في بلد اصبح الوضع المتأزم فيه روتينا طبيعيا يلامس حياة السواد الاعظم من ابنائه واضحت الفوضى العارمة والدمار الشامل ضمن تقلبات سياسة تبدو اكثر قربا للفشل من النجاح وما بين مشاهد الاحتراب والاحتقان في اروقة العملية السياسية يبدو المشهد\ اكثر وضوحا وتوظيفا ممتازا لنشؤ حرب اهلية لانعرف موعد اندلاع شرارتها الاولى التي ترتبط بشكل مباش بوصول درجة الغليان السياسي والشعبي الى الذروة عندها لا نملك سوى ان نضع ايدينا على قلوبنا ونرفع الاكفة الى السماء. قد يلمس البعض من المقدمة يئسا لا حدود له بيد ان ذلك وللأسف اضحى الواقع المعاش والذي اصبح مريرا حد اللامطاق نعم ينبغي ان نكون عليه دراية بما يدور حولنا واستخلاص العبر والنماذج لعل في ذلك خيرا لنا بدلا من ان نبقى رهن اعتقال الكلام المنمق والمعسول ونتبع سياسة التطمين التي اخذت مكانا متقدما في سياسة الانظمة المتعاقبة في اليمن ..
عموما لا اريد ان اذهب بمفردات الكلام التي تبدو لي اكثر احساسا وثورية من بعض المزايدين الى خارج الموضوع الذي ظل لفترة طويلة يراوح مكامن فكري فأبيت الا ان انسج تفاصيله في رحاء اسطر هذا المقال.. قد لا يحتاج البعض منا الى نبذة تعريفية لمثلث برمودا الشهير الذي اصبح وبالا يخيم على ارجاء البشرية التي تزداد دقات قلوب ابنائها خوفا كلما اقتربت من جغرافية المثلث الشهير ..لست مخولا هنا بالتمعن اكثر في ذلك المثلث الشهير من منطلق انني احد اعضاء قاعدة الاقربون اولى بالمعروف..
عند الحديث عن ثلاثي المؤتمر والاصلاح والحوثي يتبادر الى ذهن الفرد منا عدة عوامل محبطة ترتبط بشكل مباشر بالسمعة السيئة لهذا الثلاثي السيء الذي ما لبث ان تسلل الى كافة طبقات المجتمع اليمني وعبر سياسة تمدد وتغلغل سرعان ما اثبتت فعاليتها في كسب اكبر عدد من المنطويين تحت لوائه ذو الاجزاء الثلاثة..
الاصلاحمؤتحوثي .او مثلث برمودا اليمن اسما قد يبدو غريبا بعض الشيء من منطلق العداء الشديد الذي يكنه كل منهم للأخر بيد ان كل منهم يكمل الاخر ايضا وتماشيا مع سياسة التمدد والتغلغل التي ميزتهما عن غيرهما من الاحزاب والتجمعات السياسية في المشهد السياسي اليمني مما ادخل البلاد في دوامة من الاحتراب والاحتقان السياسي والشعبي الناتج عن سياسة التعبئة والمواربة التي ابدع في تنفيذها على ارضية الواقع مثلث برمودا اليمن..
لا حبذ فكرة ان الاصلاح والمؤتمر والحوثي اعداء لبعضهم البعض قد لا يكون ذلك تعبيرا حقيقا عن حقيقة ما يجري خلف كواليس المشهد السياسي اليمني .بالطبع نلمس بين الحين والاخر دلائل وحقائق تؤكد الاختلاف الكبير فيما بينهم بيد ان ذلك ايضا لا يعدو عن كونه اختلاف على الحاكم والقائد والمسيطر وليس من اجل اي شيء اخر تحاول وسائل اعلامهم الباهتة اقناع الراي العام به..
احببت ان اشير هنا الى قضية الجنوب وتباين مواقف كل منهم تجاه القضية الجنوبية باختلاف التعامل الايديولوجي والسياسي لكل منهم ازاء الجنوب وقضيته مع الالتزام بالمصلحة وهي البنية الاساسية التي تبنى عليها مواقف واراء مثلث برمودا اليمن ازاء قضية الجنوب.. لا اعتقد ان اي شخص عاقل في هذا البلد الذي اصبح مسرحا للهفوات بعض الاغبياء منه. يمكن ان ينسى او يفند ما حدث في حرب 1994 المشؤومة التي كانت نتاج طبيعي للفكر والتصور الخاطئ لثنائي المؤتمر والاصلاح في مواجهة اي قضية سياسية وبينما اعد الاول العدة لحربا ضروسا على الجنوب .لم يتوانى الثاني في رد الدين للأول فقام بكل ما بوسعه من اجل خدمة الحاكم وصولا الى حد اصدار فتوى بإباحة دم ابناء الجنوب لم تكن تعد الا من اروقة حزبهم المتطرف..
كانت تلك الحرب بداية سيئة لحكم سيء تعامل مع الجنوب على اساس خاطئ لا يمت للأخوة والعدالة بصلة واضحى الجنوب ارضا خصبة للفيد والغنيمة والبطش للمؤتمر والاصلاح الذي يحاول بعض قادته انكار حقيقة مشاركتهم للحاكم السابق في الوقت الذي اثق بان التاريخ لا يرحم ابدا ويحتفظ بكل صغيرة وكبيرة في صفحاته التي دونت في يوما ما قاموا به في ذلك الصيف المشؤوم..
وعلى غرار ثنائي المؤتمر والاصلاح لم تشكل جماعة الحوثي اي استثناء بالنسبة لكيفية تعاطيها مع قضية الجنوب وبرغم اتخاذها موقفا مؤيدا ومنحازا لقضية الجنوب الا ان ذلك لا يعبر بالضرورة عن وجهة النظر الحقيقية للحوثيين ازاء قضية الجنوب الذي اعتقد انها لا تعدو عن التماشي مع المصلحة المحتمة عليهم تأييد اي حركة وقضية سياسية معارضة للنظام وبما يساعد من بسط نفوذهم وسيطرتهم على معظم مناطق الشمال.
الحسنة الوحيدة التي يمتلكها الحوثيين تجاه الجنوب انهم لم يشاركوا في الحرب على الجنوب ولم يكونوا جزء من عمليات الفيد والنهب التي قام بها كل من المؤتمر والاصلاح..
خلف ستار الوطنية وبناء الدولة المدنية الحديثة كانوا ومازالوا يحاولون ايهام ابناء الشعب اليمني بدعواتهم المتكررة للإصلاح في الحقيقة لم يكن ذلك الا افيشا باهتا يشبه الى حد كبير افيشات بعض الافلام العربية التي تذهلك شكلا وتصدمك مضمونا الحال نفسه ينطبق على ثلاثي اليمن الشهير .
اخر الكلام...قد يندهش البعض من عدم تطرقي لجماعة انصار الشريحة ..بيد ان الحليم تكفية الاشارة.