الرابطة ورموز القبلية يقولون أن هوية اليمن الجنوبي انتهت لكون الجنوب تنازل عنها بمحض إرادته ولو طالبنا بعودتها من اليوم إلى قيام الساعة فلن يعترف بها العالم . والطرف الآخر من يطلق عليهم الاشتراكيون يقولون أن هوية الجنوب العربي تم دفنها بمحض إرادة الجنوب نفسه وهو كان دولة مستقلة ذات سيادة وقرار سياسي مستقل ولم يفرض عليه من الخارج وقد مر على دفنها عقود طويلة وأحداث ومتغيرات تم من خلالها مسح الهوية من ذاكرة العالم وأصبح العالم لا يعرف ولا يعترف بشيء اسمه الجنوب العربي . بالرغم أنني أجزم يقيناً بأن الطرفين المتخاصمين لم يطرحوا مشاريعهم المذكورة لدراسة قانونية وسياسية ليتم دراستهما بشكل دقيق ولم تعرض على رجال القانون الدولي ومراكز دراسات قانونية وسياسية دوليه حتى يتم استخلاص الأفضل والأقرب والأسهل لتحقيق الغاية المنشودة المتمثلة باستعادة الوطن وطرد المحتل . ولو تم عرض كل المشاريع والشعارات على مراكز دراسات ورجال القانون الدولي ربما يقولون لنا أن المشاريع والشعارات المختلف عليها كلها صحيحه والمطالب كلها قانونية شرعية . للأسف كل طرف قام بتأليف مشروع وشعارات تتكيف وتنسجم مع أفكاره وقناعاته وتتناقض مع المشاريع والشعارات التي يرفعها الآخر دون الرجوع إلى النصوص القانونية الدولية ونبني مشاريع وشعارات تنسجم معها وتخدم الوطن الجنوبي المسلوب وكأن مهمتنا الثورية هيا تهيئة وتكييف القوانين الدولية بما يتناسب مع مشاريعنا وتوجهاتنا التحررية وليس تهيئة وتكييف مشاريعنا الثورية بما يتناسب مع القوانين الدولية . أعتقد أن الغرور السياسي وحب المكابرة والمكايدات والمناكفات الايدلوجية التي تهدف إلى الانتصار على الخصم الجنوبي فقط لا الانتصار للوطن هي من تمنعنا بالقبول بالآخر والاتفاق مع الجميع على العمل بكل الوسائل والسبل التي تتيح لنا تحقيق الهدف المنشود والمتمثل باستعادة الوطن الضائع وأصبح لديهم الوطن الجنوبي وسيلة ومشاريعهم هي الغاية التي يعملون جاهدين على تحقيقها واعتمادها.