سيطرت قوات تابعة لسلطة الحراك الجنوبي في عدن، أمس، على شركة المصافي وبنك حكومي بعد نهب الاحتياطي النقدي لفرع شركة النفط، بينما أصدرت حكومة الفار قرار بتوريد إيرادات المشتقات النفطية إلى مأرب. وقالت مصادر أمنية ل "اليمن اليوم" إن عشرات المجندين الموالين للاحتلال والمحسوبين على الحراك معززين بأطقم ومدرعات اقتحموا شركة المصافي في مديرية البريقة وانتشروا داخل وخارج مباني الشركة، وطلبوا من حراسة الشركة المغادرة، كما أجبرت العاملين على استئناف العمل فيها تحت رقابة مسئولين تابعين للمحافظ عيدروس الزبيدي. وكان الزبيدي، المعين من قبل الاحتلال والمحسوب على الحراك التقى صباحا بعدد من مسئولي الشركة المعينين من قبل رئيس حكومة الفار، أحمد عبيد بن دغر. واستمر اللقاء لعدة ساعات أعقبه قيام حراسة المحافظ ومدير الأمن، شلال شائع، باقتياد عدد من مسئولي الشركة إلى منزل المحافظ، حيث تم احتجازهم هناك حتى لحظة كتابة الخبر – مساء السبت. وكانت مصادر أمنية في عدن كشفت، أمس الأول ل "اليمن اليوم" عن نهب موالين لنجل الفار هادي نحو 37 مليار ريال من مخزون شركة النفط، مشيرة إلى أن بعض تلك المبالغ أنفقت على بعض الجماعات المسلحة المنتشرة في المدينة. في ذات السياق، أصدرت حكومة الفار،أمس، قرارا بتحويل إيرادات المشتقات النفطية إلى فرع البنك المركزي في مأرب، في خطوة وصفها ناشطون جنوبيون بتبرير عملية نهب مخزون شركة النفط في عدن. وقضى قرار حكومة الفار المعتمد من قبل محافظ البنك المعين من الفار هادي، ناصر القيعيطي، بفتح حسابات رسمية لحكومة الفار في فرع البنك بمحافظة مأرب، أحدها خاص بإيرادات الغاز المنزلي. القرار أثار موجة جدل في عدن، خصوصا وأن حكومة الفار سبق وأن أصدرت قرارا بنقل البنك المركزي إلى عدن. يذكر أن قوات تابعة للمحافظ تسيطر منذ يومين على مقر فرع بنك التسليف بمدينة كريتر. وقالت مصادر أمنية وقبلية ل "اليمن اليوم" إن مسلحين ب4 أطقم تابعة لحراسة المحافظ اقتحمت مقر البنك وفرضت حماية أمنية عليه، الأمر الذي دفع بمدير الفرع إلى منح الموظفين إجازة حتى ينتهي الوضع القائم. عودة الاغتيالات وفي سياق التصفيات قالت مصادر أمنية إن مسلحين مجهولين في الشيخ عثمان اغتالوا شابا في العقد الثاني يدعى، أكرم المشرقي، بعد شهر من اغتيال والده بعملية مماثلة. وفي مديرية المنصورة قتل أحد أفراد مليشيات ما تسمى ب "الحزم الأمني" برصاص "مجهولين" . وأضافت المصادر أن المجند، محمد مبارك، كان يمر في بلوك 21 عندما أطلق مسلحون النار عليه، مشيراً إلى تعرضه لإصابة بالرأس نقل على إثرها إلى المستشفى لكنه فارق الحياة على إثرها. كما قتل شخص وأصيب (3) آخرون بتبادل لإطلاق النار بين مسلحين من عناصر ما تسمى ب "المقاومة" في مديرية كريتر. صراع على منصب المحافظ وشن لطفي شطاره -القيادي في الحراك الجنوبي المقرب من الرئيس الفار، هجوما على محافظ عدن، متهما إياه بالوقوف وراء الأزمات في المدينة، بينما اعتبر القيادي في الحراك، ياسر اليافعي، الأزمات في عدن مفتعلة وهدفها "الإطاحة بالمحافظ الحالي". واتهم شطاره في منشور على صفحته بالفيسبوك المحافظ عيدروس الزبيدي بالفساد والتقاعس عن متابعة خدمات البني التحتية للمواطنين. من جانبه وصف الصحفي في الحراك الجنوبي، اليافعي، الهدف من الأزمات في عدن "إبعاد الحرج عن إقالة عيدروس حتى تأتي الإقالة، وكأنه فشل للزبيدي وقوى الحراك في حكم عدن". وأضاف في منشور على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "قرار الإقالة اتخذ من قبل وما يجرى تهيئة الشارع من خلال تغذيته بالأزمات". يذكر أن توجهات سابقة لإقالة الزبيدي جابهها الحراك الجنوبي بتظاهرات أجبرت حكومة الفار على الفرار من عدن بعد اتفاقها مع الاحتلال على إعادة الزبيدي إلى منصبه بعد مغادرته المدينة إلى الخارج. كما سبق للاحتلال السعودي أن سمى اليومين الماضيين، أحمد سالم ربيع علي، نجل الرئيس الشهيد –سالمين- كحاكم لما يسمى ب "إقليم عدن". تجنيد وأعلنت مليشيات تابعة للفار هادي، أمس، عن فتحها باب التجنيد في عدن، إذ أشارت ما تسمى ب "المنطقة الأمنية السابعة" إلى أنها جندت خلال اليومين الماضيين، نحو 42 مسلحا في دارسعد لوحدها. كما كشفت مصادر أمنية أن مجموعة مسلحة أخرى تقوم بعمليات مماثلة لرفد صفوف عناصرها في المدينة التي تشهد عمليات استقطاب لمسلحين، آخرها إعلان تكتل لتوحيد 18 فصيلا مسلحا، وسط مخاوف ناشطين من تحول المدينة إلى "مصراتة ليبية أخرى". في المقابل، أعلنت ما تسمى ب "جمعية العسكريين المبعدين في عدن – فصيل مسلح يتبع الحراك الجنوبي- أمس، تأييدها لما صدر عن "لقاء تشاوري لفصائل الحراك الجنوبي في حضرموت"، أمس الأول. وأشارت في بيان لها إلى أنها مع إنشاء "مجلس التنسيق العسكري في حضرموت". وكان القيادي في الحراك الجنوبي بحضرموت، علي باقروان، أعلن، أمس الأول عن توجهات لتوحيد فصائل الحراك الجنوبي في حضرموت ونشرها في المحافظة. وضع مزرٍ إلى ذلك قال أمين عام حزب الرابطة محسن محمد بن فريد، إنه بات يشعر بالحزن لحالة التردي التي وصلت إليها مدينة عدن في كافة القطاعات الخدمية والإنسانية. وقال "فريد" على صفحته بتويتر، أمس، " أشعر بحزن عميق لحال عدن اليوم". وأضاف "ما هكذا ينبغي أن تعامل بوابة التحرير، في فمي ماء، ولا أستطيع أن أقول الآن إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".