوبية، مؤسسة المياه أعلنت هي الأخرى توقف خدماتها بعد نفاد مخزونها من الديزل، كما حذرت مستشفيات حكومية وخاصة من توقف خدماتها بسبب نفاد الوقود. أسعار المواد الغذائية، وفقا لاستطلاع نشره عدن الغد – المقرب من الحراك الجنوبي- قفزت أسعارها بنسبة كبيرة. وأرجعت مصادر في البنك المركزي في عدن الارتفاع المفاجئ إلى تلاعب مسئولين في حكومة الفار يشتغلون حاليا بتجارة العملة بينهم نجله. وأشارت المصادر إلى أن التلاعب بأسعار العملة كان السبب الرئيسي بارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم معاناة الأهالي. اقتحام شركة النفط واقتحم مسلحون مجهولون أمس، شركة النفط في عدن للمطالبة بوقود في وقت وصل فيه سعر الدبة (20 لترا) في السوق السوداء إلى 15 ألف ريال، بينما واصل عمال المصافي إضرابهم عن العمل بعد احتجاز سلطات الفار للمدير التنفيذي للشركة وإعادته من المطار بينما كان يعد للهرب. وقالت مصادر في الحراك ل"اليمن اليوم" إن انعدام الوقود يعود إلى قرار اتخذه الفار قبل أيام وقضى بمنح رجل الأعمال من أبين أحمد العيسي حصرية البيع المباشر للوقود للمحطات ليلغي بذلك دور شركة النفط في المحافظة والتي كانت أصلا تشتري الوقود من العيسي. إلى ذلك كشفت مصادر أمنية عن احتجاز مليشيات الفار للمدير التنفيذي لشركة المصافي بعد أن كان مغادرا إلى الأردن. وقالت المصادر إن أسباب احتجاز المدير التنفيذي للشركة من قبل حكومة الفار يعود لإجبار سلطات الحراك في حضرموت على إرسال شحنات من النفط الخام إلى المصافي بعد أن كانت سلطات حضرموت تبيعه لشركات أجنبية في الأردن. في ذات السياق، قال مدير إذاعة أبين – صالح الحنشي، إن نقاط مليشيات تابعة لهادي وتنتشر على مداخل مدينة عدن منعت، أمس، مواطنين من إدخال وقود إلى عدن واصفا ذلك ب"الحصار". وأضاف في سلسلة تغريدات على صفحته في الفيسبوك "حكومة معاشيق تفرض حصارا على عدن بإخفائها للوقود ونقاطها في الافيوش والعلم تمنع إدخال المواطنين للوقود من المحافظات المجاورة". وأضاف الحنشي "الهدف هو إخضاع سلطات حضرموت على توريد النفط الخام إلى مصافي عدن". وقال الحنشي "نفاد الوقود في عدن سواء وقود الكهرباء ومضخات المياه أو الوقود الاحتياطي للمنشآت الصحية مما يعني الانهيار التام". "الطغمة" تتبرأ في أول ردها على لقاء جمع الفار هادي بقيادات من الحراك الجنوبي أصدر ما يسمى ب"المجلس الأعلى للحراك" أمس، بيانا يتبرأ فيه من تلك القيادات. واعتبر البيان فؤاد راشد ويحيى صالح شخصيات "تنتحل صفات قيادية في المجلس"، مشيرا إلى أن رئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم، وليس يحيى صالح سعيد. وأشار البيان على عدم تكليف المجلس لأي من تلك القيادات بلقاء هادي واصفا "يحيى صالح" ب"الشخصية المتأرجحة". ومجلس الحراك الجنوبي يضم تيارين أحدهما بقيادة باعوم وآخر بقيادة علي سالم البيض اندمجا قبل 3 سنوات. سلطات الفار تعتقل الشاعر الصريمي ((صورة الشاعر)) إلى ذلك اعتقلت مليشيات الفار في عدن، أمس، الشاعر الكبير سلطان الصريمي بينما كان يهم بالسفر للعلاج في الخارج. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الصريمي كان برفقة أسرته وفي طريقه للسفر إلى القاهرة بهدف إجراء عملية جراحية في القلب، مشيرة إلى أن تلك المليشيات احتجزت الصريمي لعدة ساعات ومنعته من السفر.