الحمد لله والصلاة والسلام على سيِّدنا وقدوتَنا وإمامنا وحبيب قلوبنا ، محمَّدًا عبدُه ورسوله ، المبعوث للعالَمين بشيرًا ونذيرًا ، اللهم اجْزِه عنَّا خير ما جازيت نبيًّا عن أمته ، واحشرنا تحت لوائه في أعزِّ زُمرته ، وأكرمنا اللَّهم بقربه وحوضه ونَيْل شفاعته. لقد انقضى العام الهجري 1435 ه وسوف ندخل في العام الهجري الجديد 1436 ه وبانقضائه مرت حوادث متسارعة فسقطت أقوام وارتفع أقواما فلله الأمر من قبل ومن بعد فالحمد لله على قضائه وقدره . وهنا نورد سبب العمل بالتاريخ الهجري وكيف كان للاستفادة من ذلك ؟ وهو: أن أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قد كتب إلى عمر الفاروق رضي الله عنه عندما كان واليا على البصرة يخبره بقوله : ( تأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ) فقرر عمر والصحابة أنذاك بأن يكون التاريخ بداية الهجرة لأنها فرقت بين الحق والباطل ، فجعلوا شهر ذي الحجة آخر شهر العام ، وشهر ذو الحجة ختم الله الإسلام بالحج . فالعام الهجريُّ هو عام عرفت الأمَّة عزَّتَها ورفعتها، فعاشت متتبِّعةً لأجمل أحداثها ، فلها في كلِّ لحظة من يومها عمل في سبيل ربِّها.
ها هو العام الهجري 1435 ه ينقضي فلا بد لنا من وقفة تأمل مع النفس ومراجعة الذكريات فإن وجدنا خيرا حمدنا الله وإن قصرنا نتوب إلى الله سبحانه وتعالى قال تعالى : ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ... ﴾ [الحشر: 18] وبقدوم العام الهجري الجديد 1436 ه فإن بشائر الأمل تتراءى أمامنا في سقوط معاقل المسترزقين دهرا باسم الدين والشريعة وها هم أبناء الجنوب الأحرار الشرفاء المظلومين قد استجاب الله دعائهم ، وقد سلط الله على الظالمين من هو أشد بهم فتكاً ، وها هي بشائر النصر تلوح في الأفق وما علينا إلا استقبال العام الهجري الجديد بالحمد والشكر والثناء لله سبحانه فاللهم لك الحمد والشكر والفضل والمنّة على إحقاق الحق وإزهاق الباطل وتعرّيه ، إن الباطل كان زهوقا.
ولقد كان الدعاة الصادقين المخلصين في الأعوام السابقة يبينون خطأ وزيغ المتنفذين الفاسدين حتى أوصلوها لهم ولكن كان الفاسدين المتنفذين يدسّون أذنابهم في إيذاء كل ناصح وصادق أمين فاحتسبوا الأجر من الله في بيانهم ونصحهم ، والآن سقط القناع وانكشف الزيف وتساقطوا واحدا بعد الآخر وهم يقفون مشدوهين مما أصابهم ، فأين مواكبهم التي كانوا يمشون بها في المدن ؟ وأين أتباعهم المسترزقين والحركيين والمنظمين ؟ فالجواب : كما نراهم تساقطوا وولّوا هاربين ، ولم يبقى منهم إلا المغفلين ، نسأل الله لهم الهداية والعودة إلى جادة الحق المبين وإلى أهلهم وناسهم الصادقين .
وبقدوم العام الهجري الجديد 1436 ه نقدم البشارة إلى كل مظلوم من أبناء الجنوب الشرفاء خاصة والمسلمين عامة بأنه سيكون بإذن الله عام النصر ومبشر بالخير والبركات حيث أن الظالمين قد بدأ أفولهم وقد استجاب الله دعاء المظلومين ولم يبقى منهم إلا قليلا ممن لا زال يسترزق باسم الدين والوحدة المغدور بها من بقايا الأذناب الذين ليس لهم حول ولا قوة إلا بإتباع ما يُملى عليهم ممن أقنعوهم كذبا وزورا بأنهم دعاة الإسلام ولم يعتبروا بواقع أفعالهم المخالف عيانا بيانا بل ركبوا رؤوسهم وظنوا بأن الله لا ينصر المظلومين وها هي سهام الليل من دعاء السواد الأعظم تفعل فعلتها ، فهل من معتبر ، وهل من مدّكر.
فوداعا لعام 1435ه الذي فيه سقطت الأقنعة ، ومرحبا بعام النصر وإحقاق الحق والخير والبركة والبشارة بإذن الله تعالى ورحمته وفضله ، وأملنا في الله في عودة الحق إلى أهله وعودة كل ما نُهب من ثرواتنا لنسعد بها على أرضنا وبين أهلنا وناسنا ولنستفيد مما مضى ونعرف بسبب ما عانينا صديقنا وأخونا من عدونا ونعرف لرجالنا وأهلنا وناسنا حقهم وقدرهم وفضلهم فمرحبا بك عامنا الجديد 1436 ه ، مبشرا بكل حق وخير والحمد لله رب العالمين الذي بفضله تتم الصالحات .