مأساة في ذمار .. انهيار منزل على رؤوس ساكنيه بسبب الأمطار ووفاة أم وطفليها    تهريب 73 مليون ريال سعودي عبر طيران اليمنية إلى مدينة جدة السعودية    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور فؤاد الصلاحي ل"اليمن اليوم":قوى الحراك دخلت بنية المساومات والصفقات
نشر في اليمن اليوم يوم 28 - 03 - 2013

* كيف هي نظرة أ وقراءة الدكتور فؤاد الصلاحي لمجريات الحوار الوطني وهو يلفظ أسبوعه الثاني؟
- مسار الحوار لا يختلف كثيراً عن مسار التسوية السياسية إن لم يكن مطابق لها، فالممثلون في هذا وتلك هي نفس القوى التقليدية، وعلى حساب ثورة الشباب وأهدافها النبيلة المعلن عنها قبل الانحراف بمسارها، لكن من حيث المبدأ الحوار هو عملية مقلوبة كقيمة إنسانية وحضارية وآلية حل سياسي.. بل إن الحوار مطلوب في حياتنا اليومية.. داخل الأحزاب وبين الأحزاب وداخل الأسرة وبين الأسر وفي المنزل والمدرسة والعمل.. إلخ.
وبالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني يكون السؤال الذي ينبغي الإمعان في إجابته، من هم المتحاورون؟ وما هي أجندات الحوار الأساسية كمدخلات.. لا شك أن مخرجات الحوار ستكون انعكاساً لها بالسلب أو الإيجاب.

* لا شك هناك نقاط قوة وأخرى نقاط ضعف ستتحكم بمسار الحوار؟
- نقاط الضعف كثيرة وواضحة، في حين نقاط القوة لا تكاد تذكر، بالنسبة لنقاط الضعف يمكن إجمالها في هيئة القوى التقليدية، مراكز قوى قبلية وحزبية وعسكرية، على قوام المؤتمر من الرئاسة على اللجنة الفنية إلى المشاركين، وهو الأمر الذي سبب خلل في التمثيل، مثلاً: الشباب المستقل الحقيقي قليلون جداً جداً في قوام المؤتمر، المحافظات بعضها يمثلها اثنين أو ثلاثة، وهذا خلل.

* في الأساس هو حوار قوى وتنظيمات سياسية؟
- هذا هو الحاصل، حوار أحزاب تسيطر عليه مراكز قوى وأتباعهم، وحوار كهذا لا ينطبق عليه مفهوم الحوار الوطني الشامل.

* أفهم من كلامك أن هناك خللاً في الترتيبات الإجرائية والفنية للحوار؟
- بالضبط، وهو أمر واضح وجلي، اللجنة الفنية للحوار لم يكن التمثيل فيها وآلية الاختيار سليماً، حيث اقتصر التمثيل فيها على الأحزاب الرئيسية والشباب والشابات الموجودين فيها ليسوا بالنسبة لدورهم أكثر من ديكور لتجميل العملية، إذ ليس بينهم من يمثل شباب الثورة.

* ياسر الرعيني، توكل كرمان، على سبيل المثال.. أليسوا من شباب الثورة؟
- كانوا في الساحة نعم، لكنهم أقرب إلى أحزابهم، والأحزاب التي اختارت الأكثر قرباً لها ولاءً وتنظيماً، هناك مكونات ثورية في الساحة لم يتم اختيار مبرزيها، وهناك أفراد كان لهم دور حقيقي ومشهود، لكنهم ليسوا من القوائم المفضلة للأحزاب ولهذا هشوا.
الخطأ الثاني أنه تم حصر العملية بين المشترك وشركائه والمؤتمر وحلفائه، وهؤلاء لا يمثلون سوى 10 % من إجمالي السكان.. أين بقية المكونات والتجمعات الثورية، الشباب، العمال، الأكاديميين، المرأة المستقلة.
على سبيل المثال عشر جامعات حكومية يجب أن يكون لكل نقابة فيها ممثل في الحوار، وكذلك منظمات المجتمع المدني.

