ارتفعت أصوات طبول الحرب في عدن مع فشل زيارة الفار هادي إلى الإمارات، حيث شهدت الضواحي الشمالية والشرقية لعدن أمس، اشتباكات بين فصائل عملاء طرفي الاحتلال (السعودية والإمارات) مع رفع سقف التهم المتبادلة، فيما أكدت صحيفة (الفاينينشال تايمز) البريطانية وصول دفعات جديدة من مقاتلي داعش إلى عدن من سوريا والعراق، مشيرة إلى أن التنظيم الإرهابي بدأ (يعيد بناء نفسه في عدن). وفي تأكيده لما نشرته "اليمن اليوم" في تقارير سابقة، آخرها أمس الأول، عن وصول دفعات جديدة من مقاتلي (داعش) في سوريا إلى عدن كشفت (الفاينينشال تايمز) البريطانية في تقرير لها، نشر أمس، بأن مقاتلي التنظيم الفارين من سوريا والعراق "قصدوا اليمن، مستغلين الفراغ الأمني وغياب الحكومة للانضمام إلى الحرب" – في إشارة منها - كما يبدو- إلى استعانة قوى الاحتلال بتلك العناصر بطابع "طائفي"، وفقا للصحيفة. واعتبرت معدة التقرير، اليزابيث كندل، تدخل السعودية لدعم " الرئيس عبدربه منصور هادي وفر مناخا لانتشار الأفكار المتشددة وتوسع نفوذهم". وأشارت كندل إلى أن نشاط التنظيم –داعش- لا يشكل قوة مقارنة بتنظيم القاعدة في شبة الجزيرة العربية، لكنه "أعاد بناء نفسه في اليمن اعتمادا على فروعه وعلاقاته القبلية. وتوقعت كندل نشوب مواجهات بين تنظيما القاعدة و"داعش"، لكن المعطيات الحالية تشير إلى مواجهات فعلية بين الطرفين المدعومين من السعودية والإمارات. وفي سياق الاشتباكات قالت مصادر أمنية وسكان محليون ل "اليمن اليوم" إن اشتباكات اندلعت في محيط مبنى سابق لإذاعة عدن بمديرية التواهي بين عناصر من مليشيات "الحزام الأمني" المسنودة إماراتياً وعناصر محسوبين على تنظيم القاعدة ومسنودة سعودياً. وأكدت المصادر إصابة 2مواطنين صادف مرورهما لحظة الاشتباكات، فيما لم يعرف عدد الضحايا في صفوف المقاتلين. وشهدت عدن مساء أمس الأول الاثنين تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الإماراتي استمر حتى الفجر رافعا حاجز الصوت، مما أثار القلق ومخاوف الأهالي. وتزامن التحليق مع اجتماع في القصر الرئاسي (المعاشيق) لقيادات فصائل موالية للفار هادي ومسنودة سعودياً، عقب فشل زيارة الفار إلى الإمارات وتعمد الأخيرة إهانته بعدم استقباله من قبل رئيس الدولة أو نائبه أو حتى وزير الخارجية، رغم أنها من استدعته، ولم تدم الزيارة 3 ساعات. وسربت الإمارات معلومات عن الزيارة نشرها موقع (عدن الغد) المقرب من الحراك الجنوبي، حيث نقل عن مصادر وصفها بالموثوقة أن هادي لم يلتق أيا من المسئولين الإماراتيين غير مدير المخابرات. وأوضحت ذات المصادر أنه كان من المقرر أن يلتقي هادي قبل أكثر من أسبوع في العاصمة السعودية الرياض كلا من الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد في المملكة، وولي عهد أبوظبي محمد بن سلمان، إلا أن الجانب الإماراتي أرسل مدير المخابرات العامة في دولة الإمارات للقاء هادي الذي رفض الأخير يومها لقاءه. وأضافت المصادر أن هادي تلقى يوم الأحد دعوة لزيارة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا مدينة أبوظبي، لكنه وفور وصوله تفاجأ بوجود مدير المخابرات الإماراتي في استقباله واللقاء به. وكانت مصادر سياسية وأمنية أفادت "اليمن اليوم" الاثنين بأن استدعاء الإمارات لهادي كان على خلفية رصد مكالمات مع قيادات في تنظيم القاعدة وشحنات الأسلحة التي أرسلت من مأرب إلى القاعدة في أبين. وعادت الاشتباكات، ولكن في محافظة لحج، حيث قالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن اشتباكات عنيفة شهدتها مديرية تبن بمحافظة لحج – مدخل عدن الشمالي- مشيرة إلى أن الاشتباكات التي استمرت زهاء ساعتين جاءت في إعقاب شن عناصر من تنظيم القاعدة هجوما على مليشيات "الحزام الأمني" – المدعوم إماراتيا – في المحافظة، وأعقب الهجوم الذي طال نقاط ل "الحزام الأمني" مطاردات في مزارع المديرية. وأفادت المصادر بأن عناصر التنظيم الإرهابي –أحد عملاء تحالف الاحتلال- كانت تحضر لإرسال تعزيزات كبيرة من معسكراتها في لحج إلى عدن، خصوصا إلى مديرية دارسعد. وفي مدينة الحوطة مركز المحافظة اغتال مسلحون مجهولون أحد أفراد مليشيات "الحزام الأمني" أثناء ما كان متواجداً وسط الشارع. أما في محافظة أبين – شرق عدن- فقد اندلعت اشتباكات، أمس، في مدينة زنجبار –مركز المحافظة- بين مليشيات "الحزام الأمني"، وعناصر القاعدة في المدينة، سرعان ما توقفت بوساطات قيادية في الجانبين. وكان تنظيم القاعدة استهدف قبل أيام معسكرا لمرتزقة الإمارات في زنجبار مخلفاً 20 قتيلا وجريحا. وتجاهلت وسائل الإعلام الإماراتية وصول هادي إلى أبو ظبي، بينما تحدثت قناة العربية عن وصوله الرياض، وكان في استقباله سفير السعودية في اليمن. في ذات السياق وفي أول رد على فشل زيارة هادي إلى الإمارات، دعا خالد القاسمي، الخبير الإماراتي المقرب من صنع القرار- أمس الجنوبيين إلى ما وصفها "ثورة" على المعاشيق – مقر إقامة حكومة الفار. وقال القاسمي في سلسلة تغريدات على صفحته في تويتر إن "على الجنوبيين الثورة على قصر المعاشيق ومعسكرات القاعدة في دارسعد والشيخ عثمان في حال أردوا عدن آمنة خالية من الإرهاب" معتبرا استمرار تدفق "الأسلحة على أبين من مأرب هدفه التجهيز لإعادة الاغتيالات والفوضى في عدن". وأكد أن المبالغ التي تدفعها دول التحالف رواتب لليمنيين تذهب لتدريب وتسليح القاعدة والإرهابيين في معسكرات بمأربوأبينوعدن "دار سعد والشيخ عثمان". والمعسكرات التي تحدث عنها القاسمي أحدها في دار سعد بقيادة مهران القباطي، الذي منحه الفار مؤخرا رتبة عميد، والآخر في الشيخ عثمان بقيادة بسام المحضار، وكلاهما أرسلتهما مؤخرا السعودية إلى عدن بأسلحة ثقيلة بعد مشاركتهما لأشهر في صفوف الجيش السعودي بقطاع نجران. البطش بأتباعه في المدينة وألغى الحاكم العسكري الإماراتي في عدن،أمس، قرار الفار القاضي بعودة احتكار رجل الأعمال، أحمد العيسي، لبيع الوقود عبر شركة النفط. وقالت مصادر في الحراك ل "اليمن اليوم" إن الإماراتيين وجهوا بمنح مناقصة استيراد الوقود إلى عدن لشركة تعرف ب "شركة الخيرات" بالرغم من عدم إنزال شركة النفط أية مناقصة جديدة بهذا الخصوص.