عد نجاح مهرجان جدة التاريخية، الذي أقيم في الربيع الماضي تحت شعار "كنا كدا"، تقرر إطلاق مهرجان "رمضاننا كدا"، والذي يعتبر امتدادًا للفعاليات التي تأتي بمناسبة انضمام جدة التاريخية إلى قائمة التراث العالمي، حيث افتتح الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، مهرجان "رمضاننا كدا"، والذي سيستمر بشكل يومي حتى 19 رمضان، فيما تتحول الفعاليات بدءًا من 24 من رمضان وحتى الرابع من شوال، إلى فعاليات مهرجان "عيدنا كدا". وقال محمد العمري، المدير التنفيذي للهيئة العامَة للسياحة والآثار، إن المهرجان يهدف إلى ربط الماضي بالحاضر، وإتاحة الفرصة لأهالي وزوار جدة للاقتراب عن كثب من حكايات القرن السابق وتعريف الجيل الجديد بتاريخ وعادات وتقاليد سكان المنطقة التاريخية أثناء رمضان، مشيرًا في حديثه ل "إيلاف" إلى أن مدينة جدة كانت قبل (21 حزيران/يونيو) مدينة عربية سعودية. أما اليوم، فهي مدينة تراثية عالمية. وأضاف: "ومن أهم الأنشطة التي لا بد أن تكون في أي موقع عالمي، مهرجانات تبرز مكانة المدينة التاريخي، وترسخ مفهوم العراقة، وهو ما نسعى إلى تحقيقه في مهرجان (رمضاننا كدا) ومن بعده (عيدنا كدا). قامت "إيلاف" بجولة على المنطقة التاريخية، حيث وجدت حالة من الإقبال الكثيف للزوار الذين مثلوا مختلف الفئات العمرية، رغم ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، ورغم تزامن أوقات الزيارة مع توقيت الدراما الرمضانية، ومباريات المونديال، فيما امتلأت ردهات المنطقة التاريخية بمنابر المعروضات التقليدية والأكلات الشعبية وزوايا الفنون الفلكلورية واللوحات الوثائقية، والتي حاولت استرداد لحظات الماضي البسيطة بكل ممارساتها واقتنصت ذكريات السعوديين بكل تجلياتها، لترسم مدى الفارق الحضاري والثقافي والاجتماعي الذي يعيشه الماضي والحاضر. إلى ذلك، أكد محمد زكي حسنين، نائب رئيس الجهة المنظمة للمهرجان، أن فعاليات (رمضاننا كدا) اكتسبت شعبية جارفة منذ انطلاقها، حيث سجل مركز المعلومات السياحية توافد 55 ألف زائر، طيلة يوميات المهرجان، الذي يبدأ يوميًا من العاشرة مساء وحتى الثانية فجرًا. مشيرًا في حديثه ل "إيلاف" إلى أن المهرجان سيتضمن 28 فعالية يقوم عليها 250 من الشباب والشابات من المشرفين والعاملين والمتطوعين، فيما تم تخصيص مسارين للزيارة، يبدأ الأول من باب المدينة العتيق، ويبدأ الثاني من حارة بيت نصيف، كما ستحتوى يوميات المهرجان على فقرات متنوعة تساهم في إحياء تاريخ جدة، والتي ارتبطت تاريخيًا وذهنيًا بالوجدان العربي والإسلامي. تجدر الإشارة إلى أن منطقة "جدة التاريخية" انضمت في 21 حزيران/يونيو 2014 إلى قائمة التراث العالمي لتكون بذلك ثالث موقع أثري سعودي يجمع بين الجوانب التاريخية والثقافية، وذلك بعد موافقة لجنة التراث العالمي في اليونسكو على تسجيلها، هذا وتعود نشأة مدينة جدة إلى ما يقارب ثلاثة آلاف عام، واكتسبت أهمية كبرى مع بزوغ فجر الإسلام، وذلك عندما قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، سنة 25 ه، باختيارها لتصبح ميناء رئيسًا لمكة المكرمة.