أتعجب ممن يقول لا يعنيني ، أو ممن يظن أنه لا يعنيه !!!!!! حلت بنا الفتنة وتشتت الشمل وحلت التفرقة، لكن مقارنة بما وصلنا إليه فأنه أخزى وأذل.
يامعشر رجال تعز ؛ من لم يمت بالهون مات بغيرهِ ، تعددت الأسباب والقصف واحدُ . ها أنتم كل يوم تودعون قافلة من الشهداء ، وأنه من أغبى الغباء أن تنتظر دورك حتى تصير إلى ما صاروا إليه ، فتستشهد في طريقك أو بيتك أو مسجدك . أتخاف من الموت وهو آتيك لا محالة، ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ).
فلماذا ترضون بالهوان وتسقون كأس المنية بالذل ، فاخرجوا جميعكم فأنه لن يصيبكم إلا ما قد كتبه الله عليكم ، وعقدوا النية وأخلصوها لرب البرية ، فأن الدفاع عن الدين والعرض والأرض والنفس واجب مقدس . فمن يموت على هذه النية فنحتسبه عند الله شهيدا، فطوبى لمن استشهد مقبل غير مدبر .
فكروا بكلماتي واعملوا لما هو آت، ولا ترضوا أن تُذبحوا كما تذبح الخرفان . كل منكم ينتظر دوره ويخرج من بيته مغامرة إلى محله أو سوقه ، لن تأتي ملائكة السماء جهاراً نهارا تقاتل عدوكم وانتم في بيوتكم ، لن يأتي من خارج أرضكم من يقاتل معكم وأنتم تنظرون . إن لم تثوروا وتعلنوها حرباً إمّا نصراً ودحراً للعدو ، وإما شهادةً ، فلن تنصروا . إن لم تخلصوا النية ، وتشدوا الهمة ، وتستقطبوا الصامتين والنايمين ورافعين شعار "ماهلنيش ما هلنيش " ومرددين مو دخلي مو سوي ، فستظلون تحت وطأة العدو.
مشاهد تتمعر لها وجوه الرجال وتندى لها الجباه ، فأن كنا قد أوذينا من أهل تعز نحن الجنوبيون ، فليس من أهل تعز كافة ، فالخير والشر في صراع الى قيام الساعة ، فمن قاتلونا بالأمس هاهم الآن يقتلون أبناء محافظتهم .
فمن للمساكين ومن للمستضعفين ؟. وأن كنا لتصيبنا الحسرة على من يعذب في كل بقاع العالم ، فأنه هنا اوجب علينا من غيرنا ، فمن استطاع أن يساعد فليساعد ولو حتى بأضعف الأيمان ( كلمة حق ) . قد يقول قائل أني قد غيرت أو بدلت مواقفي ، فأنني اقولها وبكل صراحة لم تتغير ولكن الواقع قد تغير ، والشر قد استطر ، فوجب علينا التبيين والدعوة والقيين وتوضيح ما قد صار وما قد يصير ، فأهل تعز يذبحون وشرعيتنا لا يهشون ولا ينشون، ولا لهم هم إلا المسابقة على أموال الإعمار وكراسي المستشار ، وظهر فيهم كل بايع وسمسار ، وكأنني بشرعيتنا هي من تهدم البناء وتخدم الأعداء ، فلا خير فيها ولا منها إلى ساعتنا .
ولولا ما يقوم به التحالف ، وما تقدمه دول الجوار من مد يد العون لأهلنا في عدن انفضحت شرعيتنا وبانت سوءتها .
ولكني أرى من يصفونه بالرئيس الشرعي ونائبه بحاح وحكومته قد أنهوا شهر العسل وعادوا إلى الديار ، فماذا سيكون دورهم في بناء الوطن ، وماذا سيقدمون لتعز في حربها مع المجوس أن كانوا هم الشرعية كما يحبون أن ينعتهم الجميع .
أما أنا وأمثالي لا نملك لكم إلّا الدعاء.
الله ينصركم يا أهل تعز ، ويرحم موتاكم ويتقبلهم شهداء ، ويشفي جرحاكم ، ويأمن خوفكم ، وينهي عدونا وعدوكم ، ويبّدل حالنا وحالكم إلى خير