طالب أعضاء الكونغرس الأمريكي في رسالة مؤرخة بتاريخ 9 مارس، وجهت إلى وزير الخارجية ريكس تيليرسون، باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية للضغط على التحالف الذي تقوده السعودية بوقف القصف الجوي على ميناء الحديدة ورفع الخطر عليه فوراً والسماح للمنظمات الإنسانية الدولية بإدخال المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى شمال اليمن لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين والأطفال الذين يواجهون المجاعة. وذكرت الرسالة تقرير صحيفة "واشنطن بوست"، الذي أكد أن مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين على وشك المجاعة.. وأن غارات التحالف الذي تقوده السعودية المكثفة على ميناء الحديدة - الميناء الرئيس الذي يدخل عبره معظم المواد الأساسية إلى البلاد - قد جعلت من الصعب دخول المواد الغذائية والوقود والأدوية إلى البلاد. كما أن نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، و7.3 يمني في حاجة ملحة إلى المواد الغذائية والإنسانية. وكثف تحالف العدوان السعودي غاراته على ميناء الحديدة منذ بدء عمليات ما تسمى (الرمح الذهبي) والهادفة إلى احتلال الساحل الغربي من باب المندب إلى الحديدة. وأكدت رسالة الكونغرس الأمريكي، أن التحالف السعودي أخطر المنظمات الإنسانية بتوجيه الشحنات إلى عدن. مشيرة إلى أن تحويلها إلى عدن، يعني صعوبة دخولها إلى شمال اليمن، بسبب مرورها بمناطق النزاع. ولفتت رسالة أعضاء الكونغرس، إلى أن الشحنات سيتوجب عليها المرور من خلال أكثر من 100 نقطة تفتيش، لوصولها من عدن إلى شمال اليمن، وهذا صعب في ظل الظروف الأمنية الخطيرة. وطالبت منظمة الصليب الأحمر الدولي أطراف الصراع السماح بدخول المواد الغذائية والإنسانية والوقود إلى ميناء الحديدة. وشددت رسالة الكونغرس، على أن القرار الأخير لحلحلة الحرب في اليمن يجب أن يكون دبلوماسيا، وعلى الولاياتالمتحدة تشجيع الأطراف المتحاربة للعودة إلى طاولة المفاوضات. وأضافت الرسالة: لكن الآن يجب على الولاياتالمتحدة أن تعمل بصورة عاجلة لتفادي المجاعة وتوظيف نفوذها الدبلوماسي مع أعضاء التحالف لضمان دخول السلع الإنسانية إلى ميناء الحديدة، فحياة مئات الآلاف من الأطفال في خطر. ويتكون الكونغرس الأمريكي من غرفتين تشريعيتين (البرلمان والشيوخ). وكان مجلس الشيوخ الأمريكي من جهته عقد الخميس جلسة بشأن الحرب في اليمن تعد الأولى له منذ بدء العدوان على بلادنا واختلف المشاركون فيها حول استمرارية بيع الأسلحة للسعودية بين مؤيد ومعارض، لكنهم اتفقوا جميعهم على أنه لا أفق لهذه الحرب وأنها تسير في طريق مسدود، وأن الصفقة الأمريكية مع السعودية بشأن اليمن لم تكن صفقة جيدة. ترحيب يمني من جهته أعرب مجلس النواب في جلسته المنعقدة أمس برئاسة نائب رئيس المجلس عبدالسلام صالح هشول عن ترحيبه بالحقائق التى ذكرها أعضاء في الكونجرس الأمريكي في رسالتهم إلى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون بخصوص فتح ميناء الحديدة. وأوضح نواب الشعب أن من ضمن الحقائق التى ذكرتها الرسالة أن الغارات الجوية التى تشنها دول تحالف العدوان بقيادة السعودية على مناطق مختلفة في الجمهورية اليمنية وخاصة الحديدة يجعل من المستحيل عملياً على المنظمات الإنسانية تقديم الإمدادات. وأشاد نواب الشعب بأعضاء الكونجرس الأمريكي الذين اتخذوا هذا الموقف بالتشديد على الخارجية الأمريكية على استخدم كل الأدوات السياسية والدبلوماسية الأمريكية للمساعدة في فتح ميناء الحديدة أمام المنظمات الإنسانية الدولية حتى يتسنى لها استيراد الغذاء والوقود والدواء إلى كافة المناطق في اليمن؛ لإنقاذ حياة مئات الآلاف من الأطفال والشيوخ الذين يواجهون المجاعة بسبب العدوان السعودي والدول المتحالفة معه. وأشار أعضاء مجلس النواب إلى أن دول تحالف العدوان لم تكتف باستهداف ميناء الحديدة ومنع دخول السفن إليه بل أعلنت الحديدة والشريط الساحلي على البحر الأحمر منطقة عسكرية الأمر الذي سيكون له نتائج كارثية على الشعب اليمني باعتبار ميناء الحديدة المنفذ الوحيد المتبقي لدخول المواد الإنسانية. ولفت نواب الشعب إلى أهمية توظيف نفوذ دول مجلس الأمن الدولي في دول تحالف العدوان لضمان دخول السلع الانسانية إلى ميناء الحديدة. ونوه أعضاء مجلس النواب بما ورد في رسالة عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي بشأن ضرورة حث دول العدوان والضغط عليها لإيقاف الحرب وفك الحصار البري والبحري والجوي والتوقف عن دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية، ودعوة الأطراف المتحاربة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات على اعتبار أن الحل النهائي يجب أن يكون سياسياً.