في بعض الدول ينطوي معظم الفساد على محاولة اصحاب الثروات الخاصة التأثير في بيروقراطية الدولة وأجهزتها التشريعية، اما في بعضها الأخر فيستحوذ المسؤولين الحكوميون ، والعسكريون الأقوياء على اجزاء من الاقتصاد دون أن يتعرضوا لأي مسألة 0 في ضل غياب مؤسسات الدولة القوية قد يكون المجتمع المدني ضعيف ، وكذلك الأحزاب السياسية ضعيفة 0 وفي هذا الوضع يمكن لشبكات الفساد أن تهيمن على السياسة وقطاعات من الاقتصاد فتزدهر بذلك الأسواق غير المشروعة وتموت الأسواق المشروعة . وهنا يتضح لنا جلياً بأن محاربة الفساد في الدول النامية والتي تعاني من غياب المؤسسات القوية التي تخدم مصالح الشعب تجد صعوبة كبيرة في وضع الفاسدين امام المحاسبة والمسألة 0 بسبب ارتباط القوى الفاسدة بقلة قليلة من الشعب ترتبط مصالحها مع رموز الفساد ومعظمهم ينتمون الى المؤسسة العسكرية 0 لقدرت هذه المؤسسة على الهيمنة والسيطرة والقدرة الكبيرة على التحرك بكل حرية وسط اجهزة الدولة الهشة 0 ( ربِّ إنِي قَدْ مَسَنِي الضُر وأَنتَ أَرْحَمَ الرَاحِمِينْ ) السواد الأعظم من أبناء اليمن يعانون من ابسط مقومات الحياة الكريمة والسبب في ذلك تفشي الفساد واستحواذ فئة قليلة من الشعب على معظم ثروات البلد 0 نتيجة لضعف اجهزة الدولة وسيطرة الأيادي الخفية على معظمها كل ذلك أوصل المواطن اليمني الى مرحلة اليأس ، وفضل معظم اليمنيين التعايش مع المجرمين معايشة حسنة ، ولسان حالهم يقول اليد التي لا تستطيع كسرها ما عليك الى تقبيلها0 ومرة عشرات السنين ولم تمل تلك الأيادي التي اصابها الجرب من التقبيل وزادة شهوتهم العارمة بعد أن كبرت أرصدتهم و توسعت ثرواتهم فطلبوا من الشعب ماهوا أكبر من التقبيل 0000 إنني اشعر بالألم والحسرة على هذا الشعب كل أشكال الفساد موجودة فيه شراء الذمم والولاءات ، استخدام القوة للسطو على الثروات احتكار المشاريع لمن لا يفقهوا فِيهَا فيأخذون المال ويبقى للوطن الأطلال من بقايا مخلفات اخشابهم ومساميرهم التي تُدمي الحافية اقدامهم 0 متى يصل اليوم الذي يفخر المواطن اليمني بمسؤولين أكفأ يتحررون من كل رموز النفوذ ، والسيطرة يؤدون واجبهم بكل اخلاص وتفاني وأن لا يكونوا أدوات بيد عجائز السياسة الفاسدين 00 مؤمنين بأن اليمن يستحق الانتقال الى الصفوف الأولى بين الدول المتقدمة 00 إن التحول الكبير الذي يشهده اليمن في الوقت الحالي رغم الصعوبات وجهل أتباع الفاسدين الى أنه يبشر بِخَيْر ويسير بخطوات سريعة أربكت المجتمع الدولي وأرغمتهُ على الوقوف بجانب الشعب اليمني ورغبته بالتطلع الى الحياة الأفضل 0 فهل فهم اليمنيون بأن الوقت قد حان لينضروا الى المستقبل متفائلين ومتعاونين على محاربة الفاسدين ، ودعم كل الشرفاء الذين يعبرون عن القيم النبيلة والعظيمة لهذا الشعب الذي بدءا محركاً لتاريخ البشرية ، وحان الوقت ليستعيد مكانته في التاريخ .