انا لست من مؤيدي الرئيس عبد ربه منصور و لست محلي هنا ان امتدحه او ادمه ، الرجل يأتي من خلفية عسكرية كلاسيكية او من المدرسة العسكرية التقليدية، درس العلوم العسكرية في بريطانيا في مطلع شبابه و التحق فيما بعد بعدة دورات عسكرية في الاتحاد السوفيتي، يكاد كان اول رئيس سواء كان في الشمال او في الجنوب يأتي من خلفية عسكرية حقيقية تدربت في دول متقدمة عسكريا مثل بريطانيا و الاتحاد السوفييتي، اي انه لم يرتقي على أسس حزبية او قبلية، و الرجل عايش اخطاء الحزب في الجنوب و اخطاء علي عبدلله صالح في الشمال، فهل يا ترى كل هذه الخلفية ستساعده في السيطرة على مجريات الأمور التي تعيشها اليمن و الوصول الى حل وسط يرضي الأغلبية. المجتمع الدولي كما يبدوا يسانده و هذه هي اهم نقطه تقف الى جانبه و تعطيه ثقة و نوع من الطمأنينة و الشرعية ، و لكن بالمقابل هناك الجيش او بقايا الجيش الذي أسسه علي عبدلله صالح و أعوانه، هل يستطيع ان يثق بهذا الجيش آخذين بعين الاعتبار الولائات و التركيبة القبلية المعقدة للجيش اليمني، ربما هو الشخص الوحيد الذي يستطيع الإجابة على هذا السؤال.
الرجل لديه الكفاءة و المقدرة العسكرية اللازمة لقيادة الجيش في اصعب الظروف ، في الوقت الحاضر، هو و الفريق عمر البشير هم الرئيسان الوحيدان في الدول العربية الذي ينحدران من المؤسسة العسكرية و لا غبار في سيرته الذاتية العسكرية، و ككل عسكري حكيم يدرك بان إمكانياته السياسية محدودة ، و عليه سيتحتم الاستعانة بخبرات و كفاءات لتعينه على تسيير دفة الحكم، و لكن هل من السهل وجود هذه الخبرات في اليمن بدون ان تضع مصلحتها الخاصة و القبلية و المناطقية في المقدمة.
هل يا ترى و في بعض الأحيان وهو في خلوة مع نفسه يتحسٌر على فقدان الجيش الجنوبي الذي ساعد هو على اختفاءه والذي كان سيستطيع الاستعانة بخبراته التي هُدِرت.