* والمنظمات ممثلة وتم تحديدها مسبقاً؟
- لم تمثل، وهناك 7 ألف منظمة في اليمن منها في الحوار هي القريبة من الأحزاب وتحديداً المؤتمر الشعبي العام والإصلاح والاشتراكي أو التابعة لشخصيات نافذة، أيضاً الأكاديميين منهم.

* نسبة كبيرة من المشاركين يسبق أسماءهم حرف الدال؟
- فقط المرتبطين بالأحزاب والأجهزة الأمينة، ليس من بينهم من اختير لكونه أكاديمي ومتخصص.

* بعض القوائم غلب عليها الطابع القبلي والعائلي.. ما رأيك؟
- صحيح.. أصلاً كيف تريد من مراكز قوى تقليدية أن تختار شباب هم من الأساس رافضين سيطرة كبار السن في الأحزاب وفي الدولة، اختيار المشاركين في الأغلب تم من قبل مراكز القوى القبلية والعسكرية والأمنية.. ولهذا جاء الاختيار لشباب إذا ما نظرنا لشريحة الشباب فهم لا يشكلون خطراً بأطروحاتهم وأفكارهم على تلك القوى.

* أيضاً عدد لا بأس به من المشاركين يتقلدون مناصب قيادية في الدولة.. مثلاً وزير في الحكومة، وكيل وزارة، مدير مكتب الرئاسة... إلخ.
- ورئيس البرلمان.. نعم هذا وضع غير سليم، مثل هؤلاء لديهم مهام إدارية حساسة ومطلوب حضورهم في وظائفهم بشكل دائم، وأنا أتساءل هل تم اختيارهم لأنه لا يوجد في البلد سواهم يمكنهم المشاركة بفاعلية في الحوار، الحوار الوطني يحتاج إلى تفرغ تام.

* ما الذي فهمته أو استوحيته من خلال الكلمات الملقاة في الجلسات الافتتاحية؟
- الكلمات في الجلسات العامة هي خطابات عامة توصيفية، تمنيات، من قبيل: نريد، نتمنى، نرغب، ..إلخ، والهدف منها التنفيس عن غضب الشباب قبل أن يتم توزيع المشاركون إلى مجموعات.

* صحيح، قد لا تمثل الكلمات الملقاة في الجلسات العامة معياراً لنجاح المؤتمر من فشله، لكنها تعطي مؤشرات أولية، حتى أن من بين المراقبين من يرى أن كثيراً من المشاركين يمثلون عبئاً على الحوار ذاته، ربما نتيجة لافتقادهم للرؤية العميقة تجاه مختلف القضايا المطروحة.. ما رأيك؟
- ليس عبئاً على الحوار ذاته وإنما عبء على مراكز القوى التي فوجئت بمطالب تتجاوز أجندتها.. إصلاح الدولة الفيدرالية وما إلى ذلك مما سمعناه من خطابات كثير من المشاركين، وبسقوف مرتفعة ما شكل لمراكز القوى مفاجأة.

* على ذكر مركز القوى ومخططاتها للسيطرة على مجريات الحوار وضمان نتائجه، رغم مرور أسبوعين على أعمال المؤتمر، لا تزال مفاوضات وضغوط تمارس على الرئيس عبدربه منصور هادي من قبل الإصلاح لإضافة 100 عضو عبر قائمته بدعوة زيادة تمثيل شباب الساحات؟
- هو السعي لضمان الأغلبية، وإذا ما تمت الإضافة فإنها ستذهب للأحزاب والتي ستختار بنفسها الشباب وبنفس الآلية والمعايير التي اختارت من سبقهم من الشباب إلى قوام المؤتمر ليبقى شباب الثورة المستقل بلا تمثيل.

