قال الشيخ احمد المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن إن اليمن عانت من الإرهاب منذ وقت مبكر، وتمثل ذلك بعدة حوادث إرهابية شهدتها البلاد، اضافة للعديد من الاغتيالات التي تطالب الشخصيات في عدة محافظات يمنية أبرزها أبينوحضرموت، وجاءت بصبغة واحدة وتحت شعار واحد. وأكد المعلم في حديثه لربنامج #مساء_الخير_يايمن والذي بثته #قناة_رشد ضمن حملتها للتعريف بالإرهاب أن اليمن من اوائل البلدان التي اكتوت بنار الارهاب، مؤكدا وجود الكثير من الاسرار التي لم تكشف بعد، وتزيح الستار عن أسباب استهداف اليمن بالذات. التسعينات هي البداية وقال المعلم وهو احد كبار مشائخ حضرموت ورئيس علماء أهل السنة والجماعة فيها، أن الإرهاب لم ينشأ داخل اليمن، بل جاء من خارجها. وأوضح بأن بداية التسعينات مثلت ولادة الإرهاب داخل اليمن من الناحية الزمنية، وهي الفترة التي شهدت عودة الكثير من العناصر التي شاركت في الجهاد بأفغانستان، وعادت لبلدانها متشربة للمفاهيم المغلوطة، التي تكفر الامة والحكام والشخصيات والشعوب. وأشار المعلم الى أن اليمن يعاني اليوم من نوعين للإرهاب، الاول يتمثل في حالة التطرف والغلو والذي خرج أهله من وسط اهل السنة بفكر منحرف ومخالف لما أجمعت عليه الامة. والنوع الثاني هو الإرهاب الحوثي الذي قال بأن له مصدران، الاول الفكر الجارودي الزيدي المتطرف، و الذي يتبنى المجازر والمآسي والتنكيل والتدمير والتكفير لطوائف اليمنيين حين يتولى أئمته الحكم في اليمن. والثاني يأتي مصدره من إيران التي تخلط بين العقائد والسياسة، وفق تعبيره. ارهاب المذاهب الشيعية وقال إن المذاهب الشيعية باوساطها واطرافها كلها مذاهب سياسية، وهدفها السلطة والحكم والكراسي، وما يذكرونه عن الإمام علي بن ابي طالب او فاطمة تم بناءه على ما يحقق لهم اهدافهم السياسية. وأكد أن الشيعة العرب في قاموس الشيعة الايرانيين يعتبرون العدو الثاني بسبب عروبتهم، مشيرا الى أن الذهنية التي تراكمت على مر العصور جاءت بسبب تبني المذاهب الشيعية للسياسة وتسخير كل شيء لمصلحتهم، فوضعوا اسمائهم على شعارات لتحقيق مآربهم الخفية التي تهدف للتسلط والاستحواذ على مصالح الشعوب. وقال ان ارهاب الطرف السني معروف ومصنف ضمن الارهاب عالميا، بينما ارهاب الشيعة غير مصنف عالميا ويمارس عمله بضوء اخضر عالمي. تشخيص وفي تشخيصه لمنطلق الإرهاب قال المعلم إن المنطلق الفكري للجماعات الارهابية هو الغلو والفكر المنحرف واستدعاء وبعث ما ذهب وانتهى من تلك الافكار، إضافة للتأويل الخاطئ للنصوص القرآنية وكلام العلم، الذي يجري تنزيله في غير مواضعه وبغير مفاهيمه الواضحة. وذكر بأن التعريفات لمفهوم الإرهاب تنوعت وتعددت بحسب الجهات المستفيدة من الارهاب نفسه، وهو ما جعل مصطلح الارهاب خاضعا للتأويل وعدم التجرد بما يحقق السياسات لكل دولة، معتبرا ذلك يخدم من اسماهم قوى الشر والاستكبار في العالم التي من مصلحتها عدم وجود تعريف واضح للارهاب. واكد ان المجتمع الدولي يدخل من يشاء بحق او غير حق في الارهاب، ويخرج من شاء عن الارهاب، وان كانوا من أعظم الارهابيين. اسباب الإرهاب وعن اسباب الإرهاب في المجتمعات تحدث الشيخ المعلم، وقال بأن الظلم والجور احد أبرز تلك الأسباب، وقال بأن هناك من يسعى لتشويه صورة الاسلام بشكل متعمد. وأكد بأن ظلم المسلمين يؤدي الى الشعور بالظلم والجور، بعد وصف المسلم المتوسط والمعتدل بالإرهاب، ليتحول بعد ذلك الى ارهابا حقيقيا، وينجر من مكانه الذي بالوسط الى احد الاطراف. وأضاف: الارهاب من أي مصدر كان، سواء من دولة، او عدة دول، او عصابة منظمة، او افراد، او من جماعات سياسية، سواء بدافع سياسي، او اقتصادي، او ديني، ومحصلته تقود الى مثل إلحاق الضرر فهو ارهاب. وأردف المعلم في حديثه قائلا: "لا نتعاطف مع من يقولون انهم ينتمون الى السنة، ويمارسون الارهاب، بل هم ارهابيون، ونحن ندينهم، ونعمل على معالجة هذا الارهاب عن طريق الفكر، وليس لدينا أي تعصب، ونريد ان نشخص الداء ونصل للعلاج، ولا تخيفنا أي جهة اخرى تعمل على الدعايات والتهم المغرضة. معالجات وعن المعالجات التي يمكن ان تحد من الارهاب حدد المعلم العديد من المقترحات، كالتوعية المعتدلة والشاملة للجميع بما فيها الشعوب والشباب والافراد، إضافة للجانب القانوني والعسكري والفكري. وقال بأن الوضع في اليمن يحتاج لنشاط كبير في التعليم والتربية على العلم الصحيح، وطريق التعلم الغير معوج والنأي عن التأثر بالأفكار الهدامة، ناصحا بتوسيع دائرة التعليم الشرعي والصحيح وقيام المساجد بدورها. ودعا الدولة الى تتبنى رؤية شاملة للتحذير من الارهاب، وإقامة العدل والقانون مع الجميع بكل جد وصرامة، على ضوء قوانين منبعثة من صميم الشريعة الاسلامية المتجردة. وحث المعلم على ضرورة معالجة من يتم استقطابهم من قبل الجماعات الارهابية بحكم، وعدم معاداته، والعمل على انقاذهم بحرص المشفق عليهم مع المفاهمة والتبيين والنصيحة. وأضاف: ينبغي ان نتجاوز معهم حدود المعالجة الفكرية طالما لم يبدر منه شيء في المجتمع، أما من يسعى لاقناع وجمع الناس على الفكر الإرهابي، فيجب ان يوقف بقوة القانون والامن في حال سعيه للبغي بين الناس. القرني: التطرف أصل الإرهاب من جانبه قال الداعية الاسلامي عوض القرني إن الدين الاسلامي تعامل بوضوح مع قضايا الإرهاب عبر التأريخ الاسلامي. وأكد في مداخلة هاتفية له بأن الارهاب يعد ثمرة ونتيجة للمصطلح الشرعي والمسمى حاليا بالتطرف. واوضح بأن الارهاب يستهدف الجميع من الحياة والانسان والبشرية، وممارسات الارهابيين استباحت كل شيء في الحياة. وذكر بأن هناك توظيف للإرهاب بعدة صور منها تشويه صورة الاسلام لصرف الناس عن دين الله، إضافة الى تدمير البنى التحتية في الديار الاسلامية، لتبقى الشعوب الاسلامية تبحث عن لقمة عيشها فقط.