الهزيمة والفشل، مفردتان مغيبتان في قاموسنا الرياضي، وكأن لا أحد يجب أن يخسر، وإن خسر فهو ليس بسبب أنه يستحق الخسارة، بل يفعل كل شيء ليرمي بالأسباب على الجميع، ويخرج هو منها سالماً! وتعاملنا مع الخسارة كجماهير ومسؤولين تغلبه العاطفة أكثر من شيء آخر، فنجد أن في المباريات الأوروبية الفريق يخسر وتصفق له الجماهير، على رغم سوء أدائه، وتحضر بالكامل لمباراته المقبلة وكأن شيئاً لم يكن، وكأن فريقها المرصع بالملايين لم يهزم بالخمسة والسبعة البارحة! هنا الفرق بيننا وبينهم، في التعامل مع الهزيمة واستثمار الفشل في صناعة النجاح، ولأن العمل لدينا في رياضتنا ليس مؤسسياً، بل هو لفترة محدودة ومرتبط بالشخصنة أكثر من أي شيء آخر نجدنا نغرق في خيبات تلو خيبات، ولن ينتهي هذا المسلسل والعقليات التي تدير رياضتنا هي هي! لذا، لا بد من إعادة النظر في منظومة العمل بالكامل، وقراءة المشهد كاملاً والتعامل مع الأحداث بواقعية، والبعد عن المكاسب السريعة والتصريحات المخدرة، والوعود التي لا طائل منها! انتشرت في الآونة الأخيرة تصريحات تخبر أن كم من لاعب في المنتخب مجبرون على اللعب وهم لا يريدون، ونشرت تصريحات على لسان مدرب المنتخب السابق الإسباني لوبيز، يخبر فيها أن هناك شخصية بارزة فرضت عليه ألا يستدعي لاعبي فريق معين للمنتخب، وفي المقابل يهلك لاعبو نادٍ آخر لأجل التأثير على البطولات المحلية! وللأسف أن المسؤول لدينا لا يخرج ويقول كل شيء بسرعة، بل ينتظر حتى تكبر كرة الثلج وبعدها يخرج بتصريح بارد لا يذيب شيئاً ولا ينهي الأمر، ويبقي كل معلق وقابل للتأويل! وما يزعج أن المسؤول يخرج وهو يقسم بأغلظ الأيمان ويحلف بالله، وتالله وبالله أن هذا لم يحدث، وأن ما يشاع ليس صحيحاً، ونتأمل في الأمر، ونقول لماذا يحدث هذا كله؟ ولا نجد سبباً سوى أن لا إدارة حازمة توقف كل أحد عند حده، ولا يوجد مسؤول يخرج ويقول الشيء قبل أن يصبح على كل لسان! فالقوي الأمين.. الحازم الراشد، هو ما ينقص المسؤول الرياضي لدينا! كان الله في عون كل لاعب، وكان الله في عون كل مشجع وحال رياضتنا هكذا.