* يعني الغرض من الإضافة توسيع حصص الأحزاب باسم الشباب؟
- الهدف ضمان السيطرة وألا يتركوا للشباب حرية اختيار من يمثلهم، ثم لماذا الإضافة من الأصل، ألم يقولوا في السابق أن ال(565) جاءت بطريقة مدروسة!، فلماذا الإضافة؟. المطالبة الآن بالإضافة لها معنى واحد وهي أن الطريقة التي تم اختيار قوام المشاركين لم تكن مدروسة وبالتالي طالما وأنها لم تكن مدروسة وفيه خلل يتوجب الإضافة معناه أن العملية برمتها غير مدروسة.

* بعد إعلان قوام التمثيل في الحوار أعلن حميد الأحمر،تعليق عضويتهم، وفي الجلسة الثانية من الحوار لحق بهم رئيس الإصلاح، محمد اليدومي معللين ذلك بأن قائمة الرئيس هادي لم تراع المعايير وأن شباب الساحات غير ممثلين بما فيه الكفاية، ما رأيك؟
- أصلاً ما الداعي لمشاركة قادة الأحزاب، يفترض أن لدى كل حزب لجان مساندة متخصصة في مختلف القضايا المطروحة في أجندة الحوار، والمشاركون عن الحزب هم ممثلون له وما يطرح للنقاش في المؤتمر هو ما تم مناقشته والاتفاق عليه داخل الحزب، ثم أن الأحزاب ستشكل، أو هكذا يفترض مع رئيس الجمهورية لجنة خاصة لدراسة ما ينجم عن قرارات المؤتمر النهائية.

* طالما والأمر كذلك، فالحركة الاستعراضية في تعليق العضوية والانسحاب محاولة ..... بطولة؟
- فقط.

* وبالنسبة لليدومي تحديداً؟
- (مقاطعاً) ما جدوى حضوره طالما وأمين عام الإصلاح، عبدالوهاب الآنسي يشغل نائب رئيس المؤتمر؟، لماذا يشارك رئيس الحزب وأمينه العام؟، وكيف يستقيم الحال حين يكون رئيس الحزب إذا ما شارك في الحوار عضواً لدى أمين عام الحزب، وبالتالي أحسن اليدومي الخروج، وهذا ما حصل.

* لماذا الإصرار على المشاركة ثم الانسحاب والاستبدال؟
- أنا قلت لك أن العملية لم تكن مدروسة، والطمع الحزبي كان حاضراً وبقوة من قبل الجميع، المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه للسيطرة على القوائم.

* يعني اليدومي لم يكن بحاجة لتلك الحركة الشكلية في التنازل عن مقعده؟
- لا اليدومي ولا يحيى الراعي. الراعي هو الآخر قال قبل يومين إنه لن يستطيع الحضور، وإنه متنازل عن مقعده، مع أنه مضطر وبالتالي التنازل عن المقعد حركة شكلية.

* إصرار قيادات الأحزاب ومراكز النفوذ على المشاركة الشخصية وسعيها للسيطرة على أكبر قدر من قوام الحوار، ربما لأن القوى التقليدية مراكز القوى تشعر بفزع من نتائج الحوار؟
- فعلاً، هي تشعر بخوف بأنه إذا فازت مقررات الشباب في الدولة المدنية والفيدرالية وفي إعادة ترتيب النظام السياسي ولقاء مصلحة شئون القبائل سيتضرر جميعهم لكن لصالح الوطن، وبالتالي أنا أرى أنه لا مبرر لتخوفيهم لأن بناء الدولة يفيدهم أكثر من المصالح الآنية الضيقة، مثلاً ما قيمة مصلحة شئون القبائل أمام قيمة وجود دولة القانون.

* حتى اللحظة ما زالت الأحزاب والتنظيمات السياسية المتحاورة تحرص على عدم الإعلان عن رؤيتها الكاملة إزاء مجمل القضايا المطروحة أمام الحوار، أليس كذلك؟
- صحيح، الأجندة غائبة ولين تتضح من الآن.

* لماذا؟
- لأنه طالما وهناك شركاء (الدول العشر) الحلول لن تأتي إلاّ في الشهر الأخير الآن كله مجرد كلام وعرض رؤى، والمفروض أننا منذ البداية أمام رؤية محددة تمثل مختلف القوى الرئيسية المشاركة، رؤية تمثل رئيس الجمهورية وحكومته والثانية المؤتمر وحلفائه والثالثة المشترك وشركاؤه، والشباب إذا كان لديهم رؤية.

* وماذا يعني لك غياب الرؤى؟
- طالما غابت كل الرؤى التي يجب أن يدافع عنها أصحابها، فمعنى ذلك أنهم يدخلون الحوار بنية المساومات والصفقات.

* وهذه مشكلة!
- بالفعل، هنا الخطورة، أنا أخشى أنه في الشهرين الأخيرين من المؤتمر يتجه الجميع إلى عقد صفقات ومساومات سياسية واقتصادية وإدارية ووظيفية، تسويات الشأن العام والإقرار بمخرجات عامة قد لا تكون استجابة لأهداف الثورة وحينها سيكون الخاسر الوحيد الشباب لتضاف إلى رصيده بعد خسارته الأولى في الثورة.

* أفهم من كلامك أنه وعلى ضوء مواقف الأحزاب من مجمل القضايا المطروحة قد يتمخض عن الحوار تحالفات واصطفافات جديدة.
- أتمنى أن يكون فيه رؤية ناضجة لتكتل، إما موازي للمشترك أو أن المشترك يعيد توسيع نفسه مرة أخرى، أو أن يظهر اصطفاف مدني جديد يضم القوى الراعية للمدنية ليكون في مقابل اصطفاف القوى التقليدية، يعني فرز حقيقي للقوى على الساحة اليمنية.



* وهل هذا ممكن حدوثه؟
- عندنا في اليمن صعب جداً، ولعله غير ممكن لماذا؟ لأن العلاقة متداخلة، الأحزاب التحديثية نفسها ترتبط بعلاقة وثيقة مع العسكر والقبيلة ومن ثم سيستمر التحالف بينخما، ولهذا أنا أتمنى أن يشكلوا الشباب تياراً سياسياً جديداً داخل الساحة، داخل مؤتمر الحوار ليعلن للبلد عن أهدافهم وتطلعاتهم لبناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة.

الفيدرالية
* كيف نفهم هذا التوجه العام نحو الفيدرالية كحل للأزمة اليمنية؟
- الفيدرالية كمفهوم وآلية هي مطبقة في 30 دولة من دول العالم، السؤال هو كيف سيتم إنزالها على أرض الواقع؟، هل بتقسيمها ستة أقاليم وهذا كثير جداً، أو إقليمين، وهذا لا يمكن لأنها ستعود باليمن إلى مرحلة سابقة.

* أنا سبقت وكتبت حول الموضوع، وقلت أن الممكن ثلاثة أو خمسة أقاليم ويكون التقسيم على أساس جغرافي وإداري وتنموي وتقارب.. وهذه العملية تتطلب خبراء في شتى المجالات وأن تكون التفاصيل واضحة من حيث تحديد اختصاصات الحكومات المحلية والمركزية ووظيفة كل منها وهذا يتطلب شغل قوى حتى لا يكون هناك صدام بين المحليات والمركزية.

* الفيدرالية لكي تنجح تتطلب قيادة مركزية قوية؟
- مش قيادة، هي تحتاج دولة مؤسسية، وقوة الدولة المؤسسية تتمثل في وحدة الجيش ووحدة الرئاسة (صناعة القرار وعدم وقوعها لضغوط مراكز القوى) القضاء (المحكمة الدستورية العليا يجب أن تكون مستقلة تماماً لأنها هي الحكم بين المركزية والإقليمية) أيضاً النظام التعليمي.

* وهل هذا متوفر لدينا؟
- لا.. ولكن ينبغي أن يخرج المشاركون في الحوار برؤية متكاملة سياسية وإدارية وتنموية.. الفيدرالية ليست مجرد فكرة حتى يعلن الرئيس الانتقال إليها، وهي عندما تعلن تعلن بكامل تفاصيلها، وتحتاج إلى عشرات اللجان المتخصصة سياسيين وخبراء لصياغتها خارج مؤتمر الحوار.

* أفهم من كلامك أنه بدون وجود الرؤيةن الكاملة تعتبر الفيدرالية في وضع كاليمن تمزيق للوطن؟
- مش تعتبر، وإنما لا يمكن تنجح، الوضع الحالي محافظة عمران تحت سيطرة القبائل وصعدة تحت سيطرة الحوثيين، بمعنى أننا الآن في وضع أقل من الفيدرالية، وبالتالي يجب أن نرفع وضعنا إلى مستوى أفضل.

* يعني حالياً وضع البلد ممزق؟
- جداً، والفيدرالية توحد البلد، ولكن إذا ما توافرت المؤسسات والقوانين وليس الرغبات ومراكز القوى.

* سبق وأن طالب الشباب الناشطين العمل من أجل إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة المدنية الحديثة؟
- أنا كنت طالبتهم أولاً بإنشاء سياسي لهم أو شبكة لمكونات الثورة المستقلة، تكون موازية للمؤتمر والمشترك، ومن خلال هذه المكون السياسي أو التنظيمي الجديد يكون إعادة الاعتبار لمفهوم الدولة حتى لا يفهم من الدولة أنها ذات صبغة دينية أو ذات صبغة قبلية، الدولة المدنية هي دولة المؤسسات، دولة المواطنة المتساوية على أساس من الدستور والقانون، وببلوغها يتحرر الشباب من ضغوط قبلية وضغط والجماعات الدينية ومن ضغوط الخارج، لرؤية وطنية واحدة، ولهذا عندما نقول الآن نريد دولة اتحادية الهدف هو إعادة الوحدة بصيغة جديدة، ونقوي من مهام الدولة.. يعني دولة وطنية قوية بصياغة جديدة للوحدة.

* بالنسبة لرد الاعتبار لمفهوم الدولة المدنية الحديثة، هل أفهم من ذلك أنه أسيء إليها من خلال التلاعب بالألفاظ من قبل مختلف القوى؟
- طبعاً.. كل القوى أعطت للمدنية مفهوماً آخر، وانزلق بها السياسيون مزالق متعددة، في حين الأول أن للدولة المدنية مفهوم علمي واحد مأخوذ به في دول العالم النامية.

* أثناء الأزمة 2011م حتى ألد أعداء المدنية رفعوها شعاراً لهم؟
- كل القوى أعطت للمدنية مفهوماً خاصاً بها، ولهذا سيجدوا أنفسهم الآن في الحوار الوطني مختلفين في الفكرة، والمخرج للجميع هو اعتماد المفهوم العلمي للدولة المدنية، ثم يختلفوا في التفاصيل.

* المشكلة أن الذين يمكن أن تكون مصلحتهم في إقامة دولة تضع في اعتبارها حقوقاً متساوية لكل اليمنيين (الدولة الحديثة) غير قادرين على تنظيم أنفسهم؟
- طبعاً، الدولة المدنية لا يمكن أن تستقيم مع منافسة القبيلة لها. أما أن تكون دولة مدنية أو قبلية، أما الاثنتان معاً في لباس واحد مش ممكن.

غداً الجمعة نستكمل الجزء الثاني من الحوار وفيه:
يتحدث الدكتور فؤاد الصلاحي عن الأحزاب السياسية والتغيير وعلاقات أحزاب المشترك فيما بينها، وصراع الإصلاح والحراك.. والإصلاح والحوثيون.. وقضايا أخرى ذات صلة لا تقل عنها أهمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.