متابعات – يمن فويس تصاعدت المواجهات العسكرية بين دولتي السودان، وتحولت إلى معركة «كسر عظم». إذ أعلن الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن بلاده ستبعد الجزرة وتستخدم العصا لتأديب قادة حكومة جنوب السودان، مهدداً بأن جيشه سيلف الأفعى في عنقها، وبأن حكومة الجنوب ستكون العدو الأول لبلاده بعدما «ارتضت صحبة الصهاينة وعملاء الغرب». وأكد البشير أمام حشد جماهيري في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان في غرب السودان التي انتقل إليها مجلس الوزراء لعقد جلسة استثنائية، أن «الخرطوم لن تفرِّط في شبر من السودان»، وأنها ستحمي أراضيها من الجيش الجنوبي الذي وصفه ب «الخونة والمرتزقة». وقال البشير مرتدياً زياً عسكرياً: «إننا درَّسنا قيادة الجنوب كثيراً لكنهم لم يعوا الدرس، حدّثناهم عن أهمية الوحدة ولم يفهموا، وعرَّفناهم بأهمية السلام ولم يكترثوا». وأضاف: «أمسكناهم حبل الوحدة فشدوه وانقطع قتلقف الشمال الأفعى». لكن البشير هدد بأن هذه الأفعى سيلفها الشمال في عنق الجنوب، وأكد أن الأخيرة سعت لمغازلة إسرائيل ودول الغرب خوفاً من أن تفتح جبهة عداء مع هؤلاء، قائلاً: «سنكون العدو الأول لها وسنعمل على تأديبها بالعصا وسنلقّنها درساً لن تنساه». وأضاف وهو يرقص ويلوّح بعصاه: «أعطيناهم دولة كاملة فيها بترول وهم لم يفهموا… أميركا لن تعاقبهم ولا مجلس الأمن لكن إحنا اللي حنعاقبهم … القوات المسلحة… الشرطة وقوات الأمن … كل الشعب. نرمي عدونا إلى الخارج وعايزين أن يكون الدرس الأخير». وسخر البشير من تصرفات قادة الجنوب، مؤكداً أنهم نحروا دولة جنوب السودان و «جحدوا النعمة التي قدّمناها لهم»، مضيفاً «نحن سلّمناهم دولة كاملة الدسم ولم يتمكنوا من الحفاظ عليها». وتابع: «من يمد يده على السودان سنقطعها له ومن ينظر باستحقار لبلادنا سنفقأ عينه، ولن نفرّط في شبر من بلدنا»، مؤكداً أن معركة الحسم ستكون في هجليج التي «ستخضع لسيادة» السودان قريباً. وأكد أن أجواء الحرب تعيدهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقال إن مثل هذه المواقف «نحتاجها حتى نتذكر الجنة ونشم عبق الشهداء»، مؤكداً استعداد جيشه لخوض معركة ضروس مع الجنوب. وزاد: «الحرب لن تنتهي في هجليج وانما البداية». وفي جوبا أعلن وزير الإعلام في حكومة الجنوب برنابا بنجامين في مؤتمر صحافي أمس أن جيش بلاده لن ينسحب من هجليج إلا بعد نشر قوات أممية في المنطقة والاتفاق على ترسيم الحدود بين الدولتين. وقال إن معركة تدور على بعد 24 كيلومتراً من هذه المنطقة النفطية منذ مساء الأربعاء واستمرت صباح أمس، مؤكداً أن جيشهم صد القوات السودانية. واعتبر تهديد البشير باطاحة حكم الرئيس سلفاكير ميارديت تهديداً بابادة شعب الجنوب. وشهدت جوبا ليل الأربعاء تظاهرة حاشدة نددت بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وهتفت لإسقاط نظام البشير، وطالبت برفض الوساطة الافريقية. وقال الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية» الحاكم في جوبا باقان أموم: «على الخرطوم ألا تفكر في الدخول لهجليج بالقوة، لأن هذا ليس في صالحها … ويجب عليهم التفكير في التفاوض بدل أي شيء آخر». وأعلن أموم استعداد بلاده للعودة إلى طاولة المفاوضات، لكنه رهن ذلك بعودة منطقتي كفيه كانجي وحفرة النحاس التابعتين إلى دارفور حالياً، إلى حدود الجنوب، قائلاً إن السودان يسيطر عليهما حالياً. وقال باقان أموم أمام التظاهرة التي نظمها شبان من جنوب السودان للتضامن مع جيش الجنوب وإعلان التعبئة العامة وسط الشباب، إن الجيش الجنوبي دخل إلى هجليج دفاعاً عن سيادة جنوب السودان بعدما اتخذتها الخرطوم قاعدة للهجوم على دولته. وأضاف أن بلاده تسعى منذ استقلالها العام الماضي إلى خلق علاقات حسن الجوار مع الدول المجاورة بخاصة السودان، وأن استراتيجيتها هي إرساء السلام في المنطقة من أجل بناء الدولة الوليدة. ودعا أموم إلى نشر قوات أممية في المناطق المتنازع عليها والاحتكام إلى المحكمة الدولية للفصل في شأنها. وقال: «يجب تطبيق قرار محكمة لاهاي في ما يختص بأبيي وأن يصوّت أبناء أبيي فقط وهم دينكا نقوك لأنهم أصحاب المنطقة»، مكرراً بذلك موقف الجنوب الداعي إلى استبعاد قبائل المسيرية العربية. وطلب باقان من المؤتمر الوطني توفير الحماية لأبناء الجنوب في السودان من حملات التعبئة. وأضاف: «حماية أبناء السودان في جنوب السودان مسؤولية حكومة وشعب الجنوب». وأشار إلى أن من مسؤولية الحكومة السودانية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة المساعدة في عودة أبناء الجنوب المقيمين في السودان إلى ديارهم. وفي تطور متصل، قال تحالف «الجبهة الثورية السودانية» الذي يتألف من متمردي دارفور و «الحركة الشعبية – الشمال» إنه استولى على موقعين رئيسيين في منطقة الخرسانة النفطية التي تبعد نحو 70 كيلومتراً من هجليج. وقال الناطق العسكري باسم «حركة العدل والمساواة» في غرب كردفان بدوي موسى الساكن إن قوات التحالف غنمت 30 سيارة مقاتلة و7 شاحنات تحمل عتاداً ومؤناً وذخائر وثلاثة مدافع. لكن مسؤولاً عسكرياً في ولاية جنوب كردفان تحدث عن تحرير القوات السودانية مناطق بحر العرب القديمة والقرنتي وطرد قوات الجيش الجنوبي خارج الأراضي السودانية وتكبيدها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد. وأكد إنخراط مجموعة كبيرة من قدامى المجاهدين بينهم وزراء ومسؤولون بالدولة في مواقع القتال الأمامية. وأكد المسؤول العسكري مقتل القائد الثاني للفرقة الرابعة للجيش الجنوبي في هجليج العميد توماس، وتقدم القوات السودانية على كافة جبهات القتال. وتوقع استعادة المنطقة النفطية في أي وقت بعد تطويقها من ثلاث جهات ورصد الطيران الحربي مواقع وحدات الفرقة الرابعة لتدمير القوات الجنوبية في حال انسحابها. كما كشفت سلطات ولاية جنوب دارفور عن حشود من الجيش الجنوبي وحركات دارفور في المناطق المتاخمة لحفرة النحاس وكفيه كنجى وسنقو، وأعلنت دحر قوات حركتي مني أركو مناوي و «حركة العدل والمساواة» عن منطقة أم دافوق المتاخمة لحدود دولة افريقيا الوسطى. وقال نائب حاكم ولاية جنوب دارفور، عبدالكريم موسى، إن السلطات ظلت تطارد مجموعات دخلت أطراف الولاية قرب حفرة النحاس قادمة من مناطق سرى ملاقاة وولاية شمال بحر الغزال الجنوبية وأجبرتها على العودة إلى داخل أراضي الجنوب مرة أخرى المصدر: دار الحياة