النقد البناء يقوم به صاحبه الخطأ ويبذل جهده لإصلاحه، أما النقد الهدام أو الهادم، فهو ما يكون لدفع حق أو تحقيق عناد. والنقد البناء مطلوب ومحمود؛ لأنه يصب في المصلحة الإيجابية ويهدف للخير ويقوم الخطأ ويعالج السلبيات في المجتمعات، إذ لا يخلو مجتمع من وجود بعض السلبيات أو الملاحظات أو الأخطاء، وهنا يأتي دور النقد الإيجابي الذي يتخذ أسلوبا طيبا وآلية حسنة في تعاطيه مع الأمور، وهو المنهج الذي حثنا عليه ديننا الإسلامي، فمثلا يجب قبل توجيه النقد للآخرين أو لأي أمر كان التأكد والتثبت من صحة ما ينقد؛ لأن العجلة قد توقع في الخطأ والزلل وتؤذي الآخرين ولو بدون قصد بأمور لا صحة لها، كما يستحسن تفعيل الأسلوب والنهج العلمي المبني على فهم سليم للأمور ومجرياتها بعيدا عن الارتجال والعشوائية؛ كما يجب أن يستخدم النقد أسلوبا حسنا وألفاظا مناسبة حكيمة بعيدا عن التجريح والإساءة للآخرين، حتى يؤتي النقد ثماره الإيجابية مع الترحيب بالآراء الأخرى ونقاشها بهدوء ورزانة والإشادة بما فيها من إيجابيات أيضا دون التركيز على السلبيات فحسب، و اريد هنا ان اشير الى مقال كتبة الاستاذ احمد عمر بن فريد عندما منع قيادي في الحراك الجنوبي من صعود منصة ساحة العروض لإلقاء كلمة الاستاذ احمد اتنقد الرجل بطريقة مهذبه وبعيدة عن التعصب بل حتى لما تقرأ مقاله تكاد ان لا تجد فيه اسم الشخص او منطقته واصل الاستاذ احمد النقد بطريقة وبالأسلوب الجميل تقبله الجميع . لكن البعض هداهم الله ينبري لنقد أمر ما وهو لا يدركه ولم يسبر غوره ولم يفهمه بالشكل المطلوب فهو ينتقد ما لا يفقه، بأسلوبه الفج وكلماته الجارحة وطريقته المذمومة مخالفا بذلك النهج الإسلامي، فنفرت منه النفوس وعافته القلوب ورفضته الألباب وقد لا يستجاب لرأيه ونقده بسبب منهجه الخاطئ، على أن النقد الهادف يجب أن يكون هدفه خالصا ونيته صافية نقية إيجابية ومدعوما بالحجة بعيدا عن الإساءة وتعمد الإيذاء للآخرين أو محاولة التشهير أو تصفية الحسابات ، خصوصا أن هناك من يمتطي صهوة النقد لأسباب سلبية ذاتية للأسف، كالغيرة أو الحسد أو الهوى أو التعصب أو حب الجدل وإثارة الفتنة أو سوء الظن بالآخرين، وكلها أمور مذمومة؛ لأن الواجب إخلاص النية والتركيز على نقد العمل والإنجاز والفكر للمصلحة والخير، دون التطرق لاستهداف الأشخاص لذواتهم أو الدخول والتنبؤ بنواياهم وما يختلج في قلوبهم قد يكون على حسن نية ولكن لا احد يتقبله لأنها تحمل معاني قبيحة على سبيل المثال (1 مثلث الدم) 2( ولن يعنفونك هؤلاء عليك الاعتماد على من هم لهم باع طويل في الجلادة و الشجاعة) في النقطة الاولى اثار حساسية عند من هم المقصودين وأشعل في قلوبهم حقد و اوحى لهم بأنهم مستهدفين وإشعال احقاد ربما قد عفا عليها الزمن وقد طوي بلا رجعة من قبل ابناء الجنوب والنقطة الثانية انتقص من شجاعة الآخرين وقدمهم على انهم ليس من اهل الشجاعة والجلادة بالطبع اثارة حساسية لديهم بهذا الوصف لا اريد الدخول اكثر على ابناء الجنوب من اراد ان يقدم نصيحة الابتعاد من النقاط المشبوهة وتقديمه النصح بطريقة تناسب الجميع كما يجب على ابناء الجنوب قاطبة من المهرة الى باب المندب ان يتوحدوا ويعملوا كايد واحدة فهزيمة حرب 94م اجمع عليها كل الجنوبيين ان سببها كان الاختلاف والإقصاء واليوم نفس المشهد يتكرر والغزو الثاني اقترب وانتم اليوم في امس الحاجة الى رص الصفوف وقد وضعكم العدو في خندق واحد كما يجب الاقتداء بأبطال المقاومة والصمود في يافع و مكيراس و شبوة والضالع وحضرموت وكافة مناطق الجنوب الذين شكلوا انفسهم للدفاع عن الجنوب ولم يشكلهم احد وارجوا من كافة ابناء الجنوب اليوم ان لا ينتظرون احد يأتي ليشكلهم ان يسارعوا بأنفسهم لتشكيل لجان شعبية لحماية الجنوب فمن يعملون مع السلطة لن يشكلوا قوة ضاربة جنوبية وقيادات الحراك الجنوبي وجهنا لهم عشرات النداءات ولم يستجيبوا . لسنا هنا مدافعين عن احد بل يجب الوقوف في وجهة أي شخص يريد النيل من وحدة شعب الجنوب ويريد لنسيجه الاجتماعي بالتفسخ والله انا لنقول للمخطئ انت مخطي فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العداء . فلا يمكن لمنزل ان يُشيد بدون اكتمال اركانه وإلا فمصيره السقوط و هو ذلك لا يمكن لوطن ان يُبنى بدون اكتمال اركانه من كافة شعبة ليبقى صامدا امام الزلازل التي تتجاوز قوتها عشرات المرات على مقياس ريختر . على الذين يزرعوا الاحقاد والضغينة بين ابناء هذا الوطن مراجعة مواقفهم وان يتعاملوا بروح و مسؤولية امام كافة اطياف الشعب بعيد عن التعصب والمناطقية المقيتة التي تهدم ولا تبني وتشتت ولا تجمع وتفرق ولا توحد وعليهم الادراك جيدا بأنهم لا يمكنهم ان يصنعوا نصراً على الاْطلاق ما لم يكن جميع ابناء هذا الشعب يدً واحدة واخص بهذا الكلام من تم تعينهم مؤخرا في مهام حساسة وسمعنا عنهم كثيرا نعم سمعنا ولم نشاهد واتمنى ان ما سمعناه ليس بصحيح .