قبل شهرين من الآن ، كان فريق فحمان بلاعبيه وجهازهم الفني وإدارتهم وحتى جماهيرهم ممن تباعهم يعيشون لحظات خاصة تكتسي الافراح أينما حلو وترحلوا بعدما أنجزوا للمحافظة الصعود الى دوري النخبة الخالية من ألوان فرق أبين التي كتبت لها الأقدار السواء الأيام . النادي " المغمور" القادم من تحت ركام المحافظة المنكوبة ، أرسل رسائله للجميع بما قدمه في ملاعب كرة القدم في توقيت محسوب كان الجميع ينظر فيها الى " الموطن" بصورة مختلفة تتداخل فيها شفقة السياسيين وضمير الرياضيين باتجاه محافظة ولادة لللمواهب ومصدر الهام لكرة القدم اليمنية في محطاتها ومواعيدها ، لهذا انتسب الجميع للحظة والموعد " المجمل" بقرب كبار الدولة وصناع القرار الرياضي وغيرهم من كبار السياسة ومواقع صناعة القرار في المحافظة والوطن ، فظن الجميع ان التباشير خيرة وان القادم لهذا الفريق " المغمور" الذي سيخوض غمار منافسة مع الكبار في الموسم القادم ، فالجميع حوله يوعد بالكثير وبتبني المشوار بما كل ما يحتاجه " فحمان" الذي يمثل روح أبين وعنفوانها في لحظات مازال "أنينها" يسمع على بعد أميال . مرت الأيام ولم تكن كثيرة ، وانقضى الأمر وتكشفت الحقيقة المرة لأبناء فحمان ، بعدما وجدوا أنفسهم لوحدهم في مواجهة مهمات قادمة لا يستوعبها شي عندهم ولا يفقهها كثيرون منها ، لأنها جديدة ويحتاجون فيها الى إضعاف مضاعفة مما حملوه معهم في مشاور الثانية الذي خاضوه بروح وحماس لم يعد المقام يستوعبه لان الأجواء مختلفة والأدوار بطولية والحدث كبير. على بعد ايام قليلة سيكون "فحمان" مطالبا بإعداد نفسه للبدء في منافسات دوري " النخبة"من سكة صعبة عليه ان يلعب فيها مبارياته الستة والعشرون خارج أرضه ، ففي مواجهاته لخصومه سيكون عليه السفر والترحال الى عدن وملعب المنصورة الذي اختير لهم ليكون ملعبهم في مشاور الدوري .. وهذا وحده يبين كيف سيكون وضع النادي " المغمور" الذي يمر من سكة تتكالب عليه فيها الظروف ، وكيف توقفت توجيهات رئيس الجمهورية بتعشيب ملعبه في " مودية" حبرا على الورق فقط ، وكيف لم يسمح له بخوض المباريات على ملعبه الترابي مع ان هناك أندية خاضت مبارياتها في ملاعبها وهي ترابية وفي حال السواء من ملعب فحمان . في حكاية فحمان أمور كثير لا تبشر بخير ليكون قادرا على مجابهة الظروف ومواجهة الخصوم أصحاب الإمكانيات الأفضل والأحسن ... فحمان اليوم يفتقد اقل ما يحتاجه ليلملم أوضاعه لتكون في ادني مستويات القدرة لفرض شيئا مما يطمح إليه وهو يخوض موسمه الاول بين أندية النخبة .. فكل شي غائب وكل الجهات التي التزمت إدارات ظهرها ، فوجدت الإدارة الشابة في فحمان نفسها وحدها في مواجهة الإعصار القادم والظرف الذي فرض عليه وساهم فيه اتحاد الكرة بعدم اعتماد ملعبه ليكون مساحة مواجهته لخصومه إمام جماهيره التي تتعطش لرؤية لاعبيها يواجهون كبار الكرة اليمنية في أرضها . الحديث عن أوضاع فحمان ، متشعب وله ممرات كثيرة علينا ان نمر عليها لعلنا نضع المتابع على مقربة مما يعانيه ، لهذا سنكتفي بما اشرنا إليه وسنرسل الرسائل لمن ظهر في المواعيد السابقة حين تغنى الجميع بانجاز النادي الأبيني ، بادراك حقيقة الأمر من وضع يعيشه النادي اليوم للالتزام بما وعدوا به ، من مساحة واجب ومسؤولية تجاه شباب " مودية" الطامحين الى رسم صورة وملامح لحضورهم في ملاعب كرة القدم اليمنية في ممر جديد سيكون له رونق ودلالة خاصة سيرتبط بها كل عشاق الرياضة مع خصوصية لأبناء المدينة الطيبة ورياضييها الذين راءوا في انجاز شبابهم الشيء الكبير . اول الأدوار التي نتمنى ان تتجسد تبتدي من سلطة محافظة أبين ومحافظها " ابن مودية" جمال العاقل لربط كل الجهات بمهمة فحمان في معترك كرة القدم ومنافساتها ، وتحريك المياه الراكدة التي تحولت الى مستنقع صعب بسبب طول فترة الانتظار ، لا يقوى النادي على الخروج منه ، فالمحافظ لديه قدرة التواصل لفك شفرة توجيهات الرئيس وتحريك مكتب الشباب ومديره " النائم" الذي عليه تقع مسئولية تاريخية بالتواصل مع اتحاد القدم للاعتراف بملعب النادي ليحتضن مبارياته لأنه صالح وكل مشكلته انه ترابي .. وهذا أمر عادي قد مرت عليه منافسات دوري النخبة في سنوات كثيرة. آخر الكلام .. للمهندس احمد بن احمد الميسري .. كل التقدير لأدواره واهتمامه بالفريق والسعي لتقديم ما يمكن ، فهذا الرجل يتحمل كل أعباء النادي منذ سنوات ويرتبط بشبابه وهو الذي كان يوما واحدا منهم .