اعترضت مدرعات تابعة لمليشيات الفار هادي، أمس، تظاهرة لأنصار الحراك الجنوبي بالقرب من بوابة القصر الرئاسي (المعاشيق) في عدن، بينما حذر مركز دراسات مما وصفه"جر عدن إلى صراعات جديدة" تزامنا مع امتداد اشتباكات الفصائل المسلحة إلى مديرية التواهي ووصول دفعة جديدة من الدبابات والمدرعات الإماراتية. وقالت الإعلامية في الحراك الجنوبي، رندا عكبور، إنها كانت تشارك ضمن مسيرة تطالب بالخدمات، عندما اعترضتهم مدرعتان. وعد ناشطون هذا التحركات بمثابة استفزاز للحراك الجنوبي الذي حذر في وقت سابق من مغبة اعتراض المتظاهرين. وكان المئات من أنصار الحراك الجنوبي واصلوا،أمس، تظاهراتهم في عدن للمطالبة بالخدمات والراتب، حيث وصلت تلك التظاهرات لأول مرة إلى بوابة القصر الرئاسي (المعاشيق) – مقر إقامة بعض أعضاء حكومة الفار، رفع المشاركون خلالها لافتات تتهم حكومة الفار بالفساد وتطالب برحيلها. وبدأ أنصار الزبيدي -المسنود إماراتياً- تظاهراتهم قبل يومين في ساحة العروض، عقب توتر الوضع مع حكومة الفار، جراء جملة من القرارات أصدرها الفار هادي بتوجيه سعودي لتمكين حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) من السلطة في عدن. في ذات السياق، عاد بن دغر، أمس، إلى مأرب بعد أيام على تأجيل عودته إلى عدن بفعل تظاهرات أنصار الحراك الجنوبي. وكان رئيس حكومة الفار، أحمد عبيد بن دغر اتهم، أمس، عيدروس الزبيدي ب "الفساد"، مشيرا إلى أن حكومته طالبت الزبيدي بتوريد فواتير شراء المشتقات النفطية السابقة. اتهامات بن دغر الذي غير وجهته من عدن إلى مأرب، تأتي بعد يوم على تصريح مماثل لسكرتير نائبه، حسين عرب، والذي اتهم فيه الزبيدي صراحة بالفساد، وبرر عملية إقالة مدير شركة النفط. هجوم على المعاشيق،، وذبح أحد مرتزقة الإمارات وأصيب مسلحان في هجوم على نقطة أمنية بالقرب من بوابة المعاشيق،أمس. وقال مصدر أمني ل "اليمن اليوم" إن مسلحين أطلقوا النار على نقطة لما تسمى ب "الحماية الرئاسية" بالقرب من بوابة المعاشيق، وأصابوا أحد أفرادها، مشيرا إلى قيام طقم تابع للنقطة بملاحقة المسلحين وإصابة أحدهم. إلى ذلك، عُثر على جثة أحد مرتزقة الإمارات أعدم بالرصاص وألقيت جثته في منطقة نائية على الشاطئ في منطقة ساحل أبين. وقالت ذات المصادر الأمنية إن القتيل أحد عناصر مليشيات الحزم الأمني" المكلفين بحراسة سجن المنصورة المركزي، وأن مسلحين على متن سيارة "شاص" قاموا باختطافه وإعدامه بالرصاص ورمي جثته. ويؤوي سجن المنصورة المئات من المحتجزين والمصنفين إماراتيا عناصر في تنظيما "داعش" والقاعدة، مسنودين سعودياً، حيث يخضع السجناء لتعذيب على أيدي خبراء أجانب، وفقا لمصادر أمنية. وفي مديرية دارسعد نصب مسلحون مجهولون، أمس، كميناً لأحد قادة الفصائل المسلحة ويدعى، السعيدي، الذي أصيب إصابة طفيفة جراء تعرض سيارته لإطلاق نار. اشتباكات التواهي على صعيد الاشتباكات اليومية بين فصائل المرتزقة، قتل شخص وأصيب آخرون، أمس، جراء اشتباكات بين فصيلين مسلحين في مديرية التواهي كثالث مديرية تنفجر فيها الاشتباكات خلال يومين. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن الاشتباكات دارت في محيط محكمة الميناء وسوق عامر الشعبي، لتمتد مساء إلى أحياء سكنية في المديرية والتباب المحيطة بها. وأشارت المصادر إلى أن بين الجرحى امرأة وطفل كانا يمران لحظة اندلاع المواجهات. ويستخدم الطرفان أسلحة مختلفة بينها قذائف آر.بي.جي وصواريخ محمولة على الكتف، مشيرة إلى توقف الاشتباكات خلال ساعات الظهر، مع تدخل وساطة لقادة فصائل أخرى لكن المواجهات انفجرت مجددا في المساء. وأفادت المصادر بأن الخلاف بين الفصيلين بدأ بسبب إيرادات ضرائب سوق القات، حيث يحاول فصيل من الحراك تحصيله بدلا عن القاعدة التي تسيطر على المديرية منذ العام الماضي، وتحكمها بناء على اتفاق رعته قوات الاحتلال بين فصائل المرتزقة في وقت سابق. دبابات للاحتلال تصل المدينة وكشفت مصادر أمنية في عدن،أمس، عن وصول دبابات حديثة لقوات الاحتلال، مشيرة إلى أن بارجة حربية تحمل علم الإمارات أنزلت قرابة (64) دبابة ومصفحة عسكرية في الميناء، قبل أن يتم نقلها إلى معسكر إماراتي في مديرية البريقة. وتأتي تلك التعزيزات تزامناً مع تحركات سعودية لتقليم أظافر الإمارات في عدن والمحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها من خلال مرتزقة محليين، كما تأتي بعد أيام على بث تنظيم القاعدة فيديو يتوعد فيه الإمارات بهجمات خلال الفترة المقبلة، ويستعرض فيه مسلحوه في شوارع مدينة عدن، إضافة إلى تدريبات بالأسلحة، وأخرى لانتحاريين يعدون لهجمات افتراضية. عدن على أبواب صراع جديد في غضون ذلك، كشف مركز دراسات محسوب على الحراك الجنوبي عن ما سماه ب "صراع جديدة في عدن"، محذرا مما وصفه بمساعي "الحكومة للتخلي عنهم". وحذر مركز مسارات للدراسات الاستراتجية في بيان له من خطورة ما وصفها ب "محاولة السيطرة على المؤسسات الإيرادية بالقوة العسكرية والقرارات الارتجالية" معتبرا أنها تهدف إلى توظيف عائداتها لإنتاج مراكز قوى جديدة، وخصخصة تلك القطاعات لصالح مراكز نفوذ طفيلية، مع حرمان عدن من عائداتها". كما استنكر البيان اقتحام شركة النفط من قبل مليشيات الفار هادي، وفرض مدير لها بالقوة، معتبرا التصعيد الأخير "يجر عدن إلى صراعات جديدة" معبرا في الوقت ذاته عن تأيده للزبيدي وشائع.
