جر الحديث إلى حكاية الثورة والانقلاب دون محاولة الوصول إلى نقطة نضج عادلة، ليس إلا جزءاً من ذلك الغباء الذي أفرز تلك النتائج المريعة وتسبب في انهيار أمن المجتمع والمتغيرات الكارثية، وقد يصل بنا إلى مآلات تختزل ما هو أفدح من التقسيم والضياع. أحلام الأبرياء تم الانقضاض عليها مبكراً، فبراير لازال الآن يتحدث بقداسة عن حرب طويلة تشنها ممالك الخليج نيابة عنه، ويتباهى بها وهي تضرب شعبه بكامل حقدها وجبروتها المتعفن. فبراير هو الذي أنتج الفراغ والضعف وبفضله أيقظ لدى المملكة السعودية ودول الخليج هواجس الاستغلال وذهنية التآمر التاريخي التي تنذر بمزيد من الانهيارات المتواصلة التي لا يمكن التنبؤ بكيف ومتى سينتهي نزيفها وعند أي حد سنقف..! الجنة الموعودة لا يمكن بأي حال أن تأتي على جثث الأطفال الذين يقتلون في مدارسهم وتحت أسقف منازلهم الهشة، وكأن الفشل المتوغل بداخلهم لم يكتفِ بكل ذلك القتل والدمار والخراب الذي لا نهاية له، فبراير غير قادر على التحرر من ذاته ولم يتبنَّ شيئاً غير لغة التصعيد والتحركات العسكرية الحاسمة..!! الحالة الأكثر استفزازاً لفبراير أنه يضعنا اليوم أمام الأقاليم أو البقاء في صراع مرير..! إنه يفرض خياراته وهو مسنود بتحالف عالمي لا يريد لهذا الشعب الصلب إلا أن يموت أو يستبدله بشعب يجيد الركوع تحت أقدام الأمراء والملوك..!