أيام فقط هي من تفصلنا عن أهم أعيادنا ..عيد أكتوبري قادم بأزهى صوره ..زخم شعبي جنوبي يستعد ويُصر أن يخلد الثورة في تاريخها بمناضليها من بقي منهم على قيد الحياة أو من انتقل إلى جوار ربه .. لم تكن أعمارهم بذلك الوقت حين انتفضوا وثاروا من أجل الوطن بعيدة عن أعمار شباب اليوم جيل الاستقلال الثاني , ولسنا هنا إطلاقا لنتعرض لتسميات أو مسميات بل لجوهر الخروج الوطني الدافع وما يعنيه للإنسان على العموم ولهم على وجه الخصوص .. عدن التي ستحتضن بعد أيام عُرساً جنوبيا يرسخ ذلك زحف أبنائها إليها من كل مناطق الجنوب تُعيد للأذهان قصة وطن شارك أبنائه الذين لم تكن أعمارهم ببعيدة عن جيل اليوم الجنوبي .. خرجوا ليرحل المستعمر البريطاني خرجوا ليدافعوا عن الكرامة والعزة والدولة والوطن ! ..نعم الوطن كلنا الان نبحث عنه وما أشبه الليلة بالبارحة ..خاطر مناضلو أكتوبر بأرواحهم ولم يترددوا في ذلك من أجل الهدف الساميّ, وكأنيّ بهم استمع إلى قصص بطولاتهم فلكل مناضل منهم قصة نضال تروى لوحدها ..أشعر أن لا فرحة ضاهت لديهم فرحة الاستقلال ورفع العلم معلنا خروج اخر جندي بريطاني , كم تحلّق حولهم الأبناء والاحفاد ليحكوا لهم هذه المغامرة الوطنية التي غامروا بها بكل ما يملكون وأعظم ما ملكوه قلوبهم الطاهرة التي لم تكن تبحث عن منصب ولا رئاسة , ورغم السلبيات التي حدثت لاحقا ولم تكن بحسبانهم إلا أن كثيرا منهم لم يفكر أن يغادر الوطن لأي وجهة كانت فحب هذه الارض مزروع بنبض قلوبهم وأنى له أن يُجتث !! رغم العقود التي مرت وعصفت بالوطن يبقى الامر الجميل الذي غرسوه بالأجيال التي تلت هذه الثورة التي لازالت ذكراها تتلألأ وزادها وهجاً هذا الانفتاح التكنولوجي الثوري الذي جعل منّا أبناء الخارج في تناغم كبير مع الداخل ورسخ بالروح الجنوبية بالمهجر حب أعياد الوطن الأم ومشاركة الاحتفال بأعياده ...شعرت بحاجة كبيرة ومُلحة للكتابة في هذه المناسبة العظيمة وجنوبنا على مختلف طرق ..لكي يسمع العالم صوت شعبنا في عرسه الاكتوبري الكبير كما أسمع ثوار أكتوبر العالم بحقهم بوطنهم دون مستعمر جاثم , وأياً كان المستعمر ..وأياً كانت سياسته ..تبقى النظرة الاستعمارية طاغية أيا كان الناظر ..ختام كلماتي بهذه المقالة تحية تقدير ونظرة احترام وإكبار لكل روح جنوبية شاركت بهذه الثورة من لازال جسده يرفل بنعمة البقاء ليشهد معنا بإذن الله العرس الاكتوبري القادم ..أو من غيّب الموت جسده ولازالت روحه الاكتوبرية ترفرف في عيد الوطن الأكبر ..إذ يعجز الشكر أن يوفيكم ما قدمتم لوطن أردتم له العزة والكرامة والرفعة فخلّد أسماءكم فردا فردا , حياةّ وموتا في سجل الخالدين .. منكم ننهل الإلهام ..فشكرا مناضليّ أكتوبر